بسمة الميمان .. سفيرة السياحة السعودية في مهمة عالمية عنوانها “الجدارة والتميز”

الرياض – الريادة

سيدة سعودية من طرازٍ فريدٍ، نجحت في وضع بصمتها الخاصة في القطاع السياحي؛ بفضل إسهامات عديدة وفعالة، ما جعلها إحدى أبرز النساء الرائدات في هذا المجال، ليس فقط على الصعيد المحلي بل والعالمي أيضًا .. إنها بسمة بنت عبدالعزيز الميمان، مديرة الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة منذ نوفمبر 2018م، وهي إحدى أهم الشخصيات النسائية المؤثرة في مجال السياحة بالمملكة؛ حيث كانت تشغل منصب مديرة إدارة اللجان والمنظمات الدولية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالإضافة إلى كونها ضابط الاتصال والمسئولة عن ملف علاقة المملكة بالمنظمة.

فمن هي بسمة الميمان؟ .. وكيف حققت الريادة في مجال السياحة محليًا وعالميًا ، خاصة أنها جاءت في المرتبة الـ 15 في تصنيف مجلة “فوربس الشرق الأوسط” الذي أُعلن – مؤخرًا – وتضمن قائمة سنوية لـ”أقوى 50 سيدة أعمال في الشرق الأوسط”، للعام الجاري 2022.

حصلت بسمة الميمان على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي واللغويات من جامعة الملك سعود، وماجستير في إدارة الأعمال «MBA» مع مرتبة الشرف من جامعة الفيصل في الرياض، وبتعاون مشترك مع جامعة أوكسفورد البريطانية؛ حيث درست ريادة الأعمال والقضايا الإدارية المقارنة. وهي حاصلة أيضاً على شهادات متخصصة متقدمة في العلاقات الدولية والقانون الدولي والشؤون الاقتصادية والدبلوماسية من معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية في وزارة الخارجية.

وعن هذه المرحلة من حياتها، وكيف انطلقت رحلتها مع النجاح والتميز، قالت بسمة الميمان في تصريحات سابقة لها : “عقب تخرجي في جامعة الملك فيصل حصلت على ماجستير إدارة أعمال من الجامعة بالتعاون مع جامعة أكسفورد وكنت في هذه الأثناء على رأس العمل، وكان عملي يستنزف كل وقتي وطاقاتي لكن إصراري وعزيمتي قادني لأن أصبح من الدفعات الأولى للتخرج من هذا البرنامج الطموح، وعقب ذلك وجهني الأمير سلطان بن سلمان، يحفظه الله، حينما كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة السياحة، أن أبتعث لدراسة الدكتوراه، وفي أثناء ابتعاثي كان هناك منافسة دولية لمنصب مدير إقليمي في المنظمة الدولية للسياحة وترشحت رسمياً من المملكة لشغل هذا المنصب عام 2018 وتنافست للحصول على هذا المنصب مع سفراء سابقين ومتقاعدين وشخصيات رفيعة ووجهاء من دول مختلفة ووفقني الله للفوز بمنصب المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في المنظمة، لا سيما وأنه لم تسبقني أي امرأة من دولة عربية لشغل هذا المنصب في المنظمة. ولله الحمد أصبحت أول مسؤول خليجي في تاريخ هذه المنظمة الدولية يفوز بمنصب رسمي فيها وأول امرأة عربية، وأول امرأة تشرف على الإقليم. وهذا بعد جهد سنوات طويلة وكفاح مستمر كرست له وقتي ومعرفتي في العلاقات الدولية”.

تولت بسمة الميمان منصبها الحالي في منظمة السياحة العالمية عام 2018، لتصبح أول مواطنة سعودية وخليجية تشغل منصباً قيادياً في منظمة السياحة العالمية، التي كانت قد افتتحت أول مكتب إقليمي لها في الشرق الأوسط، في الرياض عام 2021. وقد استحقت هذا المنصب – الذي جاء بترشيح من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني – عن جدارة؛ نظراً لخبرتها الطويلة، التي تجاوزت 16 عاماً في مجال المنظمات والعلاقات الدولية، إضافة إلى خضوعها لدورات تدريبية في هذا المجال.

وقد أنشأت بسمة الميمان أكاديمية السياحة العالمية في المملكة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، كما أسهمت بالتعاون مع المنظمة في إجراء دراسات وطنية متعلقة بالسياحة.

وترى الميمان أن السياحة من أكثر القطاعات تضررًا بين جميع القطاعات الاقتصادية الرئيسة بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19)، وتسببت في إلحاق السياحة العالمية بخسائر فادحة وبالاقتصادات الوطنية، وبسبل عيش الناس، وبالجهود عامة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف دول العالم، موضحة أن هناك أهمية للاستثمار في استخدام تقنية الاتصالات والمعلومات الحديثة والاستفادة منها، بغرض ضمان نشر معلومات دقيقة وفعالة في الوقت المناسب؛ وأن المنظمة تقدم برامج لبناء القدرات وبرامج تدريبية إقليمية تتناسب والاحتياجات الخاصة للدول والمقاصد السياحية في منطقة الشرق الأوسط.

وحول مساهمة المرأة السعودية في عجلة التنمية، أكدت الميمان أن “حكومة المملكة لها الفضل في تمكين المواطنة السعودية حتى أصبحت تتقلد عدداً كبيراً ورفيعاً من المناصب، داخل المملكة وخارجها. اليوم هي السفيرة والقيادية في المنظمات الدولية، وكل ذلك تحقق في تاريخ زمني وجيز مقارنة بوضع المرأة في بعض الدول، التي لم يصلها الحق في التصويت وصناعة القرار إلا بعد مئات السنين من تأسيس دولهن” ، مردفة :”اليوم نحن في مملكة عز ونماء يعمل فيها المواطن مع المواطنة معاً بيد واحدة والمعيار في التطور هو الكفاءة وليس النوع الاجتماعي”.

يذكر أن البنك الدولي كان قد اعترف بالميمان كواحدة من أصغر الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2022، وهي عضو في مجالس إدارة شركة العليان للتمويل و”شلمبرجير” و”معادن”، وهي عضو في المجالس الاستشارية الدولية لكل من Akbank و Allianz SE و McKinsey & Co و Bank of America Merrill Lynch ، وهي أيضًا أحد أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومجلس الأعمال الآسيوي.

 

كما أنها عضو مجلس إدارة المؤسسة الدولية للسياحة المستدامة والحد من الفقر «ST-EP» عن إقليم الشرق الأوسط، وعضو مؤسس -عن إقليم الشرق الأوسط- في لجنة البرامج والميزانية التابعة للمجلس التنفيذي في المنظمة. وفي أثناء انعقاد الجمعية العامة «22» للمنظمة في الصين، تم اختيارها لتكون نائب رئيس اللجنة المتخصصة بإعداد المشروع النهائي لاتفاقية منظمة السياحة العالمية الإطارية لآداب السياحة، المعنية بأول ميثاق دولي للسياحة في الأمم المتحدة.