رئيسيصدى الأخبارقصة نجاح

صورة وقصة | مخترع القنبلة النووية .. يهودي حصل على الدكتوراه في عمر الـ 22 وهذه قصة اختراعه المدمر

الرياض – الريادة

كثر الحديث عن الأسحلة النووية مع تصاعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا وتلميح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى إمكانية اندلاع حرب نووية تهدد بتدمير العالم في حال تدخلت أمريكا والغرب في الحرب الحالية، فمن هو مخترع القنبلة النووية؟.. وكيف جاءت فكرة هذا الاختراع المرعب والمدمر؟

تقول المعلومات إن الفيزيائي الأمريكي روبرت أوبنهايمر العالم روبرت أوبنهايمر ، المولود في عام 1904، هو “أبو القنبلة النووية”؛ حيث عمل مديراً لمختبر لوس ألاموس، وكان مسؤولاً عن تصميم القنبلة النووية، بالإضافة إلى الأبحاث المتعلّقة بها خلال مشروع مانهاتن، كما قام أوبنهايمر بالعديد من الأبحاث النظرية والدراسات التي تخصّ القنبلة النووية من حيث حساب كمية المواد التي قد تحتاج إليها ومدى فعاليّتها أيضاً.

قصة أوبنهايمر

ولد أوبنهايمر لوالدين يهوديين. أوبنهايمر الأب كان مستوردًا ثريًّا هاجر إلى الولايات المتحدة من ألمانيا عام 1888م، وزوجته إيلا فريدمان كانت تعمل بالرسم. ولد لأوبنهايمر أخ أصغر يسمى فرانك وهو أصغر منه بـ 8 سنوات، وأصبح بعد ذلك فيزيائيًا أيضًا. درس أوبنهايمر بالمدرسة الاجتماعية الثقافية الأخلاقية التي كان شعارها “أفعال قبل الأقوال”.

بالمدرسة درس الرياضيات، والعلوم، واليونانية، والأدب الفرنسي ومواد أخرى. التحق بجامعة هارفارد متأخرا عن أقرانه بسنة واحدة لأنه كان يعاني من التهاب القولون فذهب لنيو ميكسيكو للنقاهة مع مدرسه السابق للغة الإنجليزية فعشق ركوب الخيل والجبال. في هارفارد تخصص في الكيمياء وأكمل دراسته عن الهندسة المعمارية اليونانية والفن والأدب. في سنته الأولى بهارفارد قبل أوبنهايمر ببرنامج لدراسة الفيزياء كدراسة مستقلة. كطالب بكالريوس لم يحضر أوبنهايمر أي فصل للفيزياء أثناء دراسته لكورس الديناميكا الحرارية التي كان يتعلمها من بيرس بريدجمان.

دكتوراة في عمر الـ 22

بعد تخرجه من هارفارد تشجع أوبنهايمر للذهاب إلى أوروبا ليدرس الفيزياء الحديثة التي لم تكن متاحة في هذا الوقت في الولايات المتحدة فتم قبوله كطالب دراسات عليا بجامعة كامبريدج.

براعته في المعمل أوضحت أنه ليس نابغًا فقط في الفيزياء العملية ولكن في الفيزياء النظرية أيضًا ولذلك غادر هارفارد عام 1926 للدراسة بجامعة غوتنغن تحت أيدي العالم المشهور ماكس بورن حيث كانت جوتنجن أفضل مركز لدراسة الفيزياء النظرية في العالم.

حصل أوبنهايمر على درجة الدكتوراة وهو في سن الـ 22 بجامعة غوتنغن وقد أشرف على رسالته العالم بورن شخصيا. في جوتنجن نشر أوبنهايمر أكثر من ستة مقالات متعلقة بنظرية الكم المطورة حديثا. أما الأكثر شهرة له فهو مقاله هو وبورن عن (تقريبية بورن – أوبنهايمر) التي تفصل الحركة داخل النواة عن الحركة الإلكترونية خارج النواة في الحسابات الرياضية للجزيئات.

قصة السلاح النووي

عمل مدرسا للفيزياء النظرية بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، وشغل منصب المدير العلمي على مشروع مانهاتن لتصنيع السلاح النووي الأول في الحرب العالمية الثانية حيث استُدعي أوبنهايمر للعمل في المشروع، حيث يعتبر بالفعل فيزيائيًا استثنائيًا في الفيزياء النظرية. فقد درس بجدية إمكانية وجود قنبلة ذرية، وأجرى أبحاثًا على النيوترونات السريعة، وحساب كمية المادة التي قد تكون مطلوبة لصنع قنبلة، ومدى كفاءتها. بمعنى آخر، كان نموذجًا لما تريده الولايات المتحدة الأمريكية. في يونيو عام 1942 أصبح أوبنهايمر المدير العلمي للمشروع بأمرٍ من الجنرال «ليزلي جروفز». وبتوجيهات مباشرة من أوبنهايمر، تم بناء مختبرات في لوس ألاموس، وأحضر أفضل العقول في الفيزياء للعمل على حل مشكلة إنشاء قنبلة ذرية.

وفي 16 يوليو 1945، حقق المشروع مهمته بتفجير قنبلة البلوتونيوم في عملية ترينيتي في نيو مكسيكو. ثم وقعت كارثة “هيروشيما وناجازاكي”. بالنسبة إلى طاقم الطائرة التي ألقت القنبلة، ذهلوا باختفاء هيروشيما تحت رغوة كثيفة ومليئة بالنيران والدخان. وعلق مساعد الطيار الكابتن “روبرت لويس” على المشهد قائلًا: يا إلهي، ما هذا الذي فعلناه؟

أما أوبنهايمر فقال في أول لقاء صحفي له بعد أن شهد تجربة تفجير أول سلاح نووي، والذي أطلق عليه اسم «ترينيتي – Trinity» من قِبل الجيش الأمريكي: “انتظرنا حتى وقع الانفجار ثم خرجنا من الملجأ، وكان ذلك مهمًا للغاية. كنا نعلم أن العالم لن يكون كما عرفناه سابقًا، ضحك عدد قليل من الناس، بكى عدد قليل من الناس، وكان معظم الناس صامتين. تذكرت حينها سطرًا من الكتاب المقدس الهندوسي “البهاغافاد غيتا”، حين حاول “فيشنو” إقناع الأمير بأنه يجب عليه القيام بواجبه والإعجاب به على شكله كما هو، قائلًا: “الآن، أصبحتَ الموت، مُدمر العوالم”، أعتقد أننا جميعًا فكرنا بهذه الطريقة أو بأخرى.

القنبلة النووية غيرت العالم

وبحسب كتاب “الأسلحة والأمل” لمؤلفه فريمان دايسون، فإن استعمال القنبلة الذرية سنة 1945 غير العالم.‏ لقد وسم نقطة تحول اخرى فى تاريخ الحرب.‏ تلك هى الحالة التى رآها احد مخترعى القنبلة،‏ روبرت اوبنهايمر‏.‏ فعندما جرى اختبار الانفجار فى نيو مكسيكو اقتبس اوبنهايمر من جيتا الهندوسى قائلا،‏ “أنا أصبحت الموت،‏ محطم العالم” وأعلن اوبنهايمر أيضا،‏ “يجب أن تتحد شعوب هذا العالم،‏ وإلا فإنهم سيبادون”.

وفى سنة 1949 حذرت لجنة استشارية من علماء لجنة الطاقة الذرية فى الولايات المتحدة،‏ التى شملت اوبنهايمر‏،‏ من تطور القنبلة الهيدروجينية الاكثر إهلاكا بكثير،‏ وقد صرح تقريرهم:‏ “هذا سلاح هائل جدا؛‏ إنه من فئة مختلفة تماما عن القنبلة الذرية” ذلك لأن قوة القنبلة الهيدروجينية المدمرة يمكن مضاعفتها بإضافة وقود الديوتريوم (‏الهيدروجين الثقيل)‏ الرخيص الثمن.‏ وفى غضون أربع سنوات اصبحت القنبلة الذرية مجرد لعبة.‏

وقد توفي أوبنهايمر 18 فبراير 1967م.

اظهر المزيد
إغلاق