رئيسيصدى الأخبارمال وأعمال

صورة وقصة | بمناسبة يوم التأسيس .. تعرّف على قصة العلم السعودي ومصممه المصري الذي أنقذه الملك عبدالعزيز من الاستعمار

الرياض – الريادة

تحتفل المملكة العربية السعودية غدا الثلاثاء الموافق 22 فبراير 2022 بيوم التأسيس ؛ حيث يحتفي السعوديون بهذه الذكرى المجيدة التي تعود إلى 3 قرون حين أقام الإمام محمد بن سعود – رحمه الله – الدولة السعودية الأولى.

وقد تزينت شوارع المملكة بأعلام الوطن الخضراء، رمز العزة والتوحيد ، فيما أوضحت النيابة العامة عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر” أن علم المملكة والعلم الملكي يحظيان بالتقدير والاحترام وتتوسطهما (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وسيف مسلول،ويُطابق العلم الملكي العلم الوطني في أوصافِه ويُطرَّز في الزاوية الدُنيا المجاورة لعود العلم بخيوط حريرية مُذهبة شعار الدولة وهو السيفان المتقاطعان تعلوهما نخلة.

وأكدت أنه “لا يجوز تنكيس العلم الوطني أو العلم الخاص بجلالة الملك أو أي علم سعودي آخر يحمل الشهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله) أو آية قرآنية”.

لكن من هو مصمم العلم السعودي الذي يتصدر كل المناسبات الوطنية ، وما قصته؟

هو حافظ وهبة مصري تظنه سعوديا حتى النخاع مولود في حي بولاق الشعبي بوسط العاصمة المصرية القاهرة عام 1889، ونشأ في أسرة محافظة دينياً ومتوسطة الحال، وتعلم الكتابة والحساب والقرآن في الكتّاب وأتم حفظ القرآن وعمره 11 عاماً، ثم التحق بالأزهر الشريف ودرس على يد عدد من العلماء والمشايخ من بينهم الشيخ محمد عبده ومحمد مخلوف وعلي البولاقي، وبعد أن نفاه البريطانيون من مصر، شد رحاله إلى الخليج العربي، حيث عمل معلمًا للغة العربية في المدرسة المباركية بالكويت، وتعرّف على الملك عبدالعزيز آل سعود آنذاك.

حضر إلى المملكة بعد دعوة تلقاها من الملك عبدالعزيز، حيث قرّبه الملك بأن قلّده منصب مستشار سياسي في ديوانه، ثم سفيراً للمملكة لدى بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.

ساهم وهبه في التعاون السياسي والعسكري بين المملكة وبريطانيا، وكان له دور بارز في توثيق العلاقات بين مصر والسعودية، إضافة إلى تأسيس علاقات بين المملكة واليابان، وأحد الذين ساهموا في تأسيس وتطوير النظام التعليمي في الدولة السعودية، فكان الحافظ للعهد والمسؤولية والأمانة في خدمة الملك المؤسس والوطن؛ وبالتالي شرفه الملك بحمل الجنسية السعودية.

كما كان حافظ وهبة وزيراً مفوضاً في البداية ثم صار عام 1948م سفيراً لها لمدة 30 عاما، طيلة بقية عهد الملك عبد العزيز، كما عين وزيرا مفوضا في هولندا 1350هـ، وقد كان حافظ وهبة مهتماً بتوثيق العلاقات بين الملك عبد العزيز ومصر، كما قام وهبة المبعوث السعودي لدى بريطانيا في ذلك الوقت، بزيارة اليابان لحضور افتتاح مسجد طوكيو. وزار المبعوث الياباني لدى مصر “ماسايوكي يوكوياما” السعودية عام 1939م كأول مسؤول ياباني يزور المملكة، والتقى بالملك عبد العزيز في الرياض.كما أصبح هو والوزير عدبالله الطريقي الذي يعد أول وزير بترول سعودي أول شخصيات سعودية أعضاء في مجلس إدارة شركة أرامكو.

ووفقًا للمصادر التاريخية السعودية، فقد كان اعتماد أول علم سعودي من جانب الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود في بداية رحلته إلى نجد والسيطرة عليها، حيث أزال الهلال واستبدله بكلمة لا إله إلا الله على علم أخضر كامل وكتابة الشهادة بالخط الأبيض مع وجود مساحة بيضاء على يسار العلم، وهو ما يعرف بعلم إمارة نجد منذ دخول الرياض عام 1902 حتى 1921م.

وخلال رحلة الملك عبدالعزيز وضم العديد من المقاطعات وأصبحت تعرف بمملكة نجد منذ عام 1921 حتى 1926م تم تغيير العلم وأصبحت كلمة لا إله إلا الله كبيرة على المساحة الخضراء وأصبح الجزء الأبيض الطولي يمين العلم كما أضيف السيف الأبيض أسفل كلمة التوحيد.
ما المرحلة الرابعة للعلم السعودي، اُزيل فيها السيف وأصبحت الراية الخضراء محاطة بلون أبيض تتوسطها كلمة التوحيد باللون الأبيض، ورُفعت هذه الراية منذ عام 1926 حتى 1932م تحت اسم مملكة نجد والحجاز.

تلت ذلك المرحلة الخامسة والمهمة في تاريخ العلم السعودي منذ إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932م ، و هو نفس العام الذي حل فيه حافظ وهبه في المملكة بعد دعوة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود له، و في ذلك الوقت أصبح العلم أخضر بالكامل كتبت عليه كلمة التوحيد بشكل كامل باللون الأبيض أسفل كلمة التوحيد السيف الأبيض حيث يكون السيف نهايته مع بداية كلمة التوحيد.

وكانت المرحلة السادسة والأخيرة للعلم السعودي في عهد الملك فيصل حيث أدخل حافظ وهبه على العلم بعض التعديلات البسيطة في مقاسات العلم وكلمة التوحيد كما غير بداية ونهاية السيف الأبيض، حيث أصبح المقبض أسفل بداية كلمة التوحيد وينتهي بنهايتها نحو السارية كناية عن انتهاء القتال، وأصبح رمزًا للقوة والمنعة.

وفي العام 1393هـ الموافق لـ 1973 من الميلاد، صدر قانون يسمى بـ (نظام العَلَمْ)، اشتمل على أُسس إجرائية للتعامل مع الرمز الوطني، وقنّن استخدامه ضمن إرشادات واضحة تأخذ في اعتبارها الأهداف الوطنية والأعراف الدولية.

توفي حافظ وهبة في مدينة روما عاصمة ايطاليا سنة 1967 عن عمر يناهز 80 عاما ً.

اظهر المزيد
إغلاق