مقال

الأزمات تصنع المعجزات

الدكتور/ عمرسليمان العجاجي

في ظل الأزمة التي شهدها ويشهدها العالم جراء جائحة كورونا سعت وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق إنجازات مختلفة في مجالات شتى، تضمن لها الاستمرار والتميز، والانتقال من الوسائل التقليدية إلى الوسائل الحديثة في مواصلة الحياة وتطورها، فعلى سبيل المثال ومنذ بدء تفشى “كورونا” اتخذت بلادنا وما زالت تتخذ مجموعة من الإجراءات الاستثنائية،بهدف مكافحة الفيروس المستجد والحد من انتشاره بدايةً من إخضاع الأشخاص القادمين من منافذ المملكة للفحص الطبي وتقديم الخدمة الصحية مبكرا، وانتهاءً بتعليق الدراسة والسفر والإجراءات التي اتخذتها مؤخرا.

ما نود الحديث عنه هنا التأمل في ما اتخذته القيادة الرشيدة أثناء الأزمة الحالية في الرصد ومتابعة الإصابات بفيروس كورونا والرعاية الصحية العالية التي يحظى بها المواطنون والمقيمون في عموم مناطق المملكة، وما تورده الجهات المختصة من تقارير يومية بشأن مستجدات هذا الوباء ومواكبة أحداثه ساعةً بساعةٍ ولحظةً بلحظةٍ وحرصها على سير إدارة الأعمال الحكومية والخاصة والقطاعات المختلفة بأساليب وطرق أخرى جديدة ومتميزة تساهم في سير الحياة الطبيعية وتحد من تفشى الوباء في الوقت نفسه.

فبعد النجاح الذي حققته المملكة لأبنائنا وبناتنا الطلاب في استكمال التعليم عن بعد ورصد الدرجات وانتهاء السنة الدراسية بنجاح وبفضل الجهود المبذولة، رغم صعوبة الوضع في البداية، إذ لم نكن نتصور أن يتوقف أبناؤنا الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة أو أن نبقى في المنزل بصورة إجبارية و إحترازية غير مسبوقة، ولكنها أولوية اتخذتها قيادتنا الرشيدة منذ البداية ؛ حفاظا على حياة أفراد المجتمع جميعا.

وفي ظل أيامنا التي نعيشها في مواجهات الوباء هاهي بلادنا العظمى تسطر أروع الأمثلة في الحفاظ على أرواح الناس وحياتهم،لا فرق هنا بين مواطن ومقيم فشعارنا (كلنا مسئول و كلنا إنسان) وهاهي الأمور تسير بشكل طبيعي رغم عدد الإصابات اليومية التي تطالعنا بها الجهات المختصة،إلا أننا – والحمد لله – نحظى في بلادنا بالعناية وبأقل الخسائر أو لا نكاد نجزم عن ذكر هذه الخسائر؛ لأن الله خصها بالخير والبركة ومهما كانت الظروف والأحداث سترافقنا الرحمة والعناية الإلهية، والاهتمام البالغ والمتزايد من قبل حكومتنا الرشيدة حفظها الله التي تولي المواطن والمقيم اهتماماً كبيراً وتولي معه الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة والعملاقة عنايةً واهتماماً كبيرين وهو ما لمسناه في القرارات الأخيرة المتعلقة بهذا الجانب،بغية الخروج من هذه الأزمة التي يمر بها العالم والوصول إلى مستقبل وقوده القوة والتميز والصحة للجميع.

فالجهود – والحمد لله – تتوافر في مكافحة الوباء والإمكانيات تتضافر لاستثمار الموارد سواء كانت بشرية أو مادية ودعمها بغية الوصول إلى إنجازاتٍ كبيرةٍ خصوصاً ما يتعلق بالجانب الصحي والوصول إلى الرقم صفر من الإصابات بفضل الله تعالي.

ختاماً نقول:

إن الأزمات تصنع المعجزات وتقودنا لمزيد من التطور والازدهار؛ لأن نجاح المشاريع يستند على قاعدة أساسية ودينية تحتية متكاملة، تتلخص في رؤية تطوير تقدمية لما سيكون عليه قطاع الحياة والإنتاح في المستقبل، من خلال استمرار وتطوير الأنشطة الاقتصادية وزيادة الإنتاج ،وتوزيع المنتجات والخدمات،وخلق حياة وفرص جديدة للعمل والاهتمام بريادة الأعمال والمؤسسات باحتضان الأفكار للمشاريع المختلفة ودعمها، وفتح أبواب النجاح أمامها وإعداد أجيال متميزة،وتشجيع مختلف الجهود الداعمة ، والوصول إلى قدر كبير من الوعي والثقافة لمواكبة التغيرات وعلى رأسها تغيرات سوق العمل؛ لأن همّ حكومتنا الرشيدة تذليل الصعوبات وإزالتها ،حتى لا تكون عائقاً أمام الشباب ورجال الأعمال،وما زلنا نترقب – بعين الأمل – انتهاء الأزمة العالمية التي كبّدت الدول خسائر في الأرواح والمال، ولكننا – بإذن الله تعالى وبجهود حكومتنا – سنحقق الحلم بالخروج من الأزمة وسنتجاوز الأمم …وحفظ الله الوطن.

اظهر المزيد
إغلاق