تقاريررئيسي

حصاد مؤتمر المانحين لليمن 2020: مساهمات إغاثية وإنسانية بـ 1.35 مليار دولار.. وإشادات عربية ودولية بالريادة السعودية

الرياض – الريادة

شهدت الرياض ، أمس الثلاثاء ، أعمال مؤتمر المانحين لليمن الافتراضي2020، الذي نظمته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة لجمع مساعدات إنسانية بقيمة 2.4 مليار دولار بهدف دعم خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، ومواجهة وباء كوفيد 19.

وشارك في المؤتمر ما يزيد عن 126 جهة، 66 دولة، و15 منظمة أممية، و3 منظمات حكومية دولية، و39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وأثمر المؤتمر عن إعلان مساهمات إغاثية وإنسانية تجاوزت 1.35 مليار دولار،وجاءت أبرز المساهمات من السعودية بتقديم 500 مليون دولار، والنرويج 195 مليون دولار، وبريطانيا 200 مليون دولار، والسويد 30 مليون دولار، واليابان 41 مليون دولار للمؤسسات الإغاثية اليمنية و7.3 مليون دولار لمواجهة فيروس كورونا، وكوريا الجنوبية 18.4 مليون دولار، وكندا 40 مليون دولار، في حين قدمت المفوضية الأوروبية 80 مليون دولار، وهولندا 16.7 مليون دولار.

وأوضح رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أنه سيتم تخصيص 300 مليون دولار من إجمالى مبلغ الـ 500 مليون دولار التي أعلنت المملكة الالتزام بها من خلال وكالات ومنظمات الأمم المتحدة وفق آليات مركز الملك سلمان للإغاثة. فيما بقية المنحة البالغة 200 مليون دولار تُنفذ من خلال المركز بالتنسيق مع المنظمات الوطنية والمحلية والدولية.

وقال الدكتور الربيعة أنه تم اعتماد مبلغ 30 مليون دولار للمرحلة الثالثة من مشروع “مسام” لتطهير اليمن من الألغام، ليكون ما تم صرفه على جميع المراحل الثلاث للمشروع مبلغاً وقدره 100 مليون دولار.

وأكد ، خلال كلمته ، أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف صعبة يواجهها العالم جراء جائحة كوفيد ـ 19، وما تسببت فيه من تحديات اقتصادية وصحية وسياسية، يُضاف إلى ذلك ما يواجهه الشعب اليمني من ظروف إنسانية وصحية صعبة، تسببت فيها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وأشار إلى أن السعودية دأبت على ترسيخ مبادئ السلم والتآلف والتعاون بين شعوب ودول العالم، وتقديم الدعم والمساعدات بكل حيادية للاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الأزمات الإنسانية.

إلى ذلك، أشاد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني، الدكتور نجيب العوج، بالمستوى العالي لتنظيم المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة، لمؤتمر المانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، بمشاركة دولية كبيرة.

وأكَّد وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني تفاؤله بما بعد المؤتمر من حيث وجود آلية تنفيذية بين الحكومة اليمنية والمانحين، ومن ثمَّ بين أذرع الأمم المتحدة التي تذهب إليها الأموال لكي تتم عملية توزيع المواد الغذائية والدوائية والإنسانية على المواطن اليمني بكل أرجاء الجمهورية بدون استثناء، بحسب تصريحاته لوكالة الأنباء اليمنية.

ونوَّه الوزير العوج بالالتفاف الكبير للمجتمع الدولي ومساندته للشعب اليمني في ظلّ الظروف الصعبة الراهنة نتيجة انتشار جائحة كورونا وأثرها السلبي على حياة المواطن اليمني، كما تطرَّق إلى الجهود الحكومية بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الدوليين في مواجهة جائحة كورونا وآثارها على مختلف المجالات الحيوية.

وجدَّد التأكيد أنَّ أكبر المانحين لليمن هي المملكة العربية السعودية والتي أعلنت عن تقديم 500 مليون دولار لصالح الملف الإنساني في اليمن عام 2020م، مشيرًا إلى حذو بقية المانحين حذو المملكة بنسب متفاوتة.

وذكر الوزير اليمني أنَّ حكومة بلاده ستقوم عقب مؤتمر المانحين 2020 إلى تقديم رؤيتها بشأن تقليص النفقات التشغيلية للمنظمات وإيصال المساعدات للمستفيدين بالشكل المناسب، مع ضمان عدم ذهابها إلى تمويل الميليشيات بالصراع الداخلي، وكذا تقديم الحكومة رؤيتها لإيجاد آلية رقابة وتدقيق من طرف ثالث لضبط أي اختلالات في أنشطة المنظمات الدولية.

وأكَّد أهمية افتتاح العديد من المنظمات مكاتبها في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة حضرموت اليمنية، في تقديم الحكومة التسهيلات اللازمة لمساعدة تلك المنظمات بتنفيذ برامجها ومشاريعها المختلفة بالشكل المطلوب وعلى أكمل وجه.

في سياق متصل ، ثمّنت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة “الفاو”، تنظيم المملكة العربية السعودية افتراضيًا مؤتمرًا للمانحين لليمن 2020م بالشراكة مع الأمم المتحدة؛ لزيادة الوعي بالأزمة الإنسانية في اليمن ولسد الاحتياجات الأساسية هناك.

جانب من المؤتمر

وأكد المدير الإقليمي للاتصال والمعرفة بمنظمة الفاو للشرق الأدنى وشمال إفريقيا محمد العيدروس الهاشمي أن الشراكة الاستراتيجية بين منظمة الفاو والمملكة في دعم سبل العيش وصمود الشعب اليمني تمتد إلى قطاعات الغذاء وسلاسلها بمختلف المراحل، مشددًا على أن برنامج الفاو في اليمن يلاقي دعمًا سخيًا من الأشقاء في المملكة لليمن من خلال حزمة من المبادرات، مثل دعم إنتاج الدواجن وتحسين الإنتاج الحيواني والزراعي، وإعادة تأهيل البنية التحتية لمصايد الأسماك؛ مبينًا أنه بفضل هذه الشراكة الفاعلة تمكن العديد من اليمنيين من الحصول على مصدر دخل مستدام.

من جهتها ثمنت الأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر، والصليب الأحمر (آركو) استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر المانحين لليمن 2020 الافتراضي بمشاركة مع الأمم المتحدة.

وأكدت أن هذا المؤتمر يجسّد الدور الريادي للمملكة لدعم اليمن، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، مشيرة في بيان صادر عنها، إلى أن هذا المؤتمر هو امتداد للمواقف الإنسانية العظيمة للمملكة تجاه اليمن واليمنيين وضمن مساهمتها الإنسانية والتنموية المستمرة في اليمن.

وقال أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري، إن انعقاد هذا المؤتمر الافتراضي يأتي تأكيدا لاهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بعمل كل ما من شأنه أن يسهم في إغاثة الشعب اليمني وتخفيف معاناته الإنسانية من خلال استقطاب دعم المانحين الدوليين من أجل اليمن.

وأضاف أن هذه المواقف الإنسانية ليست غريبة على المملكة، وتأتي ضمن مسيرتها الحافلة بمد يد العطاء، والعون لليمن عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وزير خارجية الكويت خلال مشاركته في المؤتمر

وأكد على الدور الريادي للمملكة لدعم اليمن، ورفع المعاناة، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن الشعب اليمني، مشيراً إلى أنها الداعم الأول لليمن بمساعدات إنسانية، وتنموية تجاوزت 14 مليار دولار، وتظل من أكبر الدول الداعمة لعمل برنامج الأغذية العالمي في اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية.

وأوضح أن هذه التظاهرة الإنسانية تهدف لزيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية الدولية لليمن من خلال تقديم تعهدات دولية بدعم الشعب اليمني في مجالات الإغاثة الإنسانية.

وتابع: “المؤتمر يأتي استكمالاً للدعم المستمر الذي تقدمه المملكة لخطط الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، والتي كان آخرها تقديم مبلغ قدره 500 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة لعام 2020 م، وتوقيع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لعدد من العقود لتوفير الاحتياجات الضرورية من المستلزمات الطبية، والأجهزة لمكافحة انتشار فيروس كورونا في الجمهورية اليمنية”.

كما أشادت اللجنة الإسلامية للهلال الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي بالخطوة المتقدمة الإنسانية للمملكة العربية السعودية في تنظيم مؤتمر المانحين الافتراضي لليمن الذي ينعقد بناء على دعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -.

وثمنت اللجنة التعهدات التي قدمتها الدول المانحة وعلى رأسها المملكة في سبيل تخفيف الأزمات الإنسانية التي تواجه اليمن، وتؤكد على أن هذا المؤتمر تظاهرة إنسانية كبيرة تهدف للمساهمة في زيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية الدولية، وهو منصة تفاعلية لتقديم تعهدات مهمة في مجالات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني، ونوهت بدور حكومة خادم الحرمين الشريفين لتبني منصة إغاثية مهمة تمكّن مقدمي المساعدات من التواصل والتعاون والتضامن للتخفيف من آثار الأزمات الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني. وتعبراللجنة الإسلامية للهلال الدولي عن شكرها وتقديرها للمنظمات والهيئات العاملة في مجال العمل الإنساني في اليمن، وتؤكد حاجة المناطق العربية والإسلامية لمثل هذه المؤتمرات لتقديم العون اللازم للمجتمعات المنكوبة والعمل على بناء القدرات التنموية في مجالات الاستجابة السريعة والفعالة لمواجهة الأزمات الإنسانية عامة، ولعل أهمها هذه الأيام جائحة “كورونا”.

يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كان قد عبر ، في كلمته بالمؤتمر ، عن شكره السعودية على رعايتها المؤتمر الحيوي ومساعداتها الدائمة لليمن، لافتاً إلى أن اليمن يواجه ظروفاً اقتصادية وإنسانية صعبة سواء على المستوى المؤسسي أو الشخصي، خصوصاً مع تفشي جائحة كورونا المستجد (كوفيد – 19).

وأشار غوتيريش إلى أن الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى مساعدات إنسانية في هذه الأزمة التي تعد الكبرى إنسانياً، مضيفاً أن المجاعة وسوء التغذية تهدد حياة الأطفال، إلى جانب نزوح أكثر من 4 ملايين شخص في الداخل اليمني، مع ما تشكله جائحة كورونا من تهديد لحياة أكثر من 10 ملايين شخص. وقال: «أمامنا وقت عصيب، وقد نواجه معدلات وفاة عالية إذا لم يتم التصرف بشكل عاجل».

وبيّن أن المرافق الصحية في اليمن تعاني من نقص في الأجهزة الطبية، خصوصاً أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف، ما فاقم أزمة فيروس كورونا، كما أن المستشفيات التي تعمل لا توجد فيها مصادر طاقة معتمدة، لافتاً إلى أن 50 في المائة من السكان ليست لديهم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة.

وحذّر غوتيريش من إغلاق أكثر من 30 برنامجاً إنسانياً أممياً في اليمن العام المقبل نظراً لنقص التمويل، داعياً الجهات المانحة للدفع بسخاء وتمويل برامج العمل الإنساني الملحّة في اليمن.

اظهر المزيد
إغلاق