تقاريررئيسيصدى الأخبار

جولة ولي العهد الاستثنائية .. تكاتف في الخليج يُفجّر “الألم” في إيران

الرياض – الريادة

ببصيرة نافذة ونهج حكيم وبرؤية القائد المحب لوطنه وجواره الخليجي ، كانت جولة الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، التي وصفها مسؤولون دبلوماسيون ومراقبون سياسيون بأنها “استثنائية”، خاصة أنها جاءت مع الإعداد للقمة الخليجية التي ستُعقَد في النصف الثاني من الشهر الجاري في الرياض، وفي وقت يتحرك فيه العالم لوقف تطلع إيران لامتلاك سلاح نووي يهدد الجوار العربي وبالأخص دول الخليج.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد بدأ يوم الثلاثاء الماضي، جولة خليجية استهلها بزيارة سلطنة عمان ولقاء السلطان هيثم بن طارق؛ حيث بحثا عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وزار لاحقاً الإمارات، حيث شدد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، على أهمية العلاقة بين البلدين، وقدم إلى ولي العهد الأير محمد بن سلمان “وسام زايد” من الدرجة الأولى.

ويوم الأربعاء، زار ولي العهد قطر ؛ حيث ترأس مع أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد، المجلس التنسيقي السعودي القطري. وتم التوقيع على البروتوكول المعدل لإنشاء المجلس، على أن يكون برئاسة الأمير محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد، من أجل العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وفي زيارته للبحرين، الخميس، أكد البلدان على تعزيز العلاقات وتطوير التعاون الاستراتيجي، كاشفين عن تطابق المواقف تجاه مجمل القضايا الدولية والإقليمية.

وفي ختام الزيارة صدر بيان مشترك، يؤكد ضرورة تجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار وعلى دعم أطراف المرحلة الانتقالية في السودان وسحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.

واختتم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جولته الخليجية بزيارة الكويت ؛ حيث استقبله الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ، وذلك بحضور سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وأكد الجانبان في بيان مشترك على أهمية التعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته وتداعياته مؤكدين على موقفهما المشترك حيال ذلك ودعوتهما إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2231 ، ومطالبين في هذا الصدد الأطراف المعنية مراعاة مصالح دول المنطقة وأمنها واستقرارها وضرورة مشاركتها فيما يتم التوصل إليه من اتفاقيات وترتيبات وبما يكفل احترام سيادة دول المنطقة ومبدأ حسن الجوار ويعزز ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وحظيت جولة ولي العهد باهتمام سياسي وإعلامي كبير عربيًا وإقليميًا وعالميًا؛ حيث أفردت العديد من الصحف ووسائل الإعلام مساحات واسعة للحديث عن هذه الزيارة، مؤكدة أنها سعت إلى إعادة تفعيل العمل المشترك وتخطي الخلافات من أجل تحقيق وحدة بين دول منظمة التعاون الخليجي.

ويمكن تلخيص هدف جولة ولي العهد بما كتبه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع “تويتر” والتي جاء فيها : “عبرت جولة ولي العهد إلى دول مجلس التعاون الخليجي عن مفهوم الخليج الواحد، والمصير المشترك، وتوقيتها جاء لتعزيز مسيرة العمل الخليجي والدفع به نحو آفاق أرحب”.

وقد حققت الجولة أهدافها بنجاح كبير، وخير دليل هو حجم الاستقبال الذي قوبل به ولي العهد في العواصم الخليجية سواء من قادتها رعاهم الله أو على المستوى الشعبي ، ووفقا لما أكده مراقبون سياسيون فإن “الجولة في مختلف تفاصيلها تعزز التكاتف الخليجي، ولمواصلة الترابط في مواجهة متغيرات العالم والعمل على تحقيق وحدة صف متكاملة لتكوين رؤية مشتركة في جوانب الاقتصاد والبيئة والصحة، والأخيرة كانت هي المؤثر الأكبر على مدار عامين من خلال انتشار جائحة كورونا عالمياً”.

ولعل أبرز دليل على تحقيق الجولة لأهدافها هو حالة “الألم” – إذا جاز التعبير- في طهران والتي تجلت في تعليق ذي دلالة على الجولة ؛ إذ صرحت إيران بأنها تنصح جيرانها بالتصرف بعقلانية وتصحيح ما وصفتها بسياساتهم الخاطئة!

من جهته ، أكّد معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، إن توقيت الجولة الخليجية قبيل انطلاق أعمال الدورة 42 للمجلس الأعلى الأسبوع القادم إنما تعكس ما سيطرح من مواضيع ستؤدي بالتأكيد إلى مضاعفة الجهود في مجالات العمل الخليجي المشترك لخدمة المواطن الخليجي، وتدشين العقد الخامس من مسيرة مجلس التعاون المباركة التي تشهد نهضة تنموية طموحة تحافظ على المكتسبات والمنجزات، وتبني للمستقبل وتحفظ لمجلس التعاون ودوله ومواطنيه الأمن والاستقرار و الرخاء، وتعزز مكانته الإقليميه والدولية كصوت للحكمة والسلام، داعياً المولى عز وجل أن يكلل جهود أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس – حفظهم الله – لكل ما فيه خير وأمن ورخاء دول مجلس التعاون ومواطنيه.

أما معالي رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي فقد وصف جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الخليجية بالاستثنائية وذلك لأهميتها وتوقيتها.

وأكد معاليه في بيان أن جولة سمو ولي العهد الخليجية ترسخ النهج الحكيم والثابت للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بشأن تعزيز التعاون، وتنسيق المواقف بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز التضامن العربي بشكل عام، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة ، مشيراً إلى أن الجولة تمثل قوة دفع لمنظومة التعاون الخليجي بعد اكتمال عقدها الرابع خاصة أنها تأتي قبيل استضافة المملكة للقمة الخليجية المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري.

وأعرب رئيس البرلمان العربي عن ثقته التامة في أن نتائج الجولة ستكون ترجمة لتطلعات قادة وشعوب دول المجلس، بشأن دعم منظومة العمل الخليجي المشترك، لكي تواكب المتغيرات الإقليمية والعالمية، وتفتح آفاقاً أوسع للمصالح المشتركة بين دول الخليج العربية .

اظهر المزيد
إغلاق