رئيسيقصة نجاح

الشابان “المرشد” و”الشبانات” يعبران التحدي إلى النجاح والإلهام.. وتطبيقهما “ذا شفز” تتجاوز مبيعاته نصف مليار ريال رغم “كورونا”

الرياض – الريادة

سلطت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت” الضوء على قصة نجاح شابين سعوديين أسسا تطبيق “ذا شفز” الذي أنهى في 2020 أولى جولاته الاستثمارية، موضحة أن التطبيق يخدم تقريبًا مليون عميل، أما مبيعاته ففي طريقها لتجاوز نصف مليار ريال.

وفي التفاصيل، تبدأ قصة الشابين عبد الرحمن المرشد وعبد الرحمن الشبانات حين تعارفا أثناء ابتعاثهما في كندا، وبعد تخرجهما عام 2013، وعودتهما إلى أرض المملكة توظفا في بيئة عمل محفزة وبرواتب ممتازة.

فكرة “شغل بيت”

وفي عام 2016 خطرت في بالهما فكرة تطبيق توصيل يخدم الأسر المنتجة، فاستخدما مدخراتهما من الوظيفة خلال الثلاثة سنين لبدء العمل في المشروع، وبعد رحلة البحث عن الشركات التقنية والدراسة الاقتصادية وغيرها تم إطلاق تطبيق “شغل بيت”، و قررا الاستقالة من وظيفتيهما والتركيز على المشروع، واتفقا على أن يكون راتبهما الشهري من المشروع فقط 5000 ريال بعدما كان أضعافا مضاعفة في الوظيفة السابقة، فقررا البدء بمقابلة العملاء في المقاهي والأماكن العامة؛ إذ لم يكونا قد امتلكا مكتبا للعمل أو مكانا لمقابلة عملائهما.

ويبدأ فصل آخر في قصة نجاح المرشد والشبانات بعد مرور سنة؛ إذ لاحظا عدم وجود ربح لهما نهائيًا من التطبيق وواجها أزمة مالية كبيرة، فاحتارا بين الرجوع للوظيفة وترك شغفهما أو استكمال مشروعهما بدون ربح أو تطوير، فقررا وقتها البحث عن حل نهائي.

ماذا فعلا؟

تواصلا هما الاثنان فقط مع 1600 عميل لتطبيقهما “شغل بيت”، وطرحا عليهم بعض الأسئلة عن التطبيق، أبرزها ماذا لو كان هؤلاء العملاء هم من يملكون التطبيق ما الذي سيضيفونه لتطويره؟، وبعد فهمهما لسوق العمل أكثر، والدراسة والبحث وسؤال العملاء قررا استكمال مشروعهما وشغفهما خاصة أنهما خسرا فيه من جميع النواحي التقنية والإدارية والمالية.


وبخطة وخطوة جديدة، اتخذا قرارا باستكمال العمل في تطبيق توصيل الأطعمة لكن بهدف مختلف تماما، وهو أن يتحول من تطبيق يجمع الأسر المنتجة إلى تطبيق يجمع المطاعم الراقية، ومن اسم “شغل بيت” إلى “ذا شفز”.

نقطة تحول.. وبداية جديدة للتحدى

وفي فصل جديد من القصة، بدأ الشابان عبد الرحمن المرشد وعبد الرحمن الشبانات الاشتغال بنفسيهما في المطاعم، كانا يأخذان الطلبات ويوصلان الأكل للعملاء لفهم العملية بالضبط، وكم يأخذ وقتا، ولمعرفة التحديات والصعوبات التي يمكن أن تواجه المندوبون.

تحديا نفسيهما أن يتعاقدا مع أشهر المطاعم وقتها في السوق، وأخذ منهما هذا الأمر أكثر من 6 شهور حتى وقّعا عقدا مع مطعمين فقط، بعدها بدأت بقية المطاعم بالتوقيع معهما تدريجيًا، وبدأ التطبيق بالانتعاش، فاستأجرا أول مكتب لهما وكان الموظفون به فقط هما الإثنين.

بداية التوظيف 

بعد فترة بدأ الشابان بتأسيس فريق عمل ووظفا 5 موظفين، ووضعا لهم هدف الوصول إلى 10 آلاف عميل، وبتوفيق الله ثم بجهودهما وإصرارهما حققا هدفها خلال 6 أشهر.

بدأ تدريجيًا عدد العقود مع المطاعم يزداد حتى وصلت إلى 100 مطعم، وزاد عدد الموظفين إلى 12 موظفا فاضطرا للانتقال لمكتب أكبر مساحة بعد ما استقرا لمدة سنتين في مكتب صغير مساحته لا تتعدى 40 متر.

أرباح.. وتوسع

بعد مرور سنة بدأت مرحلة الأرباح والتوسع، وزاد عدد الموظفين إلى 90+، وزدا عدد العقود مع المطاعم حتى وصلوا إلى 600 مطعم، وفي 2019 نقلوا لمكتبهم الأخير المصمم بهويتهم وشعارهم.

لكن ماذا جرى مع دخول 2020 وجائحة كورونا؟

في أول أسبوع أغلقت جميع المطاعم، وانتابت الشابان المرشد والشبانات المخاوف من توقف عملهما، لكن بعد أسبوع تمت الموافقة على تطبيقات التوصيل باستخراج التصاريح والتوصيل للعملاء.

ومع جائحة كورونا وروح المسؤولية وفن إدارة الأزمات عند فريق “ذا شفز” اتفقا على التعاون مع المطاعم بتقليل نسبة الفائدة، وإضافة المعقمات بسعر المصنع وبدون سعر توصيل، ورغم الضغوط إلا أنهما كانا يعملان خلال الـ 3 شهور بدون الحصول على أي إجازة.

وكانت النتيجة أن توسع تطبيق “ذا شفز” 4 أضعاف ما كان عليه وزاد عدد الموظفين، وزادت العقود مع المطاعم، وكان أحيانًا يستمر عملهما على مدار 24 ساعة حتى يتم تغطية طلبات العملاء.

اظهر المزيد
إغلاق