صورة وقصة | مخترع أول روبوت في التاريخ .. عربي مسلم وهذه حكايته وتفاصيل ابتكاراته المذهلة

الرياض – الريادة

ربما لا يعرف الكثير من العرب والمسلمين أن اختراع الروبوت ليس وليد الثورة التكنولوجية بل هو ابتكار يعود إلى ما يقرب من ألف عام ، وأن أول من قدم هذا الابتكار للبشرية هو عالم عربي مسلم ينتمى بلاد الشام .

إنه بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز الجزرى، والذى تم تلقيبه بـ “الجزري”، ولد فى 1136م وتوفى فى 1206م ، و يعتبر من أعظم المهندسين والميكانيكيين والمخترعين فى التاريخ، وقد ولد الجزرى فى منطقة جزيرة ابن عمر التى تقع فى الأقاليم السورية الشمالية على نهر دجلة، وقد حظى برعاية الحكام فى منطقته، وقد أصبح كبير مهندسى الميكانيكا فى البلاط.

ومن أهم ابتكارات الجزري تصميم آلات متعددة في غاية الأهمية ولكن لم تكن معروفة في أي مكان مثال : آلة رفع الماء ، ساعات مائية ذات تنبه ذاتي ، أنظمة تحكم ذاتي، صمامات تحويل ، والسيفون ، وهو من اختراعاته التي ما تزال تستعمل يوميا حتى الآن “السيفون” الذي نجده في الحمام، حيث لم يتغير كثيراً منذ أن صنع الجزري النموذج الأول منه، لكنه لم يستعمله للأغراض المعروفة الآن، بل لغسل اليدين ، وهذا قطر من بحر ماكتب من اختراعات ماتزال البشرية تستفيد منه وهو كتاب أسماه (الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل .

أما ابتكار الروبوت فقد ابتكره الجزري على شكل غلام منصب يمسك فى يده إبريق ماء، وفى اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته طائر، وعند موعد الصلاة يصفرالطائر، ثم يتقدم الخادم نحو سيده، ليصب الماء فى الإبريق بمقدارمعين، وعقب الانتهاء من الوضوء يقدم له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه.

وليس هذا الروبوت الوحيد الذي اخترعه الجزري بل اخترع أيضا روبوتا على هيئة أنثى تعمل نادلة لتقديم المياه والمشروبات بمختلف أنواعها حيث يتم تخزين المشروبات في مكان ثم تقوم بصبه بوعاء. وكذلك المياه التي تتدفق في مراحيض التنظيف الحديثة ماهي إلا فكرة من أفكار الجزري والذي قدمها على شكل روبوت لأنثى تقف في حوض مملوء بالماء وهذه الألة لغسل اليدين تعتمد على التدفق المفاحئ للمياه .

استمر الجزري في العمل على كتابه “الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل” لمدة 25 عاماً. وقد صنف فيه الآلات إلى 6 فئات حسب الاستخدام وطريقة الصنع، وكان هذا أساساً للتصنيفات الأوروبية في عصر النهضة. ولا تزال نسخ الكتاب موجودة في متاحف بوستون واللوفر والباب العالي.
وظل هذا الكتاب واحداً من أهم ما كتب في القرون الوسطى عن الآلات الميكانيكية والهيدروليكية مدعوماً بالرسوم، لم تقتصر أهمية الكتاب على المعلومات الموجودة فيه فقد كان كذلك تحفة فنية، تميزت رسومه بدقة متناهية، ولمحات فنية واضحة، تمتع القارئ وتجذبه لمتابعة المعلومات الهائلة فيه، التي كتبت بلغة عربية بسيطة موجهة للعامة وغير المختصين.

يقول المؤرخ الشهير دونالد هيل عن الجزرى: “ليوناردو دافينشي الشرق رغم كون ذلك تصنيفاً خاطئاً لأن دافينشي أحري به أن يكون جزري الغرب”.
وبينما كانت اختراعات دافينشي مجرد تصميمات على الورق، استطاع الجزري تنفيذ اختراعاته على أرض الواقع.

وظل الجزري مصدراً للإلهام العلمي في مختلف الثقافات، وقد قٌدم فيلماً وثائقيا عن حياته بعنوان “ألف ومئة اختراع ومكتبة الأسرار” عام 2010، أدى فيه دوره الممثل البريطاني بن كنغزلي.