رئيسيضيف العددقصة نجاح

د. عبدالله الربيعة .. ريادة في حب الوطن من فصل التوائم إلى العمل الإنساني (صور)

الجراح العالمي يروي قصة بكائه من الفرحة في بولندا .. وأديبة رومانية اتخذته بطلا لروايتها “الحب واليأس”

إنجازاته في وزارة الصحة تتحدث عن نفسها رغم الانتقادات الإعلامية.. وهكذا نجح في مركز الملك سلمان للإغاثة

حطم الرقم القياسي لعدد عمليات فصل التوائم السيامية .. ونال احتفاء العالم من ماليزيا شرقا إلى بولندا غربا

 

الرياض – الريادة، خاص

اسمه وحده يكفي كعنوان للريادة والإبداع الطبي، ليس على المستوى المحلي بل على المستوى العالمي، لم لا وقد قادت براعته المملكة إلى الريادة العالمية في مجال جراحة فصل التوائم السيامية، قاد وزارة الصحة في حقبة مهمة من تاريخ المملكة واجه فيها تحديات كبيرة منها حمى الضنك والكورونا آنذاك، هذا غير الإنتقادات الإعلامية، إلا أنه استطاع تخطيها بتحقيق عديد من الإنجازات والنجاحات، ورغم إعفائه من منصبة عام 2014 إلا أن إخلاصه للوطن وتفانيه في العمل لا ينضب، وهما ما دفعا به إلى نيل ثقة القيادة ليتم تعيينه مستشارا في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بتأسيس المركز عام 2015م،، وهو مركز قائم على “البعد الإنساني فقط”؛ حيث يقدم المساعدات الطبية والغذائية والتنموية والتعليمية للدول المحتاجة وحتى المخيمات المتضررة والمنكوبة بالكوارث، (لا يفرق عمل المركز بين عرق أو لون)، يكافح الأمراض والأوبئة ويجري العمليات الطبية، ويزيل عشرات الآلاف من الألغام.. إنه معالي الدكتور عبدالله الربيعة.

رحلة في حب الوطن

“هذا الوطن الغالي قدّم لي الكثير ولم أقدم له ما يذكر”.. عبارة قصيرة قالها الدكتور الربيعة لكن دلالاتها عميقة وتعكس إلى أي مدى كان حب الوطن بداخله دافعا له على الإنجاز والنجاح والعمل على رفعة هذا الوطن وريادته عالميا.

وحول رحلة نجاحه وإنجازه ذو الأصداء العالمية في مجال فصل التوائم والذي دفع البعض للمطالبة بمنحه جائزة نوبل في الطب أو السلام ، يتذكر الدكتور الربيعة كيف كانت البداية حيث أوضح أول حالة لطفلين سياميين يراهما كانوا من جمهورية السودان الشقيقة، حينها تم تشكيل فريق عمل طبي وكان هو المواطن السعودي الوحيد بين طاقم الفريق، منوهاً بأنه تم رفع برقية لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- آنذاك بخصوص العملية وأتى الرد بدراسة الحالة، وتم إجراء العملية حيث استمرت 18 ساعة ونصف الساعة وتكللت بالنجاح، وكانت ردة الفعل رائعة جداً خلالها.

وأوضح أن أصعب الحالات التي مرت عليه هما التوأمان الماليزيان، مؤكداً حرصه على تقديم الكثير للوطن ولحكومته الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- .

وقد تم توجيه الدعوة للدكتور عبدالله الربيعة من العديد من البلدان كمتحدث رئيس لتقديم محاضرة عن تجربته في عمليات فصل التوائم السيامية , وقد ترجمت محاضراته الى اللغات الفرنسية والألمانية والبولندية والصينية .

كتب الدكتور عبدالله ونشر العديد من المقالات العلمية والطبية في المجلات المرجعية العالمية, كما نشر كتابا عن حياته المهنية الجراحية بعنوان ” تجربتي مع التوائم السيامية” باللغة العربية. كما تمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية وعرض في العديد من المعارض الدولية من قبل وزارة التعليم العالي .
وبناء على هذه الإعتبارات، استحق الدكتور عبدالله الربيعة جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في العالم العربي.

الرقم القياسي بفصل التوائم السيامية

الإنجازات التي حققها الدكتور الربيعة في مجال فصل التوائم السيامية وجعلت من المملكة قبلة لعديد من الدول دفعت كثيرا من وسائل الإعلام العالمية لتسليط الضوء على ريادة المملكة في هذا المجال، ومن بينها قناة ((ABC News الأمريكية التي بثت تقريرا عن الدكتور الربيعة وعمليات فصل التوائم السيامية في المملكة، مشيرا إلى أنها واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا في العالم.

وذكر التقرير أنه على مدار الثلاثين عامًا الماضية ، قاد الدكتور الله الربيعة، برنامجاً لفصل التوائم الملتصقة الذين يولدون لعائلات فقيرة من جميع أنحاء العالم.
ونقلت القناة عن الدكتور الربيعة قوله “نحن ندفع ثمن السفر والنفقات” عن المرضى الذين أتوا من 21 دولة ، مضيفا : “هذه العمليات لا علاقة لها بالجغرافيا أو الدين أو السياسة، إنها تستند إلى العلم والإنسانية”.

وأشارت القناة إلى أنه رغم اضطلاع الدكتور الربيعة بمسؤوليات عدة ، إلا أنه لا يزال لديه الوقت لبرنامجه الطبي للتوائم الملتصقة.. وعن هذا قال للقناة “حتى عندما كنت وزيرا للصحة، واصلت إجراء العمليات الجراحية لأنني أؤمن أنه حتى لو قمت بذلك في عطلة نهاية الأسبوع ، فهذا شيء يمكن أن يساعد الناس فالإنسانية جزء من الدواء”.

اللافت أن الدكتور الربيعة لا يزال على اتصال مع العديد من مرضاه السابقين، وفي هذا الإطار يروي قصة لقائه للتوأم البولندي الذي نجح في فصلهم في عام 2005 ،” حيث قال للقناة الأمريكية : “قمت بزيارة بولندا هذا العام وعندما رآني (التوأم) – وهما الآن ، كما يمكنك أن تتخيل ، يبلغان من العمر 15 عامًا – لقد جاؤوا يركضون وعانقوني كأب. لقد نزلت دموعي وكان كل منهما يبكي وكنت أبكي، لقد كان هذا عاطفيًا حقًا .. أنا أبكي لأني سعيد”.

ولمن لا يعرف فإن الدكتور الربيعة بحلول ديسمبر 2019 كان قد حطم الرقم القياسي في فصل التوائم السيامية، ليصبح أبرز وأشهر رائد في هذا المجال في العالم.

وقد اختارته الأديبة الرومانية “دومنيكا سيف اليزل” بطلا لروايتها المعنونة بـ”الحب واليأس” عن قصة عملية فصل التوأم الماليزييْن التي أجراها الربيعة سنة 2002، تعبيرا عن امتنانها لإنجازاته وأعماله الإنسانية.

محطة وزارة الصحة.. إنجازات رغم الانتقادات

شغل الدكتور الربيعة منصب وزير الصحة في بدايات عام 2009 وتحديدا في شهر فبراير خلفا للدكتور حمد بن عبدالله المانع، حتى تم إعفاؤه عام 2014 وإسناد منصب وزير الصحة بالنيابة إلى وزير العمل آنذاك عادل فقيه، لكن قرار إقالته تضمن أيضا تعيينه مستشارا بالديوان الملكي بمرتبة وزير؛ حيث رافق الربيعة – بهذه الصفة – الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله في معظم رحلاته العلاجية.

وبالرغم من الانتقادات الإعلامية الطائشة على خلفية وجود أزمة كورونا الأولى والتي أسفرت عن خروجه من الوزارة إلا أن سنوات وجوده في وزارة الصحة شهدت العديد من الإنجازات مثل: اعتماد خطة المشروع الوطني للرعاية المتكاملة لتوزيع الخدمات الصحية ، اعتماد شعار “المريض أولاً” بهدف تعزيز حقوق المريض، وحصول 15 من المستشفيات السعودية على شهادة الاعتماد من هيئة المستشفيات الأمريكية وحصول 52 مستشفى آخر على شهادة الاعتماد الوطني لضبط معايير تقييم جودة الخدمات الصحية في البلاد، علاوة على إجراء العديد من التحسينات الرئيسية في مجال الخدمات الصحية والبنية التحتية بما في ذلك التوسع الكبير في المرافق الصحية الخاصة بتقديم الخدمات لأكبر عدد من الحجاج.

ريادة العمل الإنساني بدعم من القيادة

وبفضل الدعم اللامحدود من القيادة، نجح الدكتور الربيعة في أن يصبح مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية علامة فارقة تعكس صورة مشرقة لوطن غالٍ، هو المملكة العربية السعودية، حيث أصبح المركز مرجعا إنسانيا وصل إلى 54 دولة عبر تنفيذ 1403 مشروع بتكلفة أكثر من 4 مليارات و 797 مليون دولار، وهذه المشاريع تشمل الأمن الغذائي والصحة والمياه والإيواء والتعليم والأعمال الخيرية وغيرها.

وقد أكد الدكتور الربيعة، في تصريحات له، أنه استمرارا لنهج المملكة العربية السعودية الإغاثي والإنساني الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – تقدمت المملكة دول العالم في حجم المساعدات الإنسانية ، موضحا أن التوجيهات الكريمة جعلت المملكة في صدارة دول العالم في مساعدة الشعب اليمني الشقيق في كل مناطقه ومحافظاته دون تمييز بين طوائفه المتعددة.

اظهر المزيد
إغلاق