رئيسيصدى الأخبارقصة نجاح

صورة وقصة | مخترع الصواريخ البالستية.. عمل في تصليح السيارات وقدّم أول صاروخ لهتلر وهرب إلى أمريكا ليصبح “أبو تكنولوجيا الصواريخ الفضائية”

الرياض – الريادة

أعادت الحرب الروسية الأوكرانية التي تدور روحاها حاليا على أرض أوكرانيا الحديث عن الصواريخ البالستية التي تعد سلاحا نوعيا في آلة الحرب، إذ أن الصاروخ الباليستي، هو العابر للقارات، و”بالستية” جاءت من الكلمة الإنجليزية “Ballistic” ويطلق عليه أيضا الصاروخ القوسي أو القذيفة التسيارية، لأنه يتّبع مساراً منحنياً متأثرا بالجاذبيّة الأرضيّة والاحتكاك الهوائي.

غير أن كثيرين لا يعرفون من هو مخترع الصاروخ البالستي ؟ وما هي قصة هذا الاختراع؟

تشير المعلومات إلى أن أول صاروخ باليستي على كوكب الأرض، أنتجته ألمانيا فى عهد الزعيم النازي أدولف هتلر، لتضرب به بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية، ومنذ ظهوره رسميا عام 1942 أصبح أخطر وأقوى سلاح ظهر فى تاريخ الحروب البشرية.

لكن من هو مخترع هذا الصاروخ ؟

اخترع العالم فيرنر فون براون الألماني، أول صاروخ باليستي فى عهد ألمانيا النازية باسم صاروخ فاو-2 (V2) بمدى 200 كم، سنة 1938 ليستعمله هتلر خلال الحرب العالمية الثانية فى ضرب انجلترا، وقد بلغ طوله قرابة متراً، بحمولة 900 كيلوجرام من المتفجرات، وبحسب مؤرخي فترة الحرب العالمية الثانية فقد أمطرت ألمانيا كل من إنجلترا وبلجيكا وفرنسا بـ 1,300 من هذه الصواريخ، الأمر الذى أسفر عن مقتل حوالي 2,724 شخصاً فى بريطانيا فقط.

ظهر صاروخ فاو – 2، كأحدث اختراع عسكري فى العالم، فقد تميزت هذه الصواريخ عن جميع الأسلحة سواء الطائرات، أو الدبابات، كما تميز عن سابقة من الطراز في – وان (V1)، سواء فى المدي أو دقة التصويب، والميزة الأهم أنها تسقط وتنفجر دون سابق إنذار فى وقت قياسى، فالوقت الذي تستغرقه بين الإطلاق والانفجار لا يتجاوز خمس دقائق فقط.

فى ألمانيا قتل حوالي 20 ألف شخص أثناء تصنيعهم للصاروخ ذاته، بعد أن أنشأ هتلر معسكرات سخرة للعمال والموظفين، بحسب دوغ ميلارد، المؤرخ ومسؤول تكنولوجيا الفضاء في متحف العلوم بلندن، الذى أكد أن هتلر أرغم ذوو المهارات التقنية من السجناء في مراكز الاعتقال النازية على العمل ليلا ونهارا في مصنع “ميتيلويرك” الذى أنشئه تحت الأرض بقرب مركز باخنوالد للاعتقال وسط ألمانيا، وقد حرموا من ضوء النهار والنوم والنظافة، والنوم القليل، كل هذه أسباب عجلت بموتهم، إضافة لإعدام العشرات منهم بتهم التخريب.

ولد فيرنر فون براون في 23 مارس 1912 في بلدة ويرزيسك البولندية لأسرة أرستقراطية وهو الابن الأوسط بين ثلاث أبناء في أسرته حيث كان والده موظفا حكوميا ثم أصبح لاحقا وزيرا للزراعة في جمهورية فايمار. التحق عام 1925 بالمدرسة الداخلية في مدينة ايترسبرج القريبة من مدينة فايمار والتي أمضى فيها 3 سنوات إلى أن نقله والداه إلى مدرسة هيرمن ليتز الداخلية في العام 1928.

في بداياته عمل في تصليح السيارات ثم انتقل إلى الجيش الألماني عام 1936 وهناك أظهر براعة فريدة في العمل على المحركات النفاثة وانتقل إلى مشروع v-2 عام 1937 وأصبح مدير المشروع عام 1940 وبقي في منصبه حتى نهاية الحرب.

وعمل براون خلال فترة شبابه على برنامج تطوير صاروخ ألمانيا النازية ، و لم يعاقب من قبل الحلفاء بل تم غض الطرف عن نشاطاته السابقة وسافر سراً إلى الولايات المتحدة ومعه ما يقارب من 1600 عالم ومهندس وفني ألماني كجزء من عملية مشبك الورق، عمل في الولايات المتحدة ضمن برنامج الصواريخ الباليستية متوسطة المدي (IRBM) الذي قام من خلاله بتطوير الصاروخ الذي أطلقت به الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول إكسبلورر 1، ثم انتقل هو ومجموعته إلى وكالة ناسا، وعُيّن مدير مركز ماشال لرحلات الفضاء الذي تم تشكيله حديثاً في ذلك الوقت، كذلك رئيس مهندسي صاروخ ساتورن 5 (Saturn V) الذي حمل طاقم أبوللو 11 إلى القمر.

المهندس فيرنهر فون برون، قام بتصنيع الصاروخ الثورة فى التكنولوجيا العسكرية، تم تكريمه كبطل فى ألمانيا، وعقب انتصار دول التحالف حاول كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي الحصول على تكنولوجيا السلاح، فبالرغم من وجود صواريخ أنذاك إلا أنها كانت أصغر حجماً تم تصنيعها خلال الثلاثينيات، لكن هذا الصاروخ كان أكبر وأبعد مدى، فقاما بتفكيكه فى محاوله للوصول للتكنولوجيا فى تصنيعه، أما المهندس “برون”، قرر تسليم نفسه للأمريكيين لعدم رغبته في العمل لصالح إيطاليا، بينما استطاع الروس الوصول إلى المصنع السري وإعادة تصنيعه بالكامل فيما بعد، أما الولايات المتحدة الأمريكية فرحبت بالمهندس فون برون، الذى بدأ في تصنيع الصاروخ الأمريكي (ريدستون) والذي كان اشتقاقاً مباشرا من صاروخ في تو.

توفي عام 1977 متأثرا بورم في البنكرياس .

اظهر المزيد
إغلاق