صورة وقصة | مخترع الآلة الحاسبة .. عانى من أمراض عدة منذ صغره وحاول مساعدة والده باختراعه المدهش قبل ما يقرب من 400 عام

الرياض – الريادة

يعتمد العالم كله على الآلة الحاسبة في إجراء العمليات الحسابية والتي وفرت الكثير من الوقت والجهد ، غير أن كثيرين ربما لا يعلمون من اخترعى هذه الآلة المدهشة ومتى اخترعها وفي أي ظروف ، وما هي قصته ؟

تشير المعلومات إلى أن الفرنسي بليز باسكال (Blaise Pascal)، هو مخترع الآلة الحاسبة ، وأنه ولد في 19 يونيو عام 1623م، في مدينة كليرمون فيران في فرنسا،

عانى باسكال منذ صغره من أمراض ومشكلات صحية عديدة كالصداع النصفي والأرق والإجهاد.ولكن ذلك لم يمنعه من الاجتهاد فيما يحب ومن أبرز أقواله: “كرامة الإنسان تكمن في فكره” و”مرض الإنسان الطبيعي، إيمانه بأنه يمتلك الحقيقة”.

لفت الصغير باسكال بنبوغه المبكر أنظار كل من حوله في مدينة كلير مون حيث ولد، إذ برع في الرياضيات ودرس وحده كتاب إقليدس، عالم الرياضيات اليوناني الملقب بأبي الهندسة، وألّف رسالة في المقاطع المخروطية تفوق فيها على سابقيه وهو لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

وقد كان لوالده نظرة غير تقليدية في التعليم، إذ قرر أن يعلّم بليز في البيت، وأنّه لن يتعلم الرياضيات قبل سن الخامسة عشر، كما أزال كل المواد الرياضية من البيت، وبهذا تولّد فضول باسكال نحو الرياضيّات.

في عام 1642، عمل بليز باسكال على فكرة ليساعد بها والده بأداء وظيفته لحساب الضرائب، فاخترع آلة تساعد على الحساب وأطلق عليها اسم “باسكالين”، وهي آلة عددية مصممة من عجلة بها 8 أوجه منقولة، ويمثل كل من هذه الأوجه أرقاماً عددية، مثل العشرات والمئات، فكانت هذه الآلة قادرة على عمليات الجمع والطرح، والضرب والقسمة، واستمر باسكال على العمل على هذه الآلة أكثر من 3 سنوات، ويقدمها للعالم في عام 1645 وأطلق عليها مسمى “الآلة الحاسبة”.

عانى باسكال على مدى حياته الأرق والإجهاد والاضطراب الهضمي المؤلم، وكان دائما في حالة صحية سيئة وتؤرقه حالات الصداع النصفي الشديدة، واستغرق عمل باسكال المستمر في التأثير سلبا على صحته. وبعد كل هذه المعاناة توفي باسكال بسبب وجود ورم خبيث في المعدة عام 1662، وكان عمره وقتها لا يناهز 39 عاما.

و بالرغم من صحة باسكال المتدنية، ومعاناته مع المرض المزمن خلال حياته، إلا أنه قدم مساهمات تاريخية في الرياضيات، والعلوم الفيزيائية، ويشمل ذلك الأعمال النظرية، والتجريبية التي قام بها على علم السوائل المتحركة، والضغط الجوي، ووجود الفراغ وطبيعته، وكان باسكال عالماً معارضاً لمنهج العقلانية، والاستنباط المنطقيّ الذي اتبعه الديكارتيين، كما عارض التخمينات الميتافيزيقية، والتبجيل لسلطة عالم اللاهوت في العصور الوسطى، إذ اعتمد على الملاحظة التجريبية الصارمة، واستخدام التجارب الخاضعة للمراقبة.

شكلت اختراعات واكتشافات باسكال إلهاما للعديد من العلماء والمخترعين من بعده، ففي عام 1972، اخترع عالم الكمبيوتر نيكلوس ويرث لغة كمبيوتر جديدة وأصر على تسميتها “باسكال”، فبهذه الطريقة تمت إحياء ذكرى اختراع باسكال لآلة “باسكالين” التي كانت واحدة من أقدم أشكال الكمبيوتر.

يذكر أنّه وضع الأساس لنظرية الاحتمالات الحديثة، والتي صيغت لاحقاً لتعرف بمبدأ باسكال للضغط، وقام بنشر مذهب ديني يدعو فيه إلى معرفة الله من خلال القلب، وليس من خلال الأسباب، وكان لمبدأ الحدس الذي أسسه تأثيراً على الفلاسفة اللاحقين، مثل: جان جاك روسو، وهنري برجسون، وعلى أفراد الحركة الوجودية أيضاً.