رئيسيضيف العدد

المهندس ياسر الربيعة لـ “الريادة”: آثار تطبيق زيادة ضريبة القيمة المضافة ستكون إيجابية على القطاع العقاري بعد استيعاب الصدمة

نائب رئيس لجنه المكاتب الهندسية بهيئة المهندسين أكد أن "كورونا" ستؤدي إلى إعادة صياغة التخطيط والتصميم المعماري فيما بعد الجائحة

البناء الاقتصادي أحد الحلول المهمة لأزمة السكن.. والموطنون أصبح لديهم وعي أفضل من السابق من ناحية قيمة المساحات المهدرة في منازلهم

المعماري السعودي لديه القدرة على الإبداع .. والتصاميم الجافة سببها التقليد الأعمى وسوء التنفيذ

هذه التحديات تواجه المكاتب الهندسية في المملكة.. وتطبيق حماية الحقوق الفكرية للمعماري يحل أزمة التقليد

 

الرياض – الريادة، خاص

 

أكد المهندس ياسر الربيعة، المعماري ونائب رئيس لجنه المكاتب الهندسية بالهيئة السعودية للمهندسين، أن البناء الاقتصادي أحد الحلول المهمة لأزمة الإسكان في المملكة، معتبرا أن الموطنين أصبح لديهم وعي أفضل من السابق من ناحية قيمة المساحات المهدرة، والتي تستخدم لمرات معدوده في السنة.

وقال المهندس الربيعة لـ “الريادة” ، إن أزمة “كورونا” ستؤدي إلى إعادة صياغة مناهج التخطيط و التصميم المعماري فيما بعد الجائحة، مشيرا إلى أن الأزمة غيّرت مفهوم الكثيرين عن العمارة بحيث أصبحوا أكثر وعيا بأهمية وجود عناصر التهوية والإضاءة الطبيعية.

وحول رؤيته للتصاميم الخاصة بالمولات والبلازات والعمائر التجارية على الطرق خلال الفترة المقبلة، رأى المهندس الربيعة أن التوجه العام في تصاميم المجمعات سيكون مركزا على أسلوب الحياة ويخدم جميع الفئات السنية،، أما البلازات فستكون الفئة الأكثر طلباً.

.. وإلى نص ما دار معه من حوار حول العديد من قضايا الإسكان والعمارة والتصاميم الهندسية:

– كيف ترى دور البناء الاقتصادي في حل أزمة الإسكان في المملكة، خاصة مع تمسك عديد من المواطنين بالنمط التقليدي في التصميم؟

لا شك أن البناء الاقتصادي أحد الحلول المهمة لأزمة الإسكان في المملكة، وأعتقد أنه أصبح للموطنين وعي أفضل من السابق من ناحية قيمة المساحات المهدرة والمخصصة لاستقبال الضيوف، والتي تستخدم لمرات معدوده في السنة، ووعي من ناحية خلق أماكن ترفية والاستمتاع بالمحيط الخارجي للمنزل.

– يرى البعض أن أغلب المباني في المملكة صماء وجافة في التصاميم، حيث لا تجد روحا فيها.. هل السبب في ذلك تكلفة صيانة تلك الأشياء أو افتقاد الوعي بأهمية وجودها، أم أن ذلك غائب عن المعماريين؟

أتصور أن السبب يرجع للتقليد الأعمى وغير المدروس لبعض التصاميم بالإضافة إلى سوء التنفيذ، أما المعماري السعودي فإن لديه القدرة على الإبداع وإيجاد الأفكار المبتكرة.

– هناك من يرى أن قلة كفاءة المهندسين المعماريين في المملكة تهدد جودة المباني السكنية.. كيف ترى ذلك؟

كما قلت سابقا المعماري السعودي لديه القدرة على الإبداع وإيجاد الأفكار المبتكرة؛ لكن التمسك بالعادات القديمة، وقلة التقدير لدور المعماري هو ما يحد من إبداعه، وكذلك الرفض من قبل العملاء لما هو جديد.

– برأيك.. ما هي التحديات التي تواجه المكاتب الهندسية في السعودية؟

هناك تحديات عديدة تواجه المكاتب الهندسية في السعودية أبرزها الكادر الهندسي، التمويل، التأهيل، التفتيش، وتطبيق كود البناء السعودي.

– التصاميم الهندسية لعدد من المكاتب حسب قول البعض تبدو موحدة، وتقليدية .. كيف ترى ذلك؟

أعتقد أنه لو تم تطبيق حماية الحقوق الفكرية للمعماري ومالك التصميم لما تكررت التصاميم، ناهيك عن عدم قدرة البعض على دفع تكاليف تصاميم حديثة وخاصة.

– هناك دراسات تشير إلى أن “كورونا” يرسم ملامح الهندسة المعمارية ما بعد الجائحة مثل مراعاة الإضاءة والتهوية أكثر والتصميم من منظور صحي.. كيف ترى تأثير ذلك على البناء والعمارة في المملكة مستقبلا؟

بالفعل، وهذا حدث تاريخي، الأزمة غيّرت مفهوم الكثيرين بحيث أصبحوا أكثر وعيا بأهمية وجود عناصر التهوية والاضاءة الطبيعية، و بالطبع سوف يكون لها تأثير كبير على العمارة.

وقد كشف لنا وباء كورونا ضعف ما ننتجه من مساكن أو بالأحرى مخازن لإيواء البشر. لقد اضطر الملايين حول العالم إلى الاستجابة للنداءات الصارمة بضرورة الوجود في منازلهم، ومن رصد حالات المساكن في معظم دول العلم، يتبين أن الغالبية العظمى منها صمُمت ليس لتكون سكنا وملتقى عائلياً مفعما بالحياة والقيمة والدفء، وإنما هي في معظمها مخازن بشرية طاردة. مخازن يمكن فقط تقبلها عندما يكون منطق الحياة مرتكزاً على الخروج والمغادرة وخلق حياة أخرى في الشارع أو العمل أو المقهى ثم العودة للمخزن البشري لانهيار الجسد واستسلامه لنوم يؤهل الإنسان للاندماج صبيحة اليوم التالي في نفس السيناريو البغيض. كورونا الذي عرى ضعف القرارات و جهل المجتمعات وجشع التجار ودجل من يسترزقون بالخرافات هو أيضاً كاشف لجرائم تصميم البيوت والعمارات التي يحشر فيها الناس لأسابيع، وهي بالكاد تصلح للنوم. وأعتقد أن مناهج التخطيط و التصميم المعماري سيعاد صياغتها فيما بعد الفيروس.

– كيف ترى مستقبل التصاميم للمولات والبلازات والعمائر التجارية على الطرق؟

التوجه العام في تصاميم المجمعات سيكون مركزا على أسلوب الحياة ويخدم جميع الفئات السنية، ستكون هناك أماكن مفتوحة أكثر، كافيهات، مطاعم، سينما، ومسارات للأطفال وهواة رياضة المشي، أما البلازات فستكون الفئة الأكثر طلباً؛ لأنها قائمة على فكرة hit and run للمستهلك.

– مرّت عدة أسابيع على تطبيق زيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15 %.. كيف ترى تأثيرها على العقار والمواقع التجارية والاستثمار ؟

أثار تطبيق زيادة ضريبة القيمة المضافة ستكون سلبية إلى نهاية مرحلة استيعاب الصدمة ثم ستكون إيجابية للقطاع فيما بعد؛ لأن نسبة الوعي ونوعيه الطلب سيزدادان.

– كيف ترى المسارات الراهنة والمستقبلية للقطاع الهندسي في المملكة، وماذا عن دور هيئة المهندسين في هذا الصدد ؟

مستقبل القطاع الهندسي خلال الفترة القريبة سيكون في كود البناء السعودي ١، ٢ ، وستكون إصدار تراخيصه من ‏هيئة المواصفات والمقاييس، أما بالنسبة للهيئة السعودية للمهندسين فإنها كانت وستظل أهم محور في القطاع الهندسي.

– ماذا عن دور القطاع الهندسي في تنمية الاقتصاد الوطني خاصة بعد جائحة “كورونا” وتأثيرها على الكثير من الأنشطة الاقتصادية؟

‏للقطاع الهندسي أهمية بالغة في دعم النمو الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة للسكان؛ حيث أن هناك العديد من التقنيات والمشروعات المثيرة للاهتمام في المدن المتقدمة، ووراء كل منها سنجد مهندساً مبتكراً ، القطاع الهندسي يسهم بتطوير البنية التحتية وشبكات النقل والطرق والجسور وإمدادات المياه والطاقة وإدارة النفايات، كما يعود إليه فضل تطوير البنية التحتية الرقمية كالاتصالات وشبكات الملاحة، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة الحضرية.

اظهر المزيد
إغلاق