مقال

الفكر التصميمي في ريادة الأعمال

مشاري الراجح
M.kai.ksu@gmail.com
Twitter: @meshari_r

في الوقت التي ألقت جائحة كورونا بظلالها على العالم وأثرت على كافة القطاعات والأنشطة التجارية جميعها دون استثناء، مما يتطلب التعامل معها كل مرونة وابتكارية لمواجهة هذه الأزمة الاستثنائية. اتضحت أهمية تبني التفكير التصميمي للمشروعات الناشئة لتحقيق الاستدامة التشغيلية وتعزيز كفاءتها للوصول إلى بر الأمان؛ حيث هناك من استفاد من هذه الأزمة في التخطيط الاستراتيجي وابتكار حلول لمواجهة التقلبات السوقية سواء بالعرض والطلب والوصول إلى العميل من خلال آليات جديدة والاستفادة من التقنيات الحديثة.

ولعلنا نوضح في هذا المقال المراحل الثلاثة للتفكير التصميمي أو ما يسمى تصميم التفكير والذي يبدأ من مرحلة التعايش وتحديد المشكلة وهذا اتضح خلال أزمة كوفيد 19 بأهمية معرفة المشكلة وتشخيصها وأثرها على نموذج العمل للمشروع؛حيث تعتبر هذا الخطوة هي المرتكز الأساسي لمعرفة التأثير على المشروع من الجوانب التشغيلية والفنية.

وتأتي المرحلة الثانية من التفكير التصميمي في التفكير في حلول (توليد الأفكار) وهناك ترابط بين المرحلة بالأولى والثانية من حيث الأهمية؛ حيث إن تشخيص المشكلة عادة نصف الحل كما يقال، ولذلك قد يحتاج الحل أحيانا تطبيق تدريجي أو كلي حسب طبيعة المشروع فهناك مشاريع تقدم منتج ملموس وهناك خدمة غير ملموسة وهناك من يعهد بعض الخدمات إلى متعهد آخر،  وجميع هذه النماذج تحتاج إلى حلول مختلفة فعلى سبيل المثال التعليم الإلكتروني وآليات إدارة الاجتماعات ببيئة العمل تغيرت إلى منصات رقمية وغرف تفاعلية.

وتأتي المرحلة الثالثة من التفكير التصميمي بتصميم النموذج الأولى أو ما يسمى (prototype)، وتعتبر المرحلة النهائية بتنفيذ الفكرة، وهذه المرحلة قد تتطلب تطبيق أولى لقياس الأثر ومعرفة فاعليه الحل، وقد تتطبق بالتوازي (Agile) في مرحلة توليد الأفكار بالأخص إذا كانت خدمة؛ حيت يحتاج الحل التفني والتطبيقات الذكية عادة للمرور على عدة اختبارات وآليات قبل الإطلاق التجريبي.

وفي ملخص القول، التفكير التصميمي آليه عمل تهدف إلى الابتكار ووضع حلول للمشكلات انطلاقا من تحليل نقدي مبنى على توقعات واستراتيجيات مرنة ، قد تساعد أدوات التحليل الاستراتيجي لتصميم التفكير كالتحليل الرباعي (SWOT) في فهم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات المحتملة وكذلك المقارنات المعيارية (Benchmarking) وهي من أهم الأدوات الاستراتيجية لتقييم أداء المنشأة من خلال معرفة ما تقوم به الشركات المحلية والإقليمية والدولية بنفس القطاع من آليات ومنهجيات لمواجهة التحديات المحتملة وكذلك إعداد ملامح واستشراف منهجية حديثة ومبتكره لتطوير نموذج العمل القائم ليتواكب مع تقلبات السوق.

أكاديمي ومتخصص في الاستراتيجيات وريادة الأعمال

اظهر المزيد
إغلاق