تقارير

شراكة بريطانية – إماراتية لتأهيل وتدريب النساء لإدارة المشاريع الريادية

أطلقت برامج مجتمعية ريادية مستدامة

يتسارع الاهتمام بريادة الأعمال في مختلف المجالات، حتى أضحت الريادة عنواناً بارزاً لكل عمل ناجح ومتميز، وبخاصة في الدولة العربية، وفي هذا الإطار نُفذت تجربة «بريطانية – إماراتية» اختصّت بـ«ريادة الأعمال الاجتماعية» في الأوساط النسائية، وذلك لفتح الافاق أمام السيدات حتى يكون لهن دور حيوي في مجال الريادة.
ويجي الاهتمام الكبير من قبل الحكومات والأفراد بمشاريع ريادة الأعمال بهدف  إيجاد حلول مستدامة لمقابلة  التحديات الأساسية التي تواجه الإنسانية، الأمر الذي ساهم في تنامي الاهتمام بما يعرف بريادة الأعمال الاجتماعية، وهي نوع من الأعمال التي تهدف إلى تعريف وتشخيص المشاكل والاحتياجات الاجتماعية، وتوظيف مبادئ ريادة الأعمال في إطلاق مشاريع ريادية هدفها تحقيق تغيير اجتماعي إيجابي ملموس.
بناء الأعمال الاجتماعية
وفي هذا الصدد، أطلقت مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، أول دورة  من البرنامج التدريبي «بادري لريادة الأعمال الاجتماعية»، في إطار شراكة استراتيجية جمعت بين أكاديمية بادري للمعرفة وبناء القدرات، وكلية ريادة الأعمال الاجتماعية البريطانية، ويسعى البرنامج إلى فتح الآفاق أمام السيدات، من رائدات الأعمال، وتأهيلهن لإطلاق مشاريع ذات تأثير مجتمعي إيجابي مستدام، وفي الوقت ذاته، تحقق موارد مالية أكثر تنوعاً واستدامة.
واستهدف البرنامج في دورته الأولى التي نُفذت على مدار 10أشهر، رائدات الأعمال الإماراتيات والمقيمات في دولة الإمارات، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20عاماً فما فوق، بهدف تزويدهن بالمعرفة الواسعة، والمهارات اللازمة لإدارة وتحويل مشاريعهن التجارية إلى مشاريع ذات ربحية وفائدة اجتماعية في ذات الوقت، حيث فتح لهن الفرصة للانخراط في دورات تدريبية وجلسات مكثفة، عُقدت في بريطانيا والإمارات والهند، أتاحت لهن تبادل المعرفة، واكتساب الخبرة العملية، والمشورة المهنية من الخبراء المتخصصين في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية.
وأتاح البرنامج لجميع المشاركات، فرصة الاطلاع على التجارب الناجحة في مجال العمل الاجتماعي، من خلال زيارات للمشاريع، فضلاً عن المشاركة في حوارات مفتوحة مع رواد الأعمال الاجتماعيين، للحصول على الخبرة الفنية والمشورة المهنية، فيما يتعلق بإطلاق وإدارة مشاريع ناجحة ذات تأثير مجتمعي إيجابي مستدام.
 جولات بالهند وبريطانيا
كانت المرحلة الأولى من البرنامج التدريبي قد انطلقت في أغسطس الماضي واستمرت 12يوماً في العاصمة البريطانية لندن ومنطقة كورنوال، حيث تلقت المشاركات التدريب اللازم لتطوير مهاراتهن الإبداعية، وانخرطن
في دورات تدريبية، وجلسات مكثفة، هدفت إلى تبادل المعرفة، واكتساب الخبرة العملية والمشورة المهنية من الخبرات البريطانية بهذا المجال، بهدف تطوير قدراتهن ومهاراتهن وتمكينهن من إطلاق مشاريع تجارية تجمع بين الجدوى الاقتصادية والقيمة الاجتماعية.
وخلال رحلة المملكة المتحدة انخرطت المشاركات في جلسات تدريب متخصصة حول أهداف الريادة الاجتماعية، قدمها نخبة من أبرز الخبراء البريطانيين في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، من بينهم أليستر ويلسون، الرئيس التنفيذي لكلية ريادة الأعمال الاجتماعية بلندن، وريتو سود، استشارية المشاريع الاجتماعية، وجينيفر ماكاي، مديرة  «جمب ترانينج».
فيما انطلقت المرحلة الثانية من البرنامج في سبتمبر الماضي، واشتملت هذه المرحلة التي انطلقت في دولة الإمارات، على العديد من الدورات والندوات والزيارات الميدانية لمؤسسات اجتماعية في الدولة، اطلعت من خلالها المشاركات على مفاهيم لتحديد أهداف العمل، وكيفية تحديد الأنماط القيادية الفريدة.
أما المرحلة الثالثة من البرنامج فقد انطلقت في أكتوبر  وكانت عبارة عن رحلة تعليمية للعاصمة الهندية نيودلهي، خضعت من خلالها المشاركات لدورة تدريبية مكثفة لمدة أسبوع، هدفت إلى تطوير مهاراتهن في ريادة الأعمال وتوظيفها في خدمة القضايا المجتمعية، وقابلن خبراء في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية، وأصحاب مشاريع ناجحة في الهند.
أساليب المشاريع الريادية
وتعرفت المشاركات في هذه الرحلة على كيفية إيصال قصصهن الريادية الناجحة للآخرين، ومهارات قياس تأثيرها على المجتمع بطريقة علمية دقيقة، كما تعرفن على أساليب تطوير المشاريع الريادية الاجتماعية في الهند، بالإضافة إلى الفرص والتحديات التي قد تواجهها هذه المشاريع، كما انخرطن في جلسات حوارية ملهمة جمعت مجموعة من أبرز الرياديين  في مجال الأعمال الاجتماعية في الهند، الذين سردوا تجاربهم الملهمة في تأسيس مشاريع ريادية ذات بُعد وأثر اجتماعي.
وبرحلة الهند اختتم برنامج بادري لريادة الأعمال الاجتماعية زياراته الميدانية، وتعكف المشاركات حالياً على تقديم خططهن التجارية قبل التخرج، التي سيعملن من خلالها على إطلاق شركات اجتماعية خاصة بهن، أو تعزيز أعمالهن ومشاريعهن القائمة.
وتضم قائمة رائدات الأعمال المشاركات في الدورة الأولى من برنامج بادري لريادة الأعمال الاجتماعية كلٌ من: آسيا ريشيو، التي تدير مشروع «إيفولفن وومن» وعائشة نسيم، مؤسسة «منصة نقاش»، وخديجة بهزاد، مؤسسة شركة «ميت ذا لوكلز»، التي تهدف من خلالها إلى تعريف المقيمين والسياح بالثقافة الإماراتية الأصيلة، وميثاء شداد، من فريق «نشامى الإمارات» التطوعي.
كما تضم القائمة  الريادية مريم أحمد حتيت، ومريم كتيت، التي تمتلك العلامة التجارية الصحية «إب آند فلو»، ونجاة ولد الحاج، التي يركز مشروعها الاجتماعي على تعزيز وعي الفتيات والنساء بالقضايا الاجتماعية، وسابينا زيغوم، التي تعمل على تعزيز وتشجيع الممارسات التجارية الأخلاقية ودعم الحرفيات من خلال متجرها «ذا ليتل فير تريد شوب».
ومن بين المشاركات أيضاً ميثاء بن تركية، معهد «لايت هوس» للتدريب والإرشاد المهني للمراهقين والمراهقات، وسارة رمضان، مؤسسة «فارما في جايت»، وأسماء أحمد، مؤسسة مبادرة «زها»، التي تسعى من خلالها للجمع بين الناس من مختلف الثقافات من خلال المشاركة في الاستفادة من طرح ومناقشة التجارب الريادية المختلفة وسردها في شكل حكايات، وفاطمة بوموسى، مؤسسة مشروع «ويذ هوب»،الذي يعزز الوعي بالصحة النفسية في دولة الإمارات من خلال العمل التطوعي، ومريم قايد، صاحبة مشروع «البقشة»، المتخصص في الهدايا والتذكارات الإماراتية التراثية.
اظهر المزيد
إغلاق