كورونا.. والحملات التسويقية
مضاوي عبدالعزيز الربيعة:
Follow @madhawialrabiah
برزت كثيرٌ من الشركات من رَحِمْ الأزمات، وجَنَحَت بأعمالها إلى مَصافٍّ العلا، وعلى مستوى عالميٍّ كبير، ونِطاق جغرافي واسع، من خلال “البراعة والمرونة في مواكبة الأحداث والطوارئ العالمية”.
وعلى النقيض برزت شركات “كبيرة” بفشلها تسويقياً أوقات الأزمات، والبعض منها إندثر بسبب عدم قدرتهم على المواكبة وإيصال رسالتهم التسويقية بأفكار و محتوى إبداعي، تستطيع أن تجاري به الحدث او الأزمة.
فلو سلطنا الضوء على كيفية تعامل بعض الشركات العالمية الناجحة من وجهة نظري تسويقيًا، في ظل ظروف “جائحة كورونا”، لوجدنا أمثلةً متميزة، تناولت هذه الأزمة بكل مرونة وإحترافية، وذلك بفهم مشاعر الجمهور، والتعامل معها بالشكل السليم، من خلال إظهار الاهتمام بالعملاء، ورسم إستراتيجية تسويقية بأهداف جديدة، واختيار محتوى جيد يتلاءم مع الظروف والأزمة المستجدة.
وإليكم بعضًا من تلك الأمثلة، وردودًا على أفعالهم لأزمة كورونا تسويقيًا :
1- Reebok
تناولت شركة رييبوك مع أزمة كورونا بخطة تسويقية “صحيَّة” من خلال الترويج لمبادرتها الجديدة Reebok Love#. والتي تهدف إلى ترشيح شخص من أبطال الصحة أو التعليم أو مندوبي التوصيل عبر منصتهم الخاصة، وشرحٍ لأسباب استحقاق هذا الشخص المرشح لحذاء رييبوك مجاناً.
2-Dunkin
تعاملت شركة دانكن بتعزيز أسلوب “التباعد الإجتماعي” فتقدمت بخطوة تسويقيَّة “تحفيزيَّة” 100 نقطة في عضوية الولاء “DD Perks” لكل شخص يقوم بالطلب عن طريق الإنترنت. بل قامت أيضًا بالإعلان عن تقديم قهوة و دونات بالمجان لكل من يعمل في محاربة جائحة كورونا.
3- Hush Puppies
استهدفت شركة هش بوبيز للأحذية فئة كبار السن في المنازل، وذلك من خلال إتباع أسلوب تسويقي “أنيق”. إذ قامت بدعم هذه الفئة بتوزيع تجاوز الـ 5000 حذاء، تحت وصف “Grandpa Style “.
4- Kraft Heinz
قامت شركة كرافت هينز العالمية بتنفيذ خطة تسويقية “طمأنِينيَّة”.
نشرت من خلالها الثقة والطمأنينة لدى نفوس عملائها، إذ قامت بعمل حملة بالتعاون مع موظفيها تحت شعار ”We Got You America”. فقامت بتصويرهم في المصانع وهم يتحدثون بطريقة مُطمْئِنةٍ وايجابيةٍ، ليبثوها عبر مواقع التواصل الإجتماعي للعالم أجمع.
5- Tripadvisor
على الرغم من تضرر قطاع السفر والسياحة في ظل أزمة جائحة كورونا، إلَّاأنها جاءت بفكرة تسويقيَّةٍ ذاتِ طابَعٍ تعليمي وتدريبي بكل يسر وسلاسة. فبعد دراسة اتجاه الناس والعزل الاجتماعي، قامت بتحويل خدماتها إلى تجارب افتراضية تحت حملة ”Rome from home”. مثل حصص تعليم الطهي الهندي والإيطالي وغيرهما.
6- Airbnb
قامت شركة أير بي إن بي بتقديم خدمة مماثلة، وذلك من خلال تقديمهم لعروضٍ افتراضية متنوعة مثل:
magic shows, meet special dogs, or take a family baking class. وأيضًا قامت بإرسال بريد إلكتروني لجميع عملائها يحتوي على عبارات لطيفة وتحفيزية..
7- Chipotle
مطعم تشيبوتلي الشهير قام بالتسويق عن طريق (الاتصال المرئي). فقام بربط عملائه مع بعض المشاهير تحت حملة “Chipotle Together“، وذلك بواسطة تطبيق زوم الذي نُشِر رابِطُه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
8- Ford
شاركت شركة فورد التي امتدت كعلامة تجارية لأكثر من ١٠٠ عام بقصتها المُحَفِّزة، وتَجرُبَتِها المُلهِمة، في التعامل مع أشد الظروف التي واجهتها، وأَحْلَك الأزمات التي مرت بها، عبر مقطع مرئي أوضحت فيه أساليب تعاملها ومواكبتها للأزمات وتحديدًا إبَّان الحرب العالمية الثانية من خلال صناعة المعدات العسكرية. وأكدوا أيضًا من خلاله بإستعدادهم واِلتزامهم لمحاربة جائحة كورونا، وذلك بصناعة المعدات الطبية تحت شعار “Built to lend a hand”. وتبنَّت أيضًا الشركة شعار مائة عام من الإلتزام لرؤيتنا وعملائنا.
بعد اطلاعنا على تلك الحملات التسويقية لكُبْرياتِ الشركات العالمية، نَخْلُص إلى أن التسويق خلال فترة الأزمات يحتاج إلى البحثِ والمعرفةِ والمُداراةِ لمشاعر الناس واتجاهاتهم، والأهميةِ البالغة، والأثر العظيم، لنشر الطمأنينة، وإظهار الولاء للعملاء. والاستغناء عن طرق التسويق المُبتذلة للمنتجات كما أنها في ظروف إعتيادية.
فالوقت الذي نمر فيه أشدُّ ما تكون الشركات في حاجة ماسة إلى إظهار ولائها، وخدماتها بطرق مواكبة للحدث بدراسة مستفيضة للنفسيات قبل البدء بأي خطوة سواءً من خطط او برامج تسويقية.