مقال

الطرق‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات

«‬إدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬والأزمات‮»‬‭ ‬

في‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬التي‭ ‬اجتاح‭ ‬فيها‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬العالم،‭ ‬أُصيب‭ ‬الجميع‭ ‬بالذعر‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬روَّاد‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأصحاب‭ ‬الشركات،‭ ‬وبدأ‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استمرارية‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬سيتضرر‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬التجارية،‭ ‬وأنا‭ ‬أقصد‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬الجميع‭ ‬سيكون‭ ‬متضرراً،

‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سيحقق‭ ‬أرباحاً‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية،‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة،‭ ‬كعدم‭ ‬توقع‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة‭. ‬وبدأ‭ ‬علماء‭ ‬الإدارة‭ ‬والمديرون‭ ‬والاقتصاديون،‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬‮»‬إدارةالمخاطر‭ ‬والأزمات‮«‬،‭ ‬للتقليل‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬على‭ ‬استمرارية‭ ‬المستثمرين،‭ ‬ونواتج‭ ‬أعمالهم‭ ‬والتي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬أثر،‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

‭ ‬‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬الخطورة‭ ‬والأزمة‭ ‬

إن عدم استيعاب العديد من المديرين، عن الفرق بين الخطورة والأزمة، قد يكون مؤثراً في حجم الإجراءات، التي يمكن أن تتخذ اتجاه الإثنين، فالخطورة هي تهديد يمكن تفاديه كلياً، إذا كانت هناك خطة محكمة، وإجراءات واضحة، وصارمة يمكن أن تتجاوز الشركة، من خلالها تلك التهديدات التي قد تشكِّل أزمة، في حين عدم تداركها.

أما الأزمة فهي تهديد لا يمكن تجنبه، على الإطلاق، ولكن يمكن التقليل، من حدة أضراره، ولكن عبر اتِّخاذ بعض الإجراءات و التدابير الإدارية، و التي قد ينتج عن عدم الأخذ بها، أضرار قد تتسبب، في بعض الأحيان، إلى إفلاس الشركة، وخروجها من السوق.

‭ ‬‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اتِّباعها‭ ‬خلال‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬

منذ بدأت هذه الجائحة العالمية، بدأت أغلب الشركات، حول العالم، في البدء عن العمل عن بُعد، في أغلب القطاعات التي يمكن مزاولة أعمالهم، عن بُعد، فالشركات الاستشارية، وأغلب المناصب الإدارية، والتعليمية، والحكومية لا يلزم حضور الأفراد، إلى مقر العمل ،لتقديم الخدمة، بنفس الكفاءة، والجودة.

من أهم الخطوات التي يجب على المديرين ،و التنفيذيين مراعاتها، و الاهتمام بها خلال هذه الأزمة، هي ما يلي:

‭ ‬‭ ‬أولاً‭: ‬الاستمرارية‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات‭ ‬

متابعة المستجدات، حول الأزمة، و ما توصَّل له العالم من إحصائيات، و توقعات حول المخاطر القادمة، جراء هذه الأزمة، و كيف يمكن التقليل من أضرارها. ولكن يجب أن تؤخذ الأخبار، من المصادر الموثوقة التي تعكس الواقع، بمصداقية وحيادية.

كما يجب متابعة آخر المستجدات، فيما يخص الدعم والإعانات التي تقدمها الحكومات للمنشآت التجارية، وقطاع الأعمال، وتمويل الشركات، ومعرفة كيفية الاستفادة منها للتقليل، من أثر الضرر الذي قد يلحق بالشركة، من جراء بُطء الحركة التشغيلية، عند بعض الشركات.

‭ ‬‭ ‬ثانياً‭: ‬استمرارية‭ ‬التشغيل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬

يجب على المديرين، والتنفيذيين المبادرة، في تحديد جميع المهام التي يجب إنجازها وتسليمها، وتوفير آلية للتواصل، مع الموظفين المديرين الآخرين لتوزيع المهام،

وتحديد مدة معينة، لإنجازها، ومتابعة الموظفين، بشكل دوري في إنجاز المهام، مع مراعاة الصعوبات التي قد يمر بها أغلب الموظفين، في إنجاز المهام، نظراً لتغيير بيئة، وأسلوب العمل، والذي قد يتسبب في التأخير، في تسليم المهام، جراء ذلك التغيير.

وأيضاً على الموظفين مراعاة، وتحمل المسؤولية، في الظروف الحالية التي تمر بها الشركات، والتي قد تؤثر على الاقتصاد سلباً من مبدأ :

»كلنا مسؤول«..فالمسؤولية هنا اقتصادية، وتحمل المسؤولية يقع على عاتق الجميع، من مديرين، وتنفيذيين، ومستشارين، وموظفين، ولا تقتصر المسؤولية على الحكومات، والوزارات، والهيئات.

‭ ‬‭ ‬ثالثاً‭: ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬وكيفية‭ ‬استخدامها‭ ‬لإنجاز‭ ‬المهام‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬

قد تبدو هذه الأزمة، في نظر بعض التنفيذيين مؤقتة، ولا يجب زيادة بعض الأصول التقنية، والبرامج التي من شأنها أن تزيد من المصاريف، في الوقت الراهن طالما أن الأزمة مؤقتة.

ولكن هذا الافتراض الذي قد يصيب، وقد يخطئ، يدخل الشركة في خطورة عدم الإنجاز، خلال وقت الأزمة، حتى وإن كان الإنجاز أقل، من المعتاد، وهذه الخطورة قد تؤدِّي إلى أزمة مالية، مع الأزمات التشغيلية التي تعيشها الشركة، جراء عدم الإنجاز.

ومن وجهة نظري، أن حسن الإدارة للأزمة، خلال الفترة الحالية، والاستثمار الأمثل في التقنية، والبرامج لتحفيز العمل عن بُعد، سيضاعف أرباح كثير من الشركات، لاحقاً، والتي قد تستمر، في هذا الممارسة، بعد انقضاء هذه الأزمة، من خلال تخفيض كثير من المصاريف التي تتكبدها تلك الشركات، من إيجارات المكاتب، وزيادة أعداد الأصول، من مكاتب، وأثاث، وآلات، ومصاريف، أخرى قد تشكِّل رقماً، في إجمالي مصاريف الشركة.

‭ ‬‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬استفادته‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬تجارياً‭ ‬

من غير المألوف، هذه الأيام أن تجد من يتحدث على الاستفادة التي يمكن استخلاصها، من هذه الأزمة تجارياً، ولكن إذا تأملنا في حال الشركات، فإننا سنجد أن المستفيد من هذه الأزمة، هي تلك الشركات التي بادرت في تحوّلها الرقمي، في سنوات لم يخطر على بال الكثير أن العالم قد يواجه يوماً ما أزمة، أكثر ما يحتاج المستهلكون فيها إلى التقنية.

قد تبدو الدروس بعد الخسارة قاسية، ولكن الشركات ستكون مضطرة إلى التحول الرقمي، لمواكبة الواقع الحالي، وزيادة المنافسة، في المستقبل.

اظهر المزيد
إغلاق