مقال

حلول كفاءة الطاقة توفر 40% من التكاليف

د. مهند ال الشيخ
الرئيس التنفيذي لشركة آل سالم جونسون كنترولز (يورك)

أضحى الاستخدام الفعّال للطاقة توجهاً عالمياً، نظرا لزيادة تكاليف الطاقة واللوائح البيئية الخاصة بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويُقصد بكفاءة الطاقة تحسين أداء نظم المباني، للحد من استهلاك الطاقة، ومنح شاغلي المبنى بيئة عمل ومعيشية مريحة وآمنة وجذابة. على سبيل المثال، يوفر مصباح إل إي دي بقدرة 12 واط نفس مستوى إضاءة مصباح تقليدي بقدرة 60 واط، بينما يستهلك 75-80% طاقة أقل مع خفض الإشعاع الحراري.

و عادة ما تُستهلك الطاقة في المنازل والمنشآت في الإضاءة (25-30%)، والتدفئة والتهوية والتكييف والتبريد (50-55%)، وأحمال التوصيل الكهربائي وتطبيقات متنوعة (مثل الأجهزة، والإلكترونيات، ومبردات المياه، والسخانات، ومراكز البيانات…إلخ) (10-15%).

 وأظهرت الدراسات أن المباني التي شُيّدت قبل عام 2015 أكثر استهلاكا للطاقة مقارنة بالمباني الحديثة، ويعود ذلك لعدة عوامل، منها على سبيل المثال لا الحصر، تقادم البنية التحتية للمبنى، واحتوائها على معدات قديمة نوعا ما لا تتميز بالكفاءة. من جهة أخرى، واعتمدت صناعة التشييد في السنوات الأخيرة أحدث تقنيات البناء، وأفضل طرق العزل، ومعايير رفع الكفاءة، وأنظمة حماية البيئة. حتى المعدات الحديثة، مثل الإضاءة ووحدات التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، تتميز بأحدث التقنيات، وكفاءة أعلى للطاقة، وأكثر صداقة للبيئة. إن تحسين وتعزيز البنى التحتية للمنشآت القائمة من خلال تطبيق أمثل حلول الطاقة، يُسهم في خفض استهلاك الطاقة بنسبة تتراوح ما بين 35-40%.

 وذكرت آل سالم جونسون كنترولز، أن شركة خدمات حلول الطاقة (ESCO)، معتمدة من قبل المركز السعودي لكفاءة الطاقة، بأن “عقد ضمان توفير استهلاك الطاقة” عبارة عن نهج متكامل لرفع كل من كفاءة الطاقة والكفاءة التشغيلية، وخفض تكاليف الصيانة والإصلاح، والحد من انبعاثات الكربون والتأثير البيئي.
 تبدأ مراحل عقد ضمان توفير استهلاك الطاقة بزيارة الفريق الهندسي التابع لشركة خدمات حلول الطاقة لكافة مرافق المنشأة؛ لإجراء تدقيق أولي للطاقة، وتحديد جدوى كل مرفق، وفرص التوفير المحتملة، ومن ثم التوصية بأمثل حلول كفاءة الطاقة، التي يتم تصميمها لتتلاءم مع كل منشأة وتلبي متطلباتها الخاصة.

حلول كفاءة الطاقة

وتختلف الحلول المتاحة باختلاف القطاعات، وبحسب نتائج التحليل الأولي للفريق المختص، إلا أن هناك العديد من الحلول التي يمكن تطبيقها في معظم المباني والمنشآت، لعل أهمها: تحديث نظام الإضاءة، باستخدام مصابيح إل إي دي LED – مثلا – حيث يسهم في توفير ما يتراوح في المتوسط ما بين 40% -60% مقارنة بالإضاءة التقليدية، اعتمادًا على نوع المنشأة وساعات التشغيل. ويتميز هذا التحديث بمردوده الإيجابي قصير المدى مقارنة بتحسينات المبنى الأخرى.

وبالنسبة للتدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، فكلما زاد العمر التشغيلي للوحدات، كلما انخفضت الكفاءة وارتفعت تكاليف الصيانة والتكاليف التشغيلية. لذا، فإن إضافة تقنيات جديدة على الوحدات القديمة، أو استبدالها بوحدات حديثة، يُسهم في رفع الكفاءة التشغيلية، وكفاءة الطاقة، والحد من تكاليف الصيانة والإصلاح وقطع الغيار. على سبيل المثال لا الحصر، تتميز تقنية المحركات متغيرة السرعات VSDs في مبردات “تشيلرات” (يورك) بالمساهمة في تقليل استهلاك الطاقة بنحو 30% مقارنة بالمبردات القديمة التي لا تضم هذه التقنية.

ويعد نظام إدارة المباني (BMS) مثالا آخر لأمثل الحلول؛ حيث يقوم بربط جميع أنظمة إدارة التحكم في المباني المختلفة، ونظم التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، والإضاءة، وإدارة الأمن، والحماية من الحريق؛ بحيث تعمل جميعها معًا كوحدة متكاملة، من خلال منصة مراقبة موحدة، مما يساعد أصحاب المنشآت من تشغيل نظم المباني عند الحاجة إليها فقط، وبالتالي تقليل ساعات تشغيل الأنظمة خلال أوقات عدم استخدام المبنى وخلوه من الأفراد. وعادةً ما يوفر هذا النظام ما بين 15% -20% من تكاليف الطاقة.

اظهر المزيد
إغلاق