الرياض – الريادة
حققت السياحة السعودية انطلاقة قوية بعد مضى نحو أسبوعين على انطلاق موسم صيف السعودية “تنفس”، إذ على الرغم من استمرار جائحة فيروس “كوفيد 19” المعروف باسم “كورونا المستجد”، فإن نسبة الإشغال في الفنادق والشقق المفروشة في الوجهات السياحية ارتفعت إلى 36% خلال الأسبوعين الماضيين، وفقا لما صرح به – مؤخرا – المهندس حسن جنة، مدير عام مركز المعلومات والأبحاث السياحية “ماس”.
وجاءت هذه النتائج في ظل العودة للحياة الطبيعية وتفاعل المواطنين والمقيمين مع توجيهات العودة بحذر، وهو ما يدفع إلى التفائل بقدرة السياحة السعودية على التعافي واستقطاب أعداد أكبر من المواطنين والمقيمين خلال الفترة المقبلة.
وعكست هذه النتائج الشغف باستئناف السياحة الداخلية في ظل الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الوقائية التي تضمن الترفيه والسلامة معا، وهو ما دقع مدير مركز “ماس” للإعراب عن توقعه أن ترتفع نسب الأشغال خلال الأسابيع القادمة، مُطالبا الجميع بالتخطيط المبكر للرحلات السياحية من أجل الحصول على السكن المناسب من حيث السعر والجودة.
ولفت إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في نسب الإشغال بمنطقتي عسير والباحة يصل إلى 80% وأكثر، موضحا أن المؤشرات في تصاعد خاصة في عطلة نهاية الأسبوع.
ونوه بأن معدل الإشغال يعتمد في حسابه على عدد الغرف المتاحة في السوق، وكون الغرف في الباحة وعسير يشكل نحو 10 % من إجمالي الغرف في المناطق الـ10 المستهدفة في الموسم، فإن تأثيرها على نسبة الإشغال العامة محدود نسبياً.
وأكد المهندس حسن جنة أن وزارة السياحة من خلال فرق التفتيش التابعة تحرص أشد الحرص على التأكد من التزام المنشآت التي تشرف عليها الوزارة في الوجهات المختلفة حول المملكة بالضوابط والإجراءات الصحية الرسمية, وذلك حمايةً للعاملين في هذه المنشآت والضيوف السائحين الوافدين إليها, موضحا أن موسم صيف السعودية يستهدف 10 وجهات رئيسة حول المملكة، وهناك وجهات تتمتع بأجواء جميلة وطبيعة خلابة وجبلية مثل عسير والباحة والطائف وتبوك, ووجهات أخرى بحرية تُمكّن السائحين من الاستمتاع بالرياضات البحرية مثل الغوص والصيد وغيرها في جدة وأملج ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية وينبع, إلى جانب وجهتان رئيستان (الرياض والمنطقة الشرقية) التي تتوفر فيها خيارات متعددة للأنشطة الداخلية والأسواق والمقاهي والمطاعم.
وفي السياق، أطلقت وزارة السياحة تطبيق روح السعودية، والذي يحتوي على كافة المعلومات عن المواقع السياحية التي يستهدفها موسم صيف السعودية، إضافة إلى 100 باقة سياحية متنوعة.
وقد نصح مركز “ماس” الجميع بتحميل هذا التطبيق، الذي يعد منصة لاكتشاف الوجهات السياحية المتعددة في المملكة وما تحويه من كنوز تاريخية وطبيعية وثقافية إضافة إلى العديد من الأنشطة والفعاليات والعروض والباقات التي تلائم الجميع وتناسب الأذواق والمتطلبات كافة.
وكانت الهيئة السعودية للسياحة أعلنت مؤخرا عن إطلاق موسم صيف السعودية “تنفس”، وذلك في الفترة من ٢٥ يونيو وإلى ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٠م، ليستمتع من خلالها كافة أفراد العائلة، وكذلك الأفراد والمجموعات، باكتشاف الطبيعة الساحرة، والتنوع المناخي، والعمق التاريخي، والثقافة السعودية الأصيلة في عشر وجهات سياحية.
وجاء هذا الإعلان خلال لقاء وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة أحمد بن عقيل الخطيب “عن بعد” مع نخبة من الإعلاميين، من رؤساء التحرير ومدراء القنوات التلفزيونية والإذاعية.
وصرح الخطيب، قائلاً: “يأتي موسم صيف السعودية كفرصة رائعة لاكتشاف الوجهات السياحية المتعددة في المملكة وما تحويه من كنوز تاريخية وطبيعية وثقافية، كما يسهم إطلاق الموسم في هذا الوقت تحديداً في تعزيز جهود الوزارة الرامية إلى إنعاش القطاع السياحي الأكثر تأثراً من تداعيات أزمة كورونا”.
وأضاف الوزير: “يستأنف القطاع السياحي نشاطه من جديد بروح متجددة وآمال كبيرة للمضي قدماً وبخطى متسارعة لتحقيق تطلعات القطاع المتناغمة مع طموحات رؤية المملكة، والساعية إلى الإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وزيادة مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل للمواطنين”.
و ينطلق موسم صيف السعودية هذا العام بشكل مميز ومختلف، حيث يتولى القطاع الخاص زمام القيادة وفق تسهيلات وضوابط ودعم وتمكين من القطاع الحكومي المتمثل في الهيئة السعودية للسياحة، التي تتضافر جهودها مع بقية الجهات الحكومية لتقديم تجربة سياحية مميزة، تتعدد فيها الخيارات لتلائم كل الأذواق والمتطلبات وتناسب مختلف الفئات العمرية، حيث تقدم الفنادق عروضاً ترويجية مختلفة، كما تقدم شركات التنظيم السياحي عروضاً وباقات وخيارات واسعة للاستمتاع بالأنشطة السياحية المتنوعة، مثل زيارة الأماكن التاريخية والمتاحف، والرحلات والأنشطة البحرية بالإضافة للأنشطة والرياضات الجبلية، علماً بأن الموقع الالكتروني “روح السعودية” visitsaudi.com يضم كافة الباقات والعروض الخاصة بالموسم.
يذكر أن وزارة السياحة كانت قد أعلنت حزمة التحفيز الخاصة بقطاعها، بإطلاق صندوق للتنمية السياحية برأسمال قدره 15 مليار ريال، إضافة إلى إبرام اتفاقيات تفاهم مع البنوك لتمويل المشروعات السياحية وإقراضها بما لا يقل عن 150 مليار ريال .
فيما أشارت دراسة أجرتها الوزارة أواخر مايو الماضي إلى أن 81 % من العوائل والأفراد يفضّلون قضاء إجازة تصل إلى 10 أيام داخل السعودية.
وتضيف الدراسة أن سيّاح الداخل يجدون المملكة أكثر أماناً لهم ولعوائلهم نتيجة الإجراءات والبروتوكولات الصحية التي تُطبّق، إضافة إلى رغبتهم في اكتشاف وجهات سياحية محلية جديدة.