ريادة الأعمال ..المستقبل بيد الشباب

عبدالله العماري – الرياض :
أكد عدد من الاقتصاديين والمختصين ورجال الأعمل لمجلة « الريادة » أن رؤية المملكة 2030 شددت في محور الاقتصاد المزدهر على تعزيز مهارات أبنائنا وقدراتهم كأهم مواردنا وأكثرها قيمة، والاستفادة القصوى من طاقاتهم ، وإتاحة الفرص للجميع، وإكسابهم المهارات اللازمة التي تمكّنهم من السعي نحو تحقيق أهدافهم، وتواصل البرامج التنفيذية أداءها نحو مساهمة هذا القطاع بالاستثمار في التعليم والتدريب وتفعيل برامج ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

أفاق جديدة
أوضح عضو الجمعية السعودية للاقتصاد عثمان العثيم أن المملكة تشهد حراكاً فاعلاً لبرامج ريادة الأعمال وفق مستهدفات

العثيم :المملكة تشهد حراكاً فاعلاً لريادة الأعمال وفق مستهدفات الرؤية

 

الرؤية والتي أطلق من خلالها العديد من المبادرات والدعم للارتقاء ببرامج ريادة الأعمال ضمن مكونات الاقتصاد الإنتاجي المستدام حيث اشتملت على مبادرات وحاضنات أعمال وبرامج موجهة لمشروعات ريادة الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة للشباب السعودي مما فتح أمامهم آفاقاً جديدة نحو تفعيل هذه الخارطة وتعزيز قدراتها لتكون حراكاً اقتصاديا يُحقق من خلاله الكثير من النتائج الإيجابية في سوق العمل عطفاً على صقل المهارات الإبداعية والابتكارية لدى الكثير من شبابنا القادر على خوض هذا الحراك بكل كفاءة واقتدار.

وأضاف العثيم بأن رؤية المملكة 2030 أكدت على أهمية رفع مساهمة المنشآت الصغيرة من الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز برامج التمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى (20 %) بحلول العام (1452هـ – 2030م) مشيرا إلى أن برامج الدعم متاحة من خلال حزمة من المصادر مثل بنك التنمية الاجتماعية وغيرها.

اقتصاد ريادة الأعمال
وحول مستقبل مشروعات ريادة الأعمال، نوه العثيم إلى أن العالم يتجه وبقوة نحو اقتصاد ريادة الأعمال والتي تمثل النسبة

الدعجاني: رؤية 2030 تركز على دعم الريادة وتعظيم دورها في بناء اقتصاد مستدام

 

الأعلى في إجمالي الناتج العالمي حيث تشير التقارير إلى أن تنامي مساهمة مشروعات رواد الأعمال بصورة مضطردة وعليه فإن اقتصاديات الأعمال في المملكة تعمل على التنوع في مناخها بخلق مشروعات ابتكارية مهمة في مجال ريادة الأعمال وتجارة التجزئة والمنشآت المهنية الفردية والشراكات الإنتاجية الشبابية وبرامج الأسر المنتجة وبرامج العمل عن بعد وغيرها مما سيفضي إلى المزيد من قدرات النشاط الاقتصادي وتوليد ذاته لتحقيق آفاق واعدة تواكب التوجه المثالي المُتبع نحو الاقتصاد الإنتاجي المتنوع والمُستدام وهو ما بات يشكل استراتيجية اقتصادية طموحة في المملكة تقودنا إلى مواصلة ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي وتقليص معدل البطالة.

اقتصاد مستدام
وبيّن الاقتصادي وعضو اللجنة الوطنية لمجلس الغرف صلاح سالم أن رواد الاعمال في العالم اصبحوا يشكلون تأثيراً اقتصادياً

سالم: المملكة تعمل على التنوع بخلق مشاريع ابتكارية مهمة بمجال ريادة الأعمال

 

في الوقت الراهن حيث أصبحت الريادة اقتصادا مستداما لكل الدول الاقتصادية لهذا نجد اليوم رواد المشروعات الناشئة مصدراً حقيقياً في دعم اقتصاديات دولهم بل استفادت الدول الغربية من ريادة الاعمال وقامت بتوظيف روادها في دعم اقتصادياتها
ويرى صلاح سالم أن فرص هذه الرؤية اليوم اصبحت متاحة وظاهرة للجميع لدعم بناء مستقبل رواد الأعمال والإسهام في تنمية مجتمعهم واقتصادهم القومي حيث تم انشاء العديد من حاضنات الاعمال التي تدعم توجه الرؤية السعودية مبيناً أن هناك حاضنات أعمال تقوم بدور ونجحت ولا تزال تسجل نجاحات مشرفة واصبحت مدرسة اقتصادية تخرج أجيالا من رواد ورائدات الأعمال، بل وتسهم في خلق نموذج اقتصادي ناجح في خططها الممنهجة على انشاء مشروعات ناشئة اقتصادية، مشيراً إلى أن هذه الحاضنات لم تتوقف على الجانب المعرفي فقط بل حتى الولوج في المجتمعات الزراعية والصناعية وتحويل هذه المجتمعات الى مجتمعات اقتصادية منتجة داعمة لاقتصادها في تطوير المنتجات.

وأشار صلاح سالم إلى أن الرؤية السعودية وضعت هدفاً استراتيجيا في تحقيق زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الاقتصاد القومي من 20% إلى 35%، وتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7% ، لافتاً أن الدول الاقتصادية تقوم على الارتقاء بقطاع ريادة الأعمال ودعمه والايمان بأهميتها الاقتصادية في اسهامها في دعم تنويع الاقتصاد القومي .

الرؤية والرواد
و أكد الاقتصادي بدر الدعجاني أن رؤية المملكة 2030 تتجه بشكل كبير إلى دعم قطاع ريادة الأعمال وتعظيم دوره في بناء اقتصاد مستدام من خلال تركيزها على استغلال الطاقات، تسهيل الحصول على التمويل، دعم المشروعات، تسويق أفكار ومنتجات رواد الأعمال، تأسيس منشآت، تعليم المهارات، مراجعة الأنظمة واللوائح، التشجيع على الابتكار ورعايته وإزالة العوائق التي تقف أمام رواد الأعمال.

وشدد على أن رؤية 2030، تضمنت رسائل خاصة موجهة لرواد الأعمال؛ كونهم القوة الاقتصادية المقبلة، واستغلال طاقاتهم

إعفاء روّاد الأعمال من دفع إيجار المكاتب لمدة تصل إلى 5 أعوام

 

ودعم مشروعاتهم، حيث تم إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ لتعمل اليوم بوتيرة متسارعة على مراجعة الأنظمة واللوائح، وإزالة العوائق، وتسهيل الحصول على التمويل، ومساعدة رواد الأعمال في تسويق أفكارهم ومنتجاتهم، فمن خلالها يستطيع رواد الأعمال تعلم المهارات، وفيها يحظى الابتكار بالتشجيع والرعاية. وقد ركز المحور الثاني في رؤية 2030، على توفير فرص للجميع، عبر منظومة تعليمية ترتبط باحتياجات سوق العمل، كما وضعت هدفًا استراتيجيًا نحو زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الاقتصاد القومي من 20% إلى 35%، وتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7% ..

اهتمام المملكة بريادة الأعمال
وأشار الدعجاني لاهتمام المملكة بدعم ريادة الأعمال، ومساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة؛ إذ تُعد مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي متدنيّة للغاية، مقارنة بالدول المتقدمة حيث تهدف المملكة إلى خلق فرص عمل مناسبة للمواطنين عبر دعم ريادة الأعمال، وبرامج الخصخصة، والاستثمار في الصناعات الجديدة، ومساعدة رواد الأعمال على النجاح عبر وضع أنظمة ولوائح أفضل، وتمويل أكثر يسرًا، وشراكات دولية أكثر، وحصة أكبر للشركات المحلية من المشتريات والمنافسات الحكومية، ودعم الأسر المنتجة التي أتاحت لها وسائل التواصل الحديثة فرصًا تسويقية واسعة من خلال تسهيل فرص لتمويل المشروعات متناهية الصغر.

دعم واعفاءات
وقال الدعجاني في إطار دعم ريادة الأعمال، وقعت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة اتفاقية شراكة مع كل من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وهيئة المدن الاقتصادية، يتم بموجبها إعفاء روّاد الأعمال من دفع إيجار المكاتب لمدة 5 أعوام، وتقديم مزايا سكنية تمكنّ المواطنين من التملك داخل المدينة الاقتصادية، علاوة على تسريع إصدار التراخيص اللازمة لمزاولة النشاط التجاري، وتقليل الأعباء المالية على رسوم إصدارها.

وأوضح أن إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» يهدف لتحقيق العديد من الأهداف منها نشر ثقافة ريادة الأعمال، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، مع خلق مزيد من فرص العمل عبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تعمل هذه الأهداف على تشجيع ريادة الأعمال والمبتكرين، ولاسيما الابتكارات التي تقدم حلولًا فعالة لمشكلات قائمة يعاني منها المجتمع