رئيسيصدى الأخبارمال وأعمال

“ميد” : ارتفاع متوسط الأعمار بالشرق الأوسط إلى 74 عاماً يزيد الأعباء المالية الحكومية

الريادة – متابعات

أفادت مجلة ميد بأن التحدي المتمثل في ارتفاع متوسط عمر السكان لدى شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبح يشكل ضغطا متزايدا على الخدمات العامة والمرافق مثل الرعاية الصحية وغيرها.

وذكرت المجلة ، في تحليل لرئيس التحرير السابق ادموند اوسوليفان، إن الهيمنة الأجنبية على الشرق الأوسط انتهت مع استقلال اليمن الجنوبي عام 1967، وتلا ذلك تغيير استثنائي في متوسط العمر المتوقع لشعوب المنطقة، وتظهر أرقام منظمة الصحة العالمية أن متوسط العمر ارتفع من 46 عاما في عام 1960 الى 74 عاما في عام 2019.

ولكن متوسط العمر المتوقع مؤخرا انخفض في سورية واليمن بشكل مأساوي نتيجة الحرب التي تدور رحاها في البلدين، لكن هذا يعتبر من الاستثناءات، ويعد توفير الرعاية الصحية للسكان الذين حرموا منها من قبل أحد أكبر التحولات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف اوسوليفان انه نتيجة ارتفاع متوسط عمر السكان حيث يعيشون لفترة أطول مصحوبا بمعدل بارتفاع معدل المواليد المستمر، يتمخض عن نمو سكاني في المنطقة بنسبة 1.5% سنويا وسيصل إلى 600 مليون بحلول عام 2030، وتعتبر منطقة مينا من الأماكن الوحيدة على وجه الأرض التي لايزال نمو السكان فيها قويا بشكل عام. وفقا لما أوردت “الأنباء” الكويتية.

ويبلغ عدد سكان مصر الآن أكثر من 100 مليون نسمة، وقد دعا الرئيس المصري في أبريل 2021 إلى خفض النمو السكاني بنسبة 60% سنويا ليصل إلى 400 ألف بحلول عام 2030، ولكن الكاتب حذر أولئك الذين يدعون إلى إنهاء طفرة المواليد في الشرق الأوسط بشأن عواقب مثل هذه التوجهات، حيث تشهد جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا انهيارا بمعدل المواليد.

وفي المملكة المتحدة، كان عدد الأطفال المولودين لكل امرأة يقل عن اثنين، أي أقل من نصف ما كان عليه في عام، وكذلك الحال في دول اخرى مثل كوريا وغيرها، وهناك إجماع على أن عدد سكان العالم سيبلغ ذروته في غضون 50 عاما ويمكن أن ينخفض بعد ذلك، وربما بسرعة كبيرة.

ويتوقع دعاة خفض معدل النمو السكاني أن يكون لهذا تأثير أكبر من تغير المناخ، حيث ان كبار السن لا يعملون، ويعتمدون على الرعاية الحكومية ويفرضون مطالب أكبر على الانظمة والمرافق الصحية والعامة.

وستكون النتيجة نموا أقل، وزيادة الضرائب على النسبة المتناقصة في العمل واتساع الفجوة بين الأجيال.

ولكن هذا الأمر ليس مصدر قلق فوري لدول لشرق الأوسط، غير أنه سيكون كذلك في وقت وشيك وسيكون متعدد الأوجه، وجاء في تقرير حديث لصندوق النقد الدولي ان الخرف المرتبط بالعمر على سبيل المثال سيتضاعف ثلاث مرات في السنوات الثلاثين القادمة وسيصبح خامس أكبر مساهم في الإعاقة العالمية بين كبار السن.

ودعا الصندوق إلى استثمارات ضخمة في الرعاية والوقاية باعتبارها “ليس مجرد عمل إنساني يجب القيام به” ولكنه الحس الاقتصادي الأساسي الذي ستواجهه الدول في المستقبل، ولكن الخبر السار بالنسبة للشرق الأوسط هو أن الكثير من دول المنطقة لديها وقت اطول من معظم دول العالم للاستعداد لما هو قادم.

اظهر المزيد
إغلاق