تجارب عالمية

«أوبر» تطلق خدمات التاكسي الطائر

لتأكيد ريادتها العالمية

تقارير – مصطفى محكر:

استطاعت شركة «أوبر» لخدمات سيارات الأجرة أن تحقق نجاحات أبهرت العالم عبر تطبيقها المعروف، فبعد بدايات متواضعة بثلاثة سيارات فقط قفزت قيمتها لـ63 مليار دولار، لتصبح إحدى ألمع الشركات في مجال خدمات السيارات والنقل، بل تجاوزت كل التوقعات، لتعلن أنه بعد ثلاثة أعوام بإمكان عملائها طلب تاكسي طائر للذهاب إلى مقر العمل أو التسوق، وستكون ضربة البداية من أستراليا، ومن ثم يتم تعميم المشروع على بقية أنحاء المعمورة.. وستطلق الشركة الرحلات التجريبية العام المقبل.. مجلة «الريادة» التي تهتم بريادة الأعمال في كافة المجالات، رصدت بدايات تجربة «أوبر» والتحديات التي واجهتها وما حققته من إنجازات ونجاحات، لتستشرف آفاق المستقبل.

شركة أوبر أو شركة Uber ، تلك الشركة التي أحدثت ثورة في عالم النقل والمواصلات ، فهي شركة تقدم خدمات نقل الركاب، أسسها رجل الأعمال الأمريكي ترافيس كالانيك  Travis Kalanick وهو الرئيس التنفيذي للشركة، حيث  يقع مقرها الرئيسي في سان فرانسيسكو في أمريكا، وأصبحت شركة «أوبر» واحدة من أكثر الشركات نموا في العالم، وتصل قيمة الشركة الآن نحو 63 مليار دولار ، وأصبحت منتشرة عبر خدماتها في أكثر من 66 دولة حول العالم، وبلغ عدد موظفيها نحو 12 ألف موظف.
بدايات التأسيس
تأسست شركة وتطبيق «أوبر» في ٢٢ نوفمبر عام ٢٠٠٩م، وكما هو معروف، فإن تطبيق «أوبر» هو تطبيق يتيح للمستخدم طلب سيارات أجرة عن طريق الاتصال بالإنترنت، وبذلك أصبح بإمكانك أن تحصل على سيارة تقودك إلى حيثما تريد في أمان تام، حيث أن جميع السيارات مراقبة من قبل الشركة عبر رصدها وتتبع خطواتها.
من هو المؤسس
درس المؤسس ترافيس كالانيك computer science في جامعة كاليفورنيا، وخلال فترة دراسته عمل على إنشاء مشروع يحمل اسم سكور لتحميل الملفات ومشاركتها عبر وسائل التواصل المختلفة، وحقق ذلك المشروع نجاحاً كبيراً، لكن قامت شركة للإنتاج الترفيهي برفع دعوى قضائية ضده، وأرغمته الشركة على دفع تعويض قدره ٢٥٠ مليار دولار، مما لجأ إلى غلق المشروع لتجنب دفع تلك الغرامة الباهظة.
وكان ترافيس كالانيك مولعا بقراءة الكتب العالمية للأشخاص العصاميين التي صنعت شركات رائدة في العالم، مثل دكتور روكفيلير dr.Rockfeller ذلك الرجل العصامي، الذي استطاع أن يؤسس أحد أكبر الشركات الاحتكارية في العالم وهي شركة standard oil.
البداية أزمة ..و تغريدة
وفي عام ٢٠٠٨م حضر ترافيس كالانيك أحد المؤتمرات في فرنسا، وكان يتحدث عن مستقبل التكنولوجيا، وبعد انتهاء المؤتمر خرج من القاعة ليأخذ سيارة تاكسي إلى الفندق، وكان أمر معقد فخطرت له فكرة تطوير وسائل النقل استفادة بالتكنولوجيا وعاد ليكتب تغريدة عبر تويتر، يطلب بعض الأفكار الملهمة لتطوير مجال النقل مستفيدا بالتكنولوجيا، فجاءه الرد من أحد مهندسي ومطوري قواعد البيانات ويدعى ريان جريفس، والذي كان يعمل من قبل في شركة general electric .
وضم كالانيك ريان جريفس إلى فريق عمله لمشروعه الجديد، كأول موظف في شركة «أوبر» .
 3 سيارات
وفي عام ٢٠١٠م تم إطلاق خدمة «أوبر» في نيويورك بواسطة ثلاث سيارات من شركة أطلق عليها اسم شركة «أوبر»، واجهت الشركة بعض المصاعب في بدايتها، حيث رفضت الكثير من الدول فكرة الشركة وحذرت من الآثار السلبية عند تطبيقها، لكن شجعت الفكرة الكثير من المستثمرين، وحصلت شركة «أوبر» على أول تمويل مالي وقدره ١١ مليون دولار. ثم حصلت الشركة على دفعة تمويلية أخرى قدرها ٣٠ مليون دولار من مؤسس شركة أمازون، ثم دفعة تمويلية أخرى قدرها ٢٨٥ مليون دولار من شركة جوجل فينتشرز في عام ٢٠١٣ م، ثم تمويل آخر قيمته ٦٠٠ مليون دولار من شركة بايدو الصينية، ثم دفعة تمويلية أخرى بمليار دولار، ثم تم استثمار تلك الأموال في توسع الشركة في دول الهند والصين والبلاد العربية.
ارتفاع قيمة أوبر
وفي عام ٢٠١١م قدرت قيمة الشركة السوقية بنحو ٦٠ مليون دولار، وانضم رجل الأعمال بيل جلوري ليكون أحد أعضاء فريق إدارة الشركة، وتوسعت الشركة في ذلك العام وأصبح يعمل لديها أكثر من ٨٠ ألف سائق.
وفي عام ٢٠١٤م انطلقت خدمة أوبر بول Uber pool، وهي خدمة تمكنك من اقتسام الأجرة مع راكب آخر يقصد الطريق ذاته، وفي عام ٢٠١٥م أطلقت الشركة خدمة Uber Car go لنقل البضائع، كما أطلقت الشركة Uber Eat لتوصيل طلبات الطعام إلى العملاء.
التاكسي الطائر
وتواصل الشركة حاليا الترتيبات اللازمة لتصبح أستراليا أول سوق دولية لخدمتها الخاصة بالتاكسي الطائر «أوبر أير» واختارت الشركة ملبورن الأسترالية لتكون ثالث مدينة لتجريب برنامجها الخاص بسيارات الأجرة الجوية، بعد مدينتي دالاس ولوس أنجليس.
ومن المقرر أن تبدأ الرحلات الجوية التجريبية عام 2020، على أن تنطلق العمليات التجارية عام 2023. وتعكف العديد من الشركات على تطوير فكرة التاكسي الطائر كأسلوب مستقبلي للنقل.
وفي هذا الصدد قالت «أوبر» إن تعزيز حركة النقل الجوي كفيل بتخفيف الاختناق المروري في المدن، حيث كانت أول «سيارة-طائرة» بمعرض نيويورك للسيارات سيارة – طائرة لتخفيف أزمة السير.
 طاقات هائلة
وقال إريك أليسون، الرئيس العالمي لقسم الطيران بالشركة «أوبر إليفيت»، إنه بينما «تنمو المدن الكبرى، فإن الاعتماد الكبير على امتلاك سيارة خاصة لن يكون حلا مستديما». وأضاف أليسون: «أوبر أير تمتلك طاقات هائلة للمساعدة في الحدّ من الاختناق المروري». وأكد أن «أوبر أير» قادرة على قطع مسافة 19 كيلومتر  في عشر دقائق فقط، بدلا من ساعة كاملة بالسيارة.
وتعمل «أوبر» مع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا والجيش الأمريكي على تطوير برنامجها الخاص بسيارات الأجرة الطائرة، كما تتعامل مع شركتي تصنيع للطائرات هما إمبراير، وبيبيستريل.
وأعلنت «أوبر» العام الماضي أنها ستفتتح معملا في باريس لتطوير سيارات الأجرة الطائرة، حيث يأتي ذلك في فترة اختبار تمر بها «أوبر» بعد بداية محبطة مُنيت بها الشركة في سوق الأسهم الشهر الماضي.
وأظهر تقرير العائدات الأول لشركة «أوبر» أنها تكبدت،مؤخرا، خسائر قيمتها مليار دولار، حيث واجهت منافسة قوية في مضمار نقل الركاب، فضلا عما تكبدته الشركة الأمريكية من تكاليف إضافية تتعلق بخدمتها الخاصة بتوصيل الأطعمة «إيتس».
احتدام التنافس
وتتنافس شركات التقنية على الريادة في تطوير سيارات أجرة صالحة لنقل المسافرين جوا، بينما تُجري أيرباص وعدد من الشركات اختبارات لسيارات الأجرة الطائرة ذاتية القيادة.
وأجرت دبي أول اختباراتها في مجال خدمة سيارات الأجرة الطائرة ذاتية القيادة. وعلى نحو منفصل، كشفت إحدى الشركات التي يموّلها لاري بيدج، مؤسس غوغل، عن سيارة أجرة طائرة ذاتية القيادة وتعمل بالكهرباء تستطيع أن تقطع 180 كيلومترا في الساعة.
نماذج التاكسي الطاير
وأعلنت «أوبر» أن خططتها تتواصل لإطلاق التاكسي الطائر وجهزت الشركة نماذج أولية من التاكسي الطائر، غير أن التحدي الحقيقي الذي سيواجه «أوبر» لتنفيذ هذا المشروع هو توفير مناطق هبوط وإقلاع للمركبات الطائرة.
وحسبما ذكر موقع « بيزنس إنسايدر» ، فإن «أوبر» ستحل هذه الأزمة عن طريق مطارات «سكاي بورت skyport»، تابعة لها ستقوم بتشييدها بمراكز المدن الكبرى التي ستوفر بها خدمة التاكسي الطائر، لتكون بمثابة مطارات مصغرة ومحطات مركزية لإقلاع وهبوط المركبات
ملامح المطارات
وكشفت شركة «أوبر» عن ملامح هذه المطارات المصغرة لمركباتها الطائرة، وذكرت أنها ستستعين بـ6 فرق من المهندسين، لتقديم تصوير مبدئي لتصميم المطارات التي يجب أن تتوافر بها إمكانية استقبال نحو 4000 راكب خلال الساعة الواحدة، وأن تكون على مساحة لا تتجاوز مساحة ملعب كرة القدم.
ونشر الموقع مجموعة من التصميمات الأولية التي تكشف عما ستكون عليه مطارات أوبر للتاكسي الطائر بالمستقبل، ومن ضمن التصميمات، كان هناك تصميم على شكل الوتد، قال عنه إنه يسمح بنحو 2000 عملية إقلاع وهبوط خلال الساعة والواحدة، ويمنح المركبات الطائرة الهبوط والإقلاع على أي زاوية لمواجهة تقلبات الجو.
واعتبر خبراء ومختصون أن الخيار الجديد الذي أطلقته «أوبر» والمتمثل في «أوبر تاكسي» سيعزز من خدماتها، حيث بدأته في منطقة الشرق الأوسط بدولة الأردن، وذلك للمرة الأولى التي تطلقها شركة النقل التشاركي في المنطقة، حيث أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي لدعم خياراتها في قطاع النقل العام، وجهودها لتوفير وسائل نقل سهلة لعملائها والزوار على حد سواء. ويجي إطلاق «أوبر» لـ «أوبر تاكسي»، بهدف تعزيز خيارات التنقل في المنطقة، والمساهمة في نموها وتحديثها من خلال خدمات الشركة المبتكرة، حيث أدى إطلاق خدمة «أوبر تاكسي» إلى توسيع شبكة السيارات المسجلة على التطبيق على نطاق واسع، مما يوفر فرصاً اقتصادية جديدة لسائقي سيارات الأجرة، الذين سيكون بإمكانهم الآن القيام بالمزيد من الرحلات.
مواكبة التطور التكنولوجي
ولمواكبة التطور الكبير الذي أحدثه، كشفت «أوبر» عن نسخة محدّثة من تطبيقها المخصص للهواتف الذكية تضمّن تحسينات وإضافة خدمات بهدف تغطية كل جوانب الحياة اليومية لمستخدميها وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لـ«أوبر» دارا خسرو شاهي «نريـــــــد أن يكون تطبيق أوبــــــــــر نظام تشغيل شاملا لحياتكم اليومية: يأخذكم أينما تريدون في مدينتكم ويوصل لكم كل ما
 تحتاجون إليه. نريد أن يكون أوبر التطبيق الذي تختارونه مهما أردتم». وأضاف «بدأنا مع أوبر بخدمات النقل عند الطلب لكننا وسعنا خدماتنا وأصبح لدينا القدرة على توفير كل المستلزمات من توصيل الطعام إلى توفير الدراجات الكهربائية ودراجات السكوتر».ويشمل التطبيق المحدّث خدمات متعددة بعضها قيد التجربة في مئات.
تعزيز الأمان والسلامة
وعززت أوبر أيضا ميزات الأمان والسلامة مضيفة خيارا للمستخدمين الذين ينتظرون سيارة لنقلهم، وهو تلقي رموز مؤلفة من أربعة أرقام يمكنهم أن يطلبوا من السائقين تأكيدها بهدف إثبات أن هذه السيارة هي التي أرسلتها إليهم الشركة.ويتيح تطبيق أوبر الجديد للركاب أيضا الإبلاغ عن أي مشكلة يواجهونها أثناء رحلاتهم أو إرسال رسالة نصية إلى شرطة الطوارئ في المدن التي تستخدم هذه التكنولوجيا.وتحمّل كل رسائل الطوارئ النصية تلقائيا بتفاصيل مثل طراز السيارة ورقم الترخيص وموقعها.وأوضحت «أوبر» أنها حسّنت ميزة التعرف على الوجوه في التطبيق الحالي مضيفة إليها إمكانات أخرى مثل الابتسام لتكون أكثر فعالية وذلك بهدف التأكد من هوية السائق.
«أوبر» تتوسع
توسعت «أوبر»  بصورة كبيرة وذلك بعد استحواذها على منافستها  شركة careem  في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لإتاحة المزيد من الخيارات الإقليمية بالمنطقة.ووفقا لهذه الصفقة ستصبح careem وحدة مملوكة ملكية كاملة ل uber، وستعمل كشركة مستقلة تحت علامة careem وبقيادة مؤسسي الشركة..وستبقى الشركتان تشغلان خدمتيهما إقليميا بشكل منفصل وتحت علامتين مستقلتين. وفي سياق متصل، وبناءً على هذه التطورات أعلنت ثلاث شركات سعودية عن بيع حصتها في شركة كريم إلى شركة أوبر .وبلغ إجمالي العوائد النقدية للشركات الثلاث نحو 4.06 مليار ريال، تتضمن الحصول على سندات قابلة للتحول إلى أسهم في شركة أوبر.وتصدر الشركات في القيمة مجموعة الطيار أكبر مستثمر في شركة كريم بنحو 1.78 مليار ريال.فيما حققت شركة الاتصالات السعودية عائدا نقديا نحو 1.03 مليار ريال من بيع حصتها البالغة 8.8%، لتحقق مكاسب نحو 174% من استثماراتها البالغة 100 مليون دولار في شركة كريم بتاريخ يناير 2017.في حين، ستحصل شركة المملكة القابضة على عائد نحو 1.25 مليار ريال توزعت على مبلغ 565 مليون ريال نقدا وكذلك الحصول على سندات قابلة للتحول إلى أسهم في شركة أوبر بقيمة 685 مليون ريال.. وسيتم إغلاق الصفقة في الربع الأول من عام 2020.
اظهر المزيد
إغلاق