رئيسيضيف العدد

الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف لـ “الريادة”: الإمارات أطلقت “سلاما مختلفا” مع إسرائيل وحققت مكاسب للفلسطينيين

أبوظبي وتل أبيب تشعران بالتهديد من إيران وتتفقان بشأن تركيا والإخوان وحزب الله

 

الإعلام السعودي والعربي أيد نهج الإمارات والإعلام الفلسطيني إخواني بامتياز وهذا سبب هجومه على الاتفاق

الريادة – خاص

تتمتع الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف بالجرأة والشجاعة في التعبير عن آرائها بوضوح وصراحة، وإعلان انحيازها للقضايا العربية وتأييدها للسعودية والإمارات ومصر على وجه الخصوص في نهجها للدفاع عن العالم العربي، ما جعلها هدفا لميليشيا حزب الله الإرهابي في بلادها، وامتنعت لفترة عن العودة إلى لبنان بسبب التهديدات التي تلقتها من مناصري الحزب التابع لإيران.

ماريا، التي أجرت معها “الريادة” حوارا حول التطورات السياسية الجارية في الإقليم، أكدت أن السلام بين الإمارات وإسرائيل سيكون “سلاما مختلفا”، معتبرة أن أبوظبي حققت مكاسب للعرب والفلسطينيين من هذا الاتفاق على عكس اتفاق مصر والأردن مع إسرائيل.

ورأت الإعلامية اللبنانية أنه تمت صياغة الاتفاق بين أبوظبي وتل أبيب، الذي سيتم توقيعه في البيت الأبيض الشهر المقبل، خلال زيارة جاريد كوشنر ، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، برفقة وفد أمريكي إسرائيلي إلى الإمارات خلال الأيام الماضية.

وشددت على أن الإعلام السعودي ومعظم الإعلام العربي أيد نهج دولة الإمارات فيما شذ عن ذلك الإعلامي الفلسطيني؛لأنه إعلام إخواني بامتياز، مشيرة إلى أن هناك توافق بين الإمارات وإسرائيل بشأن إيران وتركيا وحزب الله والإخوان.

.. وإلى نص الحوار:

– كيف تقرأين زيارة جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره إلى إسرائيل ثم أبوظبي في أول رحلة جوية مع وفد أمريكي إسرائيلي لبحث اتفاق السلام؟

لقد عرفنا جميعا أن جلسة الحكومة الإسرائيلية ألغيت بسبب هذه الزيارة التي يرأسها مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط أفي بركوفتش؛ حيث اجتمعوا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مما يدل على أهمية الزيارة من المنظور الإسرائيلي، بعدها انطلقت البعثة الأمريكية في الرحلة الرسمية الأولى من إسرائيل إلى أبو ظبي، ترافقها بعثة اسرائيلية يترأسها مستشار الأمن القومي مائير بن شابات ومجموعة من المسؤولين الإسرائيليين، وقد جرت جولة مركزة من المباحثات في أبو ظبي ناقشت خلالها الدولتان – إسرائيل والإمارات – العلاقات السياسية بين البلدين في مجالات مختلفة، بينها السياحة، الأمن ، الزراعة، السايبر، وغيرها، وفي اعتقادي أنه خلال هذه المناقشات تم التوصل إلى صياغة اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة الإمارات يتم التوقيع عليه الشهر المقبل في البيت الأبيض.

– برأيك.. إلى أي مدى يؤثر هذا الاتفاق على إيران وحزب الله وحتى تركيا على الصعيد الأمني ؟

هناك تأثير حقيقي..وليس هناك ما يدعو للخجل من الاعتراف به؛ لأن إسرائيل والإمارات يتشاركان في نفس الشعور بالتهديد من جهة إيران، و تتفقان أيضا بالنسبة لتركيا، والإخوان المسلمين، وقطر وطبعا حزب الله، فالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يأتي في وقت تعزز فيه تركيا من نفوذها الإقليمي على عدة جبهات مختلفة، بما في ذلك تدخلها ضد خليفة حفتر ، الذي تدعمه الإمارات، في ليبيا، .وقد أعلن المسؤولون الإسرائيليون رسميا دعمهم لليونان في نزاع شرق البحر المتوسط، الإمارات كذلك تحاول الحفاظ على الحقوق الفلسطينية، وتقاطع المصالح مع دولة أخرى حتى ولو كانت إسرائيل لا ينفي أن أبوظبي تهدف بالأساس لحفظ حقوق العرب.

– برأيك.. هل نحن بصدد سلام دافئ على عكس اتفاق الأردن ومصر مع إسرائيل؟

أعتقد أن المصطلح الأنسب هو (سلام مختلف)، فمصر والأردن لم تربحا أو تخسرا شيئا من اتفاقيات السلام مع إسرائيل، بينما السلام مع الإمارات حمل نقاشا شبه محسوم حول تعهد إسرائيل بتعليق خطة الضم، التي كانت تهديدا حقيقيا على الأرض، وإعطاء فرصة للمفاوضات مع الفلسطينيين، كما أنه سلام مختلف، لأن اقتصاد الإمارات أكبر من اقتصاد إسرائيل، وهناك مجالات للتعاون في الاقتصاد والزراعة والسياحة بين شركات البلدين، وفي اعتقادي أيضا أن طلب الإمارات شراء مقاتلات F-35 من الولايات المتحدة لن يكون أمامه عائق، لأن فكرة العداء أو الحرب مع إسرائيل أصبحت منتفية تماما.

– إعلاميا، وأنتِ لكِ باع طويل بهذا.. كيف تقرأين تعامل الإعلام العربي مع هذا الاتفاق؟

الإعلام الخليجي في عمومه تعامل مع الاتفاق بما يتماشى مع نهج دولة الإمارات ومعظم الدول العربية ، وسعيها المتواصل لتخفيض بؤر التوتر في المنطقة، إيماناً منها بضرورة تغليب لغة الحوار وأن “الإمارات رمز السلام”، وقد كان هذا موقف الإعلام المصري والأردني والسعودي، ولم يشذ عن هذا الموقف سوى الإعلام الفلسطيني، والذي يتبع الإعلام القطري والإخواني وأتباع إيران في بعض الإعلام اللبناني حيث تناسوا أن أكثر من ألحق الأذى بالقضية الفلسطينية هم من أبناء فلسطين الذين أمسكوا زمام قرارها 70 عاما، وأضاعوا فرصة السلام عندما عرضتها عليهم مصر أيام الرئيس الراحل أنور السادات، واليوم تحاول دولة الإمارات المحافظة على ما يمكن المحافظة عليه من حقوق الفلسطينيين، لكن الإعلام الفلسطيني في هذه القضية (السلام بين الإمارات وإسرائيل) كان وللأسف إعلاميا إخوانيا بامتياز .

اظهر المزيد
إغلاق