تحقيقرئيسي

سوق تطبيقات التوصيل في العالم العربي تنتعش.. وخبراء يدعون الحكومات لدعم رواد الأعمال وتقوية الأمن السيبراني

على وقع تفشي "كورونا المستجد" واستمرار إجراءات التباعد الاجتماعي

الخبير الاقتصادي خالد إسماعيل : بعض التطبيقات زاد حجم استخدامه لأكثر من عشرة أضعاف ما قبل “الجائحة”

الريادة – أحمد نصير

شهدت سوق تطبيقات التوصيل الإلكترونية انتعاشة كبيرة في العديد من بلدان العالم العربي ، بعدما نجحت هذه التطبيقات في تحقيق قفزة كبيرة مستغلة جائحة كورونا المستجد “كوفيد 19” ، التي فرضت العديد من إجراءات التباعد الاجتماعي ، بل إنها أصبحت في صدارة القطاعات الرابحة من الأزمة الحالية ، بحسب مشغلي هذه التطبيقات وخبراء اقتصاديين ، واستحوذت على نصيب كبير من حجم التجارة الإلكترونية .

قفزة في عدد التطبيقات بالسعودية

ففي السعودية ، على سبيل المثال ، ارتفع عدد تطبيقات التوصيل الإلكترونية المسجلة لدى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، إلى 26 تطبيقا من عشرة تطبيقات فقط قبل أزمة فيروس كورونا، وأدى ذلك بالطبع إلى زيادة عدد المندوبين السعوديين بنسبة 434 % منذ بدء الأزمة.

وكانت وزارة الداخلية أتاحت استخدام التوصيل عن طريق تطبيقات الأجهزة الذكية (خدمات التوصيل السريعة) خلال فترة منع التجول لطلب الاحتياجات الغذائية والدوائية وغيرها من السلع والخدمات الضرورية المستثناة وتوصيلها إلى المنازل.

ونشرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بيانًا بالتطبيقات المسجلة لديها والتي تعمل في مجال التوصيل السريع ، من أبرزها : مرسول ، جاهز ، كريم ناو ، تو يو ، وصّل ، هنقر ستيشن ، نقوة ، كاريدج ، نعناع ، سبرنت ، وطلبات ، وغيرها.
واشترطت الهيئة عدة ممارسات صحية على الشركات المقدمة لخدمات التوصيل، حفاظًا على سلامة المستفيدين ومقدمي الخدمة.

أيمن السند – الرئيس التنفيذي لتطبيق مرسول (يسارا)

ويعد تطبيق مرسول أحد أبرز تطبيقات التوصيل في المملكة ، وبالرغم من أنه تأسس عام 2015 إلا أنه بات أكثر انتشارا في ظل جائحة كورونا حيث يعتمد على فكرة “المندوب” الذي يوصل الطلبات من أي مطعم، بقالة، مكان، إلى المواطن أو المقيم بكل سهولة ويسر.

وأفادت وكالة بلومبيرغ الأمريكية ، في تقرير لها نشر قبل عدة أسابيع بأن اللمسة الخاصة بتطبيق Mrsool  هي التي مكنته من استغلال النمو السريع في عالم تجارة التجزئة الإلكترونية، حيث وصل عدد مستخدميه المسجلين إلى أكثر من 4 ملايين، وعدد السعاة والناقلين إلى 150 ألفًا، وقيمة المعاملات في العام الماضي وحده وصلت إلى مليار ريال أي ما يعادل 270 مليون دولار.

“مرسول” .. 100 ألف فرصة عمل

وكانت وكالة الأنباء السعودية “واس” نقلت عن الرئيس التنفيذي لتطبيق “مرسول” أيمن السند قوله إن أزمة انتشار فيروس كورونا في العالم أحدثت تأثيراً على جميع مناحي الحياة والاقتصاد والتجارة من بينها ، موضحا أنها أسهمت في تعزيز التوجه إلى استخدام تطبيقات التوصيل لدى المستهلك للحصول على المنتجات والمستلزمات الأساسية .

وأوضح أن تطبيق “مرسول” يقوم بإيصال مختلف الاحتياجات من المتاجر إلى المنازل على مدار 24 ساعة في أكثر من 120 مدينة في المملكة عن طريق مندوبي التوصيل الملتزمين بالشروط والاحترازات الصحية والوقائية من خلال الكشف اليومي والتأكد من لبس الكمام والقفازات واستخدام المعقمات لسلامة المندوب والعميل معاً ، لافتا الانتباه إلى أن التطبيق وفّر أكثر من 100 ألف فرصة عمل للجنسين .

فيما أكد الرئيس التنفيذي لتطبيق “تمت” سامي المقبل أن جميع تطبيقات التوصيل تبذل قصارى جهدها لتلبية حجم الطلبات العالي مع ما تواجهه التطبيقات من تحديات في توفير موصلي الطلبات أثناء وقت الحظر و إصدار التصاريح لهم بطريقة عملية وأن تطبيقات التوصيل وضعت بصمتها بشكل واضح في المجتمع وأدت دورا مهما في الحياة، معتبرا أن أهم الإيجابيات في هذه الأزمة إلغاء الدفع النقدي و إعتماد الدفع الألكتروني الذي نأمل أن يستمر مستقبلا إضافة إلى إتاحة الفرصة للشباب السعوديين بتجربة توصيل الطلبات التي لها أثر مباشر في قضاء حاجات المواطنين و المقيمين إضافة إلى توفيرها مصدر دخل مناسب و وقت عمل مرن كوظيفة دائمة أو مؤقتة.

5 تطبيقات مهمة في الإمارات

وفي الإمارات ، أكد رواد أعمال أن هناك 5 أنواع من التطبيقات لمشاريعهم تشهد نمواً في الطلب على خدماتها ما بين 50 إلى 150% في ظل الإجراءات الاحترازية المطبقة حالياً لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

خميس الشرياني ، مؤسس منصة رفيق

ووفقا لما قاله مؤسس منصة “رفيق” الذكية لطلب خدمات صيانة المنازل، خميس الشرياني، لصحيفة “الرؤية” فإن الطلب منذ بداية العام ارتفع بحوالي 150% عن العام السابق ، موضحا أن المنصة ترتبط حالياً بحوالي 66 ألف منزل تقريباً في مختلف أنحاء الإمارات، والرقم مرشح للنمو خلال الفترة المقبلة .

تحديات في مصر

أما في مصر ، فهناك أكثر من شركة فى مجال التوصيل الإلكتروني أبرزها “سوق” و”جوميا” فضلا عن تطبيقات توصيل الأطعمة أون لاين وعلى رأسها “أوبر إيتس”، و”المنيوز”، و”أطلب”، و”كاريدج”.

هشام صفوت ، رئيس جوميا مصر

وأكد هشام صفوت ، الرئيس التنفيذي للشركة جوميا ، في تصريحات صحفية ، إن مبيعات الموقع في مصر ارتفعت بنسبة 80% من نحو أسبوعين مع زيادة الإقبال على الشراء عبر الإنترنت على وقع إغلاق المتاجر العادية طبقا لقرارات الحكومة بحظر التجوال وإعلاق المحال التجارية.

وعن التحديات التي تواجههم أوضح أنها تتمثل في قيام بعض التجار بالشراء عبر منصة جوميا للاستفادة من العروض والأسعار المخفضة لإعادة بيعها بسعر أعلى ، مردفا : “نحاول أن نواجه هذا التحدي من خلال وسائل تكنولوجية حتى يستفيد العملاء من العروض والأسعار المخفضة”.

التجارة الإلكترونية تربح في ظل الوباء

من جهته ، قال لـ “الريادة” الخبير الاقتصادي المصري مستشار / خالد اسماعيل على ، الرئيس التنفيىذى لمجموعة كى إتش للإستشارات ،: “هناك عدة إيجابيات من وراء جائحة كورونا لايمكن الاستهانة بتأثيرها خلال الفترة المقبلة . فلا يمكن على سبيل المثال التغافل عن زيادة الاعتماد على النظام الإلكترونى للعديد من المعاملات وتسريع وتيرة الاقتصاديات الرقمية مما يساعد على ظهور منتجات وخدمات أكثر جاذبية وجدوى للبشرية وبعيدة عن التلوث” .

وأشار إسماعيل إلى ” زيادة التجارة الإلكترونية ومنها التطبيقات الإلكترونية للتوصيل ، فنجد نمو نسبة الأعمال والنشاط الخاص بتطبيقات التوصيل خاصة منذ الإعلان عن فيروس كورونا كوباء عالميا فنجد زيادة الإقبال على استخدام تلك التطبيقات وتفضيل الكثير من الأفراد لها لخدمات التسوق والتوصيل الإلكترونى وهنا نجد تغير السلوك فى ظل وباء كورونا والتحول نحو الإعتماد أكثر على تطبيقات التوصيل ومما لا شك فيه أن ذلك سيصب فى صالح دعم التجارة الإلكترونية” .

الخبير الاقتصادي المصري خالد إسماعيل علي

وأضاف :”الملاحظ زيادة فى الطلب من خلال تطبيقات التوصيل خاصة على منتجات المواد الغذائية والصيدليات والمطاعم وغيرها ، وهذا يتم فى إطار الإلتزام بالشروط والاحترازات الصحية والوقائية وذلك من خلال الكشف الدورى على العاملين فى مجال التوصيل وارتداء الكمامات والقفازات واستخدام المعقمات وترك المسافات المناسبة عند توصيل الطلبات وأى إشتراطات إحترازية تضعها الدولة بما يحد من أى إنتشار لهذا الوباء وذلك فى إطار إرسال رسالة إطمئنان لكافة مستخدمى منصات التوصيل واجتذاب المزيد منهم وللاستفادة من مميزات التسوق الإلكترونى إستخدمت تلك المنصات الدفع الإلكترونى عوضا عن النقدى كذلك وقاية الناس من الإختلاط تفاديا للإصابة من المرض” .

وعن التحديات التى تواجه تطبيقات التوصيل قال إسماعيل :” هناك تحديات أمام أصحاب التطبيقات والقائمين عليها تتطلب الاهتمام بالمتابعة المستمرة مع العملاء فى حال وجود أى ملاحظات ، وأهمية توافر حلول وتطبيقات ذات وجهات إستخدام سهلة تتيح إنجازها ببساطة وكفاءة خاصة مع عدم إعتياد البعض من مستهلكين وتجار على استخدام تلك التطبيقات ، درجة الموثوقية من أمان وسرية للعميل والبنك ومن جهة أخرى مدى إنتشار البطاقات الإئتمانية بدرجة كافية على مستوى الدول العربية ، وأهمية زيادة الوعى المجتمعى حول إستخدام تلك التطبيقات ، أما التحدى الأكبر فهو العمل على بناء قاعدة عملاء وإكتساب الثقة فى التعامل معهم بما يسهم فى استمرارية الأعمال لاحقا والعمل على مضاعفة الخيارات المطروحة امام المستهلكين بعرض العديد من المنتجات والسلع والخدمات”.

وحول حجم هذا القطاع ، قال الخبير الاقتصادي المصري :”من خلال الإطلاع على بعض الإحصائيات والدراسات لمؤسسات استشارية كانت قد أشارت إنه من المتوقع وصول حجم الإيرادات من تطبيقات توصيل الأطعمة خلال عام 2023 بالسعودية إلى مايقرب مائة وسبعة وخمسون مليون دولار وزيادة معدل الإيرادات بنسبة تزيد عن 10%، وأشارت الدراسة بأن السوق السعودى يأتى فى المرتبة الأولى خليجيا فى إستخدام تطبيقات توصيل الأغذية تليها الأمارات ثم الكويت ، عمان ، البحرين .وتشير الدراسات حول السوق العالمى بزيادة نسبة تحميل تطبيقات توصيل الأغذية لأكثر من 400%،وفى بعض الدول أرتفع حجم الطلب على المنصات بما يزيد عن 150% وقد ساهمت أزمة فيروس كورونا لزيادة نشاط حركة الأعمال لتطبيقات التوصيل لنسبة تزيد عن 30% وهناك بعض التطبيقات زاد حجم استخدامه لأكثر من عشرة أضعاف ما قبل جائحة كورونا ، ومن المتوقع زيادة تلك النسب فى حال إستمرار إنتشار فيروس كورونا “.

دور الحكومات العربية

وشدد إسماعيل على ” أهمية دور الحكومات فى الدول العربية لدعم ذلك النشاط من خلال دعم الحلول الإبتكارية لمقدمى تلك الإبتكارات وتسهيل الإجراءات لإطلاق تلك التطبيقات والتأكيد على إستمرارية الأعمال وكذلك اهمية تقوية الأمن السبيرانى لعدم إختراق الأنظمة الإلكترونية والعمل على دعم زيادة الثقة فى التعاملات الإلكترونية” .

وتابع :”ومن الجانب الإقتصادى يظهر هنا أهمية دعم رواد الأعمال الذين يستثمرون فى هذا المجال وذلك فى إطار الخطة العامة والهادفة للتحول نحو الإقتصاد الرقمى القائم على المعرفة ، ومع إختلاف قيمة الإستثمار الذى يتم ضخه فى هذه التطبيقات حسب نشاط كل تطبيق ونوعية التوصيل وحجم العملاء معه من عمالة واصول سيارات ودراجات وغيرها فهنا نوصى بأهمية الدراسة الجيدة للمشروع وبيان النمو المستقبلى”.

اظهر المزيد
إغلاق