ريادة المرأة

تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬عبر‭ ‬برامج‭ ‬ومبادرات‭ ‬رائدة

الجديد‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬السعودية‭..‬

الريادة‭ – ‬الرياض‭ ‬ :

ربما‭ ‬تتساءل‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ،‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬المبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬2030‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة؟‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬بهدف‭ ‬تمهيد‭ ‬السبل‭ ‬التي‭ ‬تفضي‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاحات‭ ‬المنشودة‭.. ‬مجلة‭ ‬‮«‬الريادة‮»‬‭ ‬تتناول‭ ‬في‭ ‬المساحة‭ ‬التالية‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬وجهود‭.‬

تضطلع عدة برامج ومراكز بدعم مشاريع رئدات الأعمال، بجانب تدريبهن ورفع قدراتهن، من أجل تمكينهن لدخول منتجات وخدمات مشاريعهن لسوق العمل، ومن بين هذه المراكز والبرامج والمعاهد برنامج «بادر»، أحد المبادرات التقنية التي أطلقتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لدعم رئدات ورواد الأعمال ومركز الريادة والإبداع، و«هدف»..«قرة»، وبرامج « وصول»، و« هدفي » وغيرها من الواجهات البارزة  التي أطلقتها القطاعان العام والخاص تعزيزا  لمجال  رائدات وسيدات الأعمال.

‭ ‬الابتكار‭ ‬والريادة

ظلت منصة شبكة المرأة في الأعمال، التي أطلقتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، تقوم بدور كبير في دعم رائدات الاعمال ، في مجالات التدريب والتاهيل ورفع القدرات والمهارات، حيث دعمت  عددا  كبيرا من سيدات ورائدات الأعمال في مجالات مشاريعن لتمكينهن من الدخول للأسواق.

كما تعمل أيضا على تعزيز وبناء وزيادة القدرة التنافسية, في مختلف القطاعات والصناعات السعودية، كما تعمل «منشآت»، على تهيئة مشاركة سيدات ورائدات الأعمال في عدد من اجتماعات وفعاليات ريادة الأعمال الاجتماعية، داخل وخارج المملكة ، وذلك بهدف تطوير الأعمال والإمكانيات الإقليمية والفرص السوقية المربحة التي تغطي المناطق والتوسع الجغرافي والمنظور الريادي ضمن رؤية 2030.

‭ ‬تطوير‭ ‬وتمويل

تقوم «منشآت»، من خلال منصة شبكة المرأة في الأعمال بدعم وتطوير رائدات الأعمال واستمراريتهن, والتي لها دور مهم في تمكين القطاع الخاص في المملكة لرفع مساهمة المرأة في مشهد الأعمال المحلي، كما تعمل «منشآت»، كجهة منظمة وممولة ومقيمة للبرامج التي تحفز القطاع الخاص على تسليم الأنشطة التي تخلق بيئة ترحيبية وشاملة للمرأة تحفزها على استكشاف ريادة الأعمال، وربطها بفرص الأعمال، والتمويل، والإرشاد، وشبكات الأعمال، والأحداث والتدريب، والأسواق والتكنولوجيا.

يشار إلى أن نسبة المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تملكها السيدات تبلغ نحو 15 % من إجمالي تلك المشاريع في المملكة، ولذلك تتيح هذه المبادرة المشاركة في برامج محددة، والمساهمة في تطوير المرأة في عالم التجارة والأعمال عبر التفاعل مع الخبراء وكبار التجار وأصحاب الشركات، والفرص متاحة للنقاش وتبادل الأفكار حول الاستدامة، وقدرات النمو، والحاجة لبنية تحتية قوية تدعم الازدهار.

‭ ‬مبادرات‭ ‬وبرامج

 هناك عدة برامج أطلقها القطاعان العام والخاص لدعم مشاريع رائدات الأعمال، من خلال تقديم خدمات التدريب والتأهيل ودعم مشاريعهن بخدمات استشارية وخدمية وقانونية عبر محاضرات وورش عمل وبرامج متخصصة، بجانب رفع قدرات ومهارات  رائدات الأعمال الفردية.

 ومن  أبرز برامج القطاع العام برنامج «بادر» لحاضنات ومسرعات التقنية، وهو أحد أهم البيئات الوطنية والإبداعية في مجال دعم تأسيس ونمو المشروعات الريادية والناشئة، والذي تم تأسيسه في عام 2007م مِن قِبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ بهدف دعم فرص مشاريع الأعمال المبنية على التقنية، وتطوير ريادة الأعمال في المجال التقني، بجانب دعم المشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة التي تتبع لرواد الأعمال من الجنسين، من خلال إدخال هذه المشاريع في حاضنات ومسرعات أعمال بهدف تطويرها وتأهيليها وتوفير التمويل اللازم لها، لتدخل بعدها منتجاتها إلى الأسواق المحلية ومنها للأسواق الخارجية.

وضمن إطار الاهمتام برائدات الأعمال هناك عدة مبادرات وبرامج أطلقها القطاع الخاص في هذا الصدد، منها  برنامج «قرة» لدعم عمل الرائدات في ضيافة أطفال المرأة العاملة، بالإضافة إلى برنامج « وصول» لنقلها، وقد خُصصت هذه البرامج من أجل تذليل التحديات التي تواجه المرأة في سوق العمل، بالإضافة لزيادة نسبة النساء السعوديات العاملات في القطاع الخاص ومساعدتهن لتحقيق التوازن بين مسؤولياتهن الوظيفية وواجباتهن الأسرية ، الى جانب برناج دعم نمو التوطين بالمنشات.

‭ ‬المرأة‭ ‬وسوق‭ ‬العمل

 يساعد البرنامج في دعم النمو في توظيف المواطنات لدى منشآت القطاع الخاص، وتقليص تكلفة توطين فرص العمل للمنشآت، بجانب رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وفيها تلتزم المنشأة بتأهيل المواطنين على رأس عملهم على أن يتحمل «هدف» نسبة من حصة الاشتراكات التأمينية وقد حقق البرنامج نجاحا كبيرا ، إضافة الى برنامج العمل الحر.. الذي يشمل رواد ورائدات الأعمال وأصحاب المشاريع الذاتية في سوق العمل، ويهدف لدعم وتوفير الحماية الاجتماعية لممارسي العمل الحر بالشكل الذي يضمن استقرار القوى الوطنية وفق بيئة عمل ملائمة ومحفزة. ودعم «هدف» هنا يتمثل في دفع ما يعادل نسبة من حصة اشتراك التأمينات الاجتماعية  «اختياريا» نيابة عن أصحاب العمل لمدة سنتين، .

‭ ‬ارتفاع‭ ‬مشاريع‭ ‬الرائدات

ونسبة إلى  الدعم  المتواصل الذي تجده رائدات الأعمال، سواء من حيث تدريبهن ورفع مهارتهن، أو من حيث دعم مشاريعهن من حيث تأهيلها وتمويلها، فقد شهدت السنوات العشر الماضية ارتفاعا كبيرا وبصورة لافتة في نسبة مشاريع رائدات الأعمال السعوديات التي دخلت منتجاتها إلى الأسواق المحلية .

وذلك نسبة إلى أن البرامج والمبادرات والمراكز قد عملت على توفير بيئة مناسبة لنمو مشاريع رائدات الأعمال.

كما ارتفعت نسبة النساء العاملات وذلك نتيجة إلى تشجيع منشآت القطاع الخاص على تفعيل آلية العمل الجزئي وتوسيع خيارات العمل لطالبي العمل وتقليص تكلفة التوطين للمنشآت، وذلك بأن يساهم الصندوق بتحمل نسبة من الاشتراكات التأمينية للموظفين المستجدين تُدفع مباشرة لحساب المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بشكل شهري.

وهناك برنامج نقل المرأة العاملة « وصول» والذي يهدف لإيجاد حلول تخفف من عبء تكاليف النقل عن العاملات في القطاع الخاص ، وذلك لزيادة نسبة مشاركة المرأة ولدعم استقرارها الوظيفي،  من وإلى مقر العمل، وبالتالي مساعدتها في التمكين.

‭ ‬نماذج‭ ‬ناجحة

وبناءً على الدعم المقدر الذي تجده مشاريع رائدات الأعمال السعوديات فقد برزت العديد من المشاريع النسائية الرائدة التي أسستها رائدات أعمال سعوديات، اجتزن خلالها كافة العقبات والعوائق.. ومن  أبرز هذه المشاريع الناجحة مشروع «قطوف الريادة»، الذي حققت نجاحا لافتا محليا وخارجيا، ومثل المملكة في مختلف المحافل والمنتديات العالمية وملتقى ريادة الأعمال العالمي. وهناك أيضا مشروع «تشكيل العالمية»، الذي يختص بتشغيل البرامج التقنية، بجانب دعمه لأصحاب المشروعات الإبداعية في مجال الإبداعي في المملكة. ومن النماذج المميزة لمشاريع رائدات الأعمال مشروع «بلوسوم»، «Blossom»، أو «مسرّعة بلوسوم للأعمال» الذي أطلقته رائدة الأعمال إيمان عبد الشكور إحدى رائدات الأعمال السعوديات، حيث يعمل المشروع على  تمكين الشركات النسائية على مستوى المملكة ومنطقة الشرق الأوسط  وشمال إفريقيا، وذلك  من أجل  خلق فرص عمل جديدة، إضافة إلى ربط  رئدات الأعمال بمجال التقنية والبرامج الإبداعية المتكرة. وقد أعطت هذه المشاريع الناجحة ثقة كبيرة لرائدات الأعمال، حيث أثبتت مدى قدرتهن على ابتكار مشاريع ريادية تنافس المشاريع  الأخرى داخل وخارج المملكة.

‭ ‬دعم‭ ‬حكومي‭  ‬

وامتدح عدد من المختصين في الشأن الاجتماعي والاقتصادي الدعم المباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان « حفظهما الله» لقطاع المرأة، بصورة عامة وكذلك ريادة الأعمال، مشيرين إلى جانب ذلك تولت المرأة السعودية مناصب رفيعة في الدولة، ومن ثم تنزل هذا الدعم للقطاعين العام والخاص، لتحظى رائدات الأعمال بدعم كبير من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص مشيرين إلى أن ورش العمل والتدريب والتاهيل التي أقيمت في مختلف مناطق المملكة، إلى جانب تمويل المشاريع المتنوعة، حتى أصبحت لهن بصمة واضحة في المشاريع الناشئة، وهذا يجعل رائدات الأعمال يمضين نحو مستقبل عملي ناجح، وأن تجاربهن ستكون معينا كبيرا للخريجات اللاتي ينوين الدخول في المشاريع الناشئة وهن يتزودن بتجارب صاحبها النجاح .

‭  ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬ملائمة

وفي ذات السياق، ثمن أ.عبد الله محمد الحسني  المتخصص في العلوم الاقتصادية ، دعم الدولة لمشاريع رائدات الاعمال من خلال توفير التمويل للمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة ، إضافة الى توفير بئية عمل ملائمة مكنت من نجاح كثير من هذه المشاريع، مشيدا بدور القطاع الخاص الذي واكب اهتمام الدولة برائدات الأعمال.

وتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من النجاحات في أوساط رائدات الأعمال ، مشيرا إلى أن المراة السعودية أصبحت تخوض في كثير من المشاريع بمختلف مستوياتها، ابتداءً من اللاتي يعملن في مشاربع صغيرة كالأسر المنتجة التي تسوق منتجاتها في مختلف أنحاء المملكة، إضافة إلى الرائدات اللاتي  قطعن أشواطا بعيدة المدى، في مشاريع كبيرة سيكون لها أثرها في واقع المملكة الاقتصادي.

ودعا الحسني القطاع الخاص لبذل المزيد من الجهد من خلال تقديم مبادرات جديدة تستوعب طاقات المرأة السعودية الساعية لوضع بصمتها في مجال المال والأعمال انطلاقا من مفهوم ريادة الأعمال الذي انتظم بحمد الله تعالى جميع ربوع المملكة، مثمنا دور القيادة الرشيدة التي أضاءت طريق السعوديات ليحققن طموحاتهن الكبيرة في وطنهن توافقاً مع رؤية المملكة الطموحة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020م.

اظهر المزيد
إغلاق