تقاريررئيسيمال وأعمال

بعد الإعلان مؤخرا عن إنشاء شركة قابضة لها.. لهذه الأسباب تحتاج السعودية للطاقة النووية

الرياض – الريادة

أعلنت المملكة – مؤخرًا – عن إطلاق الشركة السعودية القابضة للطاقة النووية، والتي تعمل في مجال تشغيل وتطوير المرافق النووية لإنتاج الطاقة والمياه المحلَّاة والتطبيقات الحرارية.

و كان الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين في النمسا ومندوب المملكة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال إن المملكة تعمل على تطوير برنامج الإطار القطري للفترة 2022 – 2027 وإدخال الطاقة النووية للمساهمة في مزيج الطاقة الوطني، حيث قامت بتأسيس الشركة السعودية القابضة للطاقة النووية للتمكُّن من المشاركة في المشاريع الاقتصادية النووية محليًا ودولياً.

وأضاف، في كلمة خلال دورة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الفترة 7 – 11 مارس 2022 بفيينا: إن هذه الشركة ستتمكن أيضًا من تشغيل وتطوير المرافق النووية لإنتاج الطاقة والمياه المحلَّاة والتطبيقات الحرارية، ووضع استراتيجية لتطوير رأس المال البشري في مجال الطاقة الذرية، مع تعاونها مع المعاهد الدولية لأبحاث الطاقة الذرية وعملها على إنشاء منصة رقمية وطنية لبناء وجذب القدرات البشرية في مجال الطاقة الذرية.

فما هي قصة الطاقة النووية في المملكة؟ ولماذا جاء تأسيس الشركة السعودية القابضة للطاقة النووية؟

وفقا لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، يتزايد الطلب على الطاقة الكهربائية في المملكة بما يزيد عن 7% سنويًا وهذا يمثل طلبًا متزايدًا على الموارد الهيدروكربونية، وهو ما يتطلب استخدام مصادر بديلة ومستدامة وموثوقة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة، والتي بدورها ستقلل من استهلاك الوقود الأحفوري، وكذلك سيخفف من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ودخول الطاقة النووية سيزيد من توفر ضمان إضافي لإنتاج الماء والكهرباء في المستقبل ويوفر في الوقت ذاته الموارد الهيدروكربونية لفترة أطول، كما أنه سيعزز صناعة الطاقة في المملكة وما يتبع ذلك من توفير فرص وظيفية وتنمية قطاعي الصناعة والاستثمار.

وذكرت المدينة عبر موقعها الإلكتروني أنه بالفعل بدأت أولى الخطوات في عام 2009، عندما صدر مرسوم ملكي جاء فيه أن “تطوير الطاقة الذرية يعد أمرًا أساسيًا لتلبية المتطلبات المتزايدة للمملكة للحصول على الطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة وتقليل الاعتماد على استهلاك الموارد الهيدروكربونية”، هذه الخطوة كانت بداية الإعلان الرسمي لسعي المملكة في الحصول على “طاقة نووية” سلمية تبعها الإعلان عن إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في 2010م والتي تهدف إلى بناء مستقبل مستدام للمملكة من خلال إدراج مصادر الطاقة الذرية والمتجددة ضمن منظومة الطاقة المحلية.

وعن الشركة السعودية القابضة للطاقة النووية، أوضحت المدينة أنها عملت على تأسيس شركة نووية قابضة لتكون كيانا قانونيا مستقلا لمتابعة وتحقيق المصالح التجارية للمشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة عن طريق المشاركة والاستثمار في المشاريع والأصول ذات الجدوى الاقتصادية محليًا وعالميًا، بالإضافة إلى تطوير وامتلاك وتشغيل الأصول النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه المالحة من خلال الشركات التابعة أو المنشأة بشكل مشترك. حيث تمثل الشركة مكونًا هامًا في توطين التقنية وبناء القدرات البشرية في مجال الصناعة النووية وتعزيز المحتوى المحلي وفق مؤشرات الأداء والمعايير التي تحددها المدينة.

وأوضحت المدينة أن أهداف الشركة تشمل على سبيل المثال لا الحصر: امتلاك الصفة الاعتبارية القانونية المستقلة التي تمكّنها من ممارسة الأعمال التجارية للمشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة، بناء وعاء تمويلي للحصول على التمويل اللازم للمشروع، والعمل كشريك استراتيجي مع مستثمري القطاع الخاص وموردي التقنية المستهدفين في المشروع الوطني للطاقة الذرية.

يذكر أن المملكة عملت على وضع وتنفيذ الخطط الوطنية لتمكين الطاقة الذرية من المساهمة في مزيج الطاقة الوطني لتلبية متطلبات التنمية الوطنية وجعل الطاقة الذرية جزءًا من منظومة الطاقة لضمان بقاء المملكة رائدة وفاعلة في مجال الطاقة ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ومن أهم فوائد إدخال الطاقة الذرية للمملكة، تنوع مصادر الطاقة بدلاً من الاعتماد التام على النفط ومشتقاته في إنتاج الطاقة مما يعظم الاستفادة من الموارد النفطية عبر الزمن للأجيال القادمة. كما ستسهم الطاقة الذرية في توليد الكهرباء والمساهمة في معالجة الشح المائي الذي تعاني منه المملكة عبر التوسع في استخدام الطاقة الذرية لتحلية المياه المالحة، بما يعود أثره على المواطن وقطاعات عدة في المملكة، من أهمها مجالات الزراعة والصناعة وخلق فرص عمل جديدة وواسعة تتسم بطابع تقني متقدم. ويتفق المشروع الوطني للطاقة الذرية تماما مع التزامات المملكة الدولية وسياستها الوطنية في تبني التقنيات النووية السلمية في التنمية وإنتاج الطاقة. ويتضمن المشروع الوطني للطاقة الذرية أعمال ونشاطات ومشاريع يجري تنفيذها بشكل تكاملي وفيما يلي مقتطفات موجزة عنها.

اظهر المزيد
إغلاق