«جنرال موتورز» تعود للريادة بقوة وتكشف عن طرازات عصرية
حولت انتكاستها إلى نجاح باهر ..
إعداد/ مصطفى محكر :
تعد «جنرال موتورز» واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في العالم، وإلى جانب صناعة السيارات تعمل في مجالات التأمين والتمويل التجاري والسكني، واستطاعت عملاق السيارات الأمريكي تجسيد حقيقة أن الاقوياء يحولون الفشل لنجاح باهر، فبعد أن عانت الشركة الرائدة خلال السنوات الماضية، ومنيت بخسائر فادحة، عادت مجددا لعالم الأعمال والمال،بابتكارات عصرية جديدة، للتأكيد بأنها بدأت في استعادة مجدها،معلنة عن إطلاق منتجات جديدة، منها «همر الشهيرة»، بتصميم جديد، لتكون صديقة للبيئة خلال 2022م، بجانب ابتكارات أخرى.
وتخطط «جنرال موتورز» إضافة حزمة من المشاريع التي ستعلن خلال الفترة القريبة المقبلة، وفقاً لتقرير حديث، أصدرته وول ستريت جورنال، حصلت مجلة «الريادة»على نسخة منه، يتعلق ببعث الروح من جديد في هذه الشركة العملاقة، وفق تخطيط مدروس يفضي إلى تحقيق العديد من الإنجازات التي ستعلن تباعا، وذلك بعد أن تعافت من كبوتها، وعادت مجددا لتقود ريادة عالم السيارات.
العودة للريادة عبر البيئة
أكدت «جنرال موتورز» عزمها للعودة للريادة مجددا، وستكون أولى انطلاقاتها، السيارة المنتظرة من طراز الدفع الرباعي همر كسيارة بيك أب،كهربائية، وذلك في أوائل عام 2022، بحيث ستقوم الشركة بإطلاق أولى الحملات الدعائية للهمر الكهربائي خلال شهر مارس 2020 مع نهائي دوري كرة القدم الأمريكية «سوبر بول»، بالتعاون مع لاعبين محترفين لكرة السلة، نسبة إلى أنها اللعبة الأكثر شعبية وشهرة في أمريكا.
وحسب خطة الشركة، فإن الهمر الكهربائي، سيأتي تحت علامة GMC ليكون كطراز بيك أب منفرد ومختلف عن باقي سلسلة السيارات الكهربائية التي تقوم جنرال موتورز بالعمل على توفيرها في السوق خلال السنوات القليلة القادمة.
رواد الشركات العالمية
وما يلفت الانتباه بالفعل قيام «جنرال موتورز» بهذه الخطوة في الوقت الحالي ومع طراز همر بالذات الذي يصعب تخيل قوته بعيداً عن محرك وقود، لكن لعل الجواب، إنها إحدى المغامرات، أو المفاجآت لجلب سيارة ثقيلة لخطوط إنتاج السيارات الكهربائية CybeTruck ومدى الإطراء والإعجاب الذي لاقته؛ لتتشجع مواطنتها أكثر في ظل تطوير شركات أخرى كفورد وريفيان هي الأخرى لعربات كهربائية من نفس الطراز.
ولشركة «جنرال موتورز»، تاريخ حافل في الصناعات المميزة، انطلاقا من الثلاجات ووصولا للهمر الحديثة، وهناك الكثير الذي لم يتم الإفصاح عنه بعد. ومن المعروف أن جنرال موترز هي كبرى شركات تصنيع السيارات، مقرها في دترويت، متشكان، الولايات المتحدة، حيث تعتبر ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم بعد تويوتا.
تاريخ عريق
تأسست «جنرال موتورز»، عام 1908 بواسطة ويليام دورانت، وتتخد مقرها الرئيسي في مدينة ديترويت الأمريكية وهي توظف حاليا نحو 266 ألف موظف في مصانعها المنتشرة في 35 دولة، وقد حققت عام 2005 رقما قياسيا، إذ باعت 9.15 مليون سيارة تحت أسماء كاديلاك، وبيويك، وشيفرليه، وجي أم سي وهمر وهولدن وجي أم دايو وأوبل وبونتياك وساب وساترن وفاكسهول. وفي عام 2007 جاءت الشركة بإيرادات بلغت 181 مليار دولار، لكنها عانت من خسائر فادحة بلغت نحو 38.7 مليار دولار، خلال الأزمة المالية العالمية، في 2008م.
كبرى إمبراطويرات المال
تعد جنرال موترز واحدة من أكبر الإمبراطوريات المالية في العالم، وهي إلى جانب صناعة السيارات تعمل في مجالات التأمين والتمويل التجاري والسكني، وتعد شركة أون ستار جي أم، التابعة لجنرال موتورز رائدة صناعة سيارات السلامة وخدمات الأمن والمعلومات في العالم.
وتملك جنرال موتورز معظم أسهم شركة دايو للسيارات والتقنية في كوريا الجنوبية، كما أن لها تعاونا تجاريا وصناعيا مع شركتي إيسوزو وسوزوكي اليابانيتين، وتتعاون في مجال تقنية صناعة السيارات مع مجموعتي ديملر كرايسلر وبي أم دبليو الألمانيتين وتويوتا اليابانية، ولها عدة مشاريع في صناعة مركبات بالتعاون مع شركات عالمية، بالإضافة إلى تويوتا وسوزوكي، هناك شنغهاي لصناعة المركبات الصينية وهي منافسة قوية لشركة تشيري أوتو موبيل، ورينو الفرنسية، وشركة أوتوفاز الروسية.
تحدي البدايات
بدأت «جنرال موتورز» أعمالها في عدد من الدول العربية بشكل رسمي فى منتصف العشرينيات عن طريق شركة جنرال موتورز الشرق الأدنى وكان مقرها الإسكندرية.
كانت تلك الشركة بمثابة الفرع الإقليمي لمؤسسة جنرال موتورز الأمريكية والمسئول عن مبيعات المؤسسة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا.
لم تقتصر منتجات الشركة على شيفروليه وأوبل كما هو الحال فى يومنا هذا، بل شملت موديلات فوكسهول البريطانية وبونتياك وبويك وكاديلاك ولاسال وغيرها، وكذلك شملت سيارات ركوب وحافلات وعربات نقل وحتى المحركات والشاسيهات.
أدوات كهربائية شهيرة
لعل معظم عملاء شركة «جنرال موتورز» في العالم لا يعلمون المجالات الأخرى التي كانت تعمل فيها الشركة، وهي مجالات غير السيارات، منها الثلاجات وتحديداً ثلاجات فريجيدير الشهيرة والتى بدأت الشركة فى طرحها في الشرق الأوسط فى أواخر الأربعينيات من القرن الماضي واستمر طرحها لسنوات طويلة، والسبب وراء ذلك هو ببساطة أن مصنع فريجيدير كان ضمن مجموعة جنرال موتورز.
صناعات آخرى
لم يقتصر الأمر على الثلاجات، بل قدمت شركة «جنرال موتورز»، للسوق المحلي مولدات كهربية باستخدام الديزل، علاوة على وحدات تبريد تجارية للثلاجات في المحال وأجهزة تكييف هواء ومحركات بحرية.
وقبل عامين من وقوف الرئيس التنفيذي لـ «جنرال موتورز» ريك واغنر أمام الكونغرس ليطلب المساعدة لإنقاذ الشركة، تبدو جنرال موتورز اليوم أفضل حالا بعد أن تغلبت على الأزمة.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن التحول الذي سارت فيه جنرال موتورز من موضوع روابط البرامج الحوارية التلفزيونية إلى هدف للمستثمرين في السوق، يعتبر فائقا ومذهلا.
فقد غيرت الحكومة الأمريكية إدارة الشركة وساعدتها في التغلب على ديونها وعلى تبني سياسات أكثر واقعية.
رؤية المستثمرين
ويرى كثير من المستثمرين حاليا ما يريدون بالفعل رؤيته في «جنرال موتورز»، بوصفها شركة عالمية عملاقة، تبلغ عملياتها جميع القارات ويقترب إنتاجها من إنتاج تويوتا.
وحث كيرك لوتكي المحلل بمؤسسة سي آر تي كابيتال عملاءه على شراء أسهم الشركة على أساس أن نحو نصف نمو سوق السيارات الخفيفة في العالم سيتركز في الخمس سنوات القادمة في منطقتين في العالم وهما الصين وأميركا الشمالية.
واستطاعت الشركة إنعاش عملياتها في أميركا الشمالية وبيع عدد أكبر من السيارات من أربعة أطرزة فقط بالمقارنة مع ثمانية طرازات كانت تسوقها في القارة قبل سنوات قليلة مضت.
وتقول فايننشال تايمز إن جودة سيارات الشركة تحسنت بصورة ملموسة، فقد لاقت شيفروليه إكوينوكس وبويك ريغال سيدان استحسانا كبيرا من المجلات والصحف المتخصصة بشؤون السيارات، كما تعطي شيفروليه كروز قوة دفع للشركة للدخول إلى سوق السيارات الصغيرة.
عملية التحول
وقالت فايننشال تايمز إن عملية التحول في تحسين الجودة بدأت منذ عهد ريك واغنر، لكن ببطء، فقد بدأ واغنر بخفض التكلفة ولعب دورا كبيرا في توسع الشركة عالميا، بحيث أصبحت الأسواق الخارجية تمثل ثلاثة أرباع مبيعاتها خارج الولايات المتحدة، كما تأتي مبيعاتها في الصين في المرتبة الثانية بعد فولكس فاغن.
وفي البرازيل التي يتوقع أن تزيح هذا العام ألمانيا بوصفها رابع أكبر سوق للسيارات في العالم، تأتي مبيعات جنرال موتورز في المركز الثالث بعد فيات وفولكس فاغن.
ونقلت فايننشال تايمز عن مدير عمليات أميركا الشمالية لجنرال موتورز، مارك روس قوله إن هناك شوطا أمام الشركة لإثبات جدارتها للعملاء.
وتواجه الشركة منافسة قوية من الشركات الكبرى الأخرى، مثل فولكس فاغن وهيونداي وفورد، خاصة في أوروبا والبرازيل ومناطق أخرى من العالم.
السوق الأوروبية
وفقد وصلت حصتها في سوق أوروبا إلى 8.6% في الفترة من يناير إلى أكتوبرالماضيين، وذلك بالمقارنة مع 9.1% في نفس الفترة من العام الماضي، وقال الرئيس التنفيذي للشركة دان أكيرسون، إن خطة جنرال موتورز للعمل في أوروبا لن تختلف عن تلك التي طبقت في الولايات المتحدة وكندا.
ويرى المستثمرون أن «جنرال موتورز»، تمضي بقوة نحو مستقبل مشرق ، في عالم المال والأعمال وأشاروا إلى أن الشركة وضعت خطة طموحة قالت إنها ستعلن عن منتجاتها الحديثة تباعا .
سوبر همر
وفي سبيل العودة للريادة مجددا، فقد كشفت «جنرال موتورز» عن عزمها إعادة إحياء سيارة «همر الشهيرة» ولكن هذه المرة ستكون شاحنة كهربائية تماما مع قدرات قوية.
وأوضحت الشركة الأمريكية أن شاحنة «همر» الكهربائية ستعمل بقوة 1,000 حصان، وستكون قادرة على الانطلاق بسرعة من 0 إلى 60 ميلًا في غضون 3 ثوانٍ فقط، وقد نشرت الشركة صورا ومقاطع فيديو تسويقية للطراز الجديد من السيارة.
وتعتزم «جنرال موتورز» الكشف عن الشاحنة جزئياً، خلال الإعلان الخاص بـ «سوبر بول» Super Bowl، أما الإطلاق فسيكون أواخر عام 2021 المقبل.
وستُصنع شاحنة «همر» الجديدة وتبُاع تحت العلامة التجارية «جي إم سي» GMC في مصنع جنرال موتورز Detroit-Hamtramck، وهو المصنع الذي أنفقت عليه شركة صناعة السيارات نحو 2.2 مليار دولار أمريكي استعدادا للإنتاج الشامل للمركبات الكهربائية.
استعادة الأمجاد
وتعود سيارة «همر» بعد أن أعلنت جنرال موتورز عن تقاعد السيارة في عام 2010 بعد الأزمة المالية في عام 2008 وارتفاع أسعار الوقود. ولكن منذئذ أصبحت السيارات الرياضية المتعددة الأغراض والشاحنات الصغيرة تهمين بصورة متزايدة على السوق الأمريكي، فقد حاولت شركات إعادة إحياء سيارات قديمة ولكن كهربائية، وذلك مع تصاعد الطلب عليها، مثل: فورد التي أطلقت شاحنة Mustang Mach-E.
عالم السيارات وعملاء شركة «جنرال موتورز»، على موعد من الانطلاقة القوية لعملاق السيارات الأمريكية، بعد أن بدأت في اسعادة أمجادها رويدا رويدا، وإطلاقها لطرازات جديدة من السيارات العصرية.