تحقيق

تسعى لخلق نموذج استثماري وتقني رائد لرفع مستوى الإنتاج الزراعي بالمنطقة

الهيئة العربية للإنماء الزراعي  

مصطفى محكر – الخرطوم :

تسعى الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي لخلق نموذج استثماري وتقني رائد لرفع مستوى الإنتاج الزراعي والحيواني بالمنطقة، وقد شكلت حضوراً كبيراً خلال السنوات الماضية من خلال جهودها الكبيرة في العالم العربي، وقد حظيت الهيئة «مقرها السودان» منذ انشائها قبل أكثر من أربعة عقود من الزمان بدعم كبير من الدول الأعضاء وبخاصة المملكة العربية السعودية، التي أدرك قادتها أهمية الاستثمار والانماء الزراعي في العالم العربي، ولاتزال هناك العديد من المشاريع الطموحة التي سوف تنفذ خلال الفترة المقبلة.. مجلة «الريادة» وقفت ميدانيا على أنشطة الهيئة عبر مقرها بالسودان والحراك الذي يقوم بها رئيسها محمد المزروعي.

يأتي تأسيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في عام 1976 بجمهورية السودان برؤية تعزيز الأمن الغذائي في الوطن العربي، وتساهم في رأسمالها 21 دولة عربية، ويبلغ نحو 1.1 مليار دولار، وللهيئة خبرات تراكمية في مجال الاستثمار والتصنيع الزراعي، حيث تستثمر في 50 مشروعاً في الدول العربية ويرتكز نشاطها في الاستثمار الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والأنشطة ذات الصلة. وتساهم الهيئة بشكل فعال في دعم التنمية الزراعية المستدامة بهدف تحسين حياة الآلاف من السكان وذلك من خلال مشروعات توليد الدخل وإتاحة خدمات البحث العلمي ونقل التقنية وبرامج القروض الدوارة وغيرها من النشاطات التنموية المتنوعة.
أنشطة واستثمارات الهيئة
وتندرج استثمارات الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي في الشركات القائمة والشركات قيد التنفيذ ضمن أربع قطاعات رئيسية حيث يوجد 47% من تلك الاستثمارات في قطاع التصنيع الزراعي و25% في قطاع الإنتاج الحيواني و24% في قطاع الإنتاج النباتي و4% في قطاع الخدمات.
مجلة «الريادة» تفتح عبر هذه المساحة ملف التنمية الزراعية في الوطن العربي، الذي تقوم به الهيئة وذلك بوقوف المجلة ميدانيا عبر مقر الهيئة بالعاصمة السودانية الخرطوم على الأنشطة واللقاءات التي أجراها رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي محمد المزروعي مع عدد من كبار المسؤولين بالسودان، على رأسهم رئيس الوزراء، ووزير التجارة والصناعة، كما تسلط الضوء على مشاريع الهيئة التي نفذتها وتنفذها بالسودان.
 لقاء رئيس وزراء السودان
عقب الثورة السودانية التي أنهت حكم حكومة الرئيس السوداني السابق البشير والذي حكم البلاد لنحو 30 عاما عانى فيها السودان من تردي الأوضاع الاقتصاديــــــــة وموارد البلاد الوفيرة وكوادره المؤهلة، التقى رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي محمد بن عبيد المزروعي برئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك، مقدما له التهنئة بتقلده منصبه الجديد ، وبحث معه المشروعات التي تقوم الهيئة بتنفيذها، من جانبه ثمن د. عبد الله حمدوك جهود الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي في العالم العربي مدفوعة بدعم الدول الأعضاء.
وقدم المزروعي تنويرا عن الدور الذي تقوم به الهيئة ورؤيتها ورسالتها وأهدافها واستثماراتها واستعرض استثمارات الهيئة ومشاريعها في الدول العربية، مشيرا إلى القطاعات التي تعمل فيها الهيئة والتي تتمثل في قطاع التصنيع الزراعي والإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني، إلى جانب قطاع الخدمات الزراعية والأنشطة التنموية، بالإضافة إلى دور الهيئة في تنمية ودعم صغار المزارعين والمنتجين بالسودان وأيضا بعدد من الدول العربية الأعضاء في الهيئة.
ورحب حمدوك برئيس الهيئة والوفد المرافق له متمنيا للهيئة التوفيق في مساعيها لزيادة الاستثمارات في السودان ومثمنا دور ومكانة الهيئة والمنظمات الإقليمية والدولية التي تنشط في جمهورية السودان، كما وعد بتقديم كل المساعدة والعون والدعم اللازم للهيئة وشركاتها بدولة المقر لخدمة أهدافها وتوفير منتجات زراعية وغذائية مستدامة لتعزيز الأمن الغذائي العربي في مختلف الدولة العربية، بصورة شاملة.
استعراض مشاريع الهيئة
من جهته أكد وزير الصناعة والتجارة بجمهورية السودان مدني عباس مدني على أهمية المشاريع التي تقوم بتنفيذها الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي والمكانة المرموقة التي تتمتع بها الهيئة على المستوى العربي وما تقدمه من دعم مجال التنمية الشاملة، في مختلف الدولة العربية تعزيزا للأمن الغذائي في كافة الدول العربية الشقيقة.
من جانبه، قال المزروعي إن لقاء وزير الصناعة والتجارة السوداني، يأتي بغرض تعريف الوزير بالدور الذي تضطلع به الهيئة ورؤيتها ورسالتها وأهدافها واستثماراتها، مستعرضا استثمارات الهيئة ومشاريعها في الدول العربية، بصورة عامة وفي جمهورية السودان، بصورة خاصة، وأوضح أن القطاعات التي تعمل فيها الهيئة تتمثل في قطاع التصنيع الزراعي والإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني، بالإضافة إلى قطاع الخدمات الزراعية والأنشطة التنموية، كما استعرض المزروعي جهود الهيئة لتحقيق تنمية مستدامة في المجتمعات الريفية في الدول الأعضاء بالهيئة.
 دعم 35 ألف مستفيد
واستعرض رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي محمد المزروعي تجربة الهيئة في دعم شريحة صغار المزارعين، موضحا أن التجربة بدأت بعدد 1300 مستفيد وحاليا وصل عدد المستفيدين من البرنامج نحو 35000 مستفيد، كما أبان المزروعي تطلعه إلى مزيد من الدعم والاهتمام من قبل حكومة جمهورية السودان لمشاريع الهيئة بدولة المقر، وذلك حتى تتمكن الهيئة من تحقيق رسالتها وزيادة استثماراتها تعزيزا للأمن الغذائي العربي.
التصنيع الزراعي
وتمنى وزير الصناعة والتجارة للهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي وقيادتها التوفيق في مساعيها الطموحة لزيادة الاستثمارات في السودان وبقية الدول العربية، مثمنا دور الهيئة في جمهورية السودان وما قدمته للاقتصاد السوداني في مجال التصنيع الزراعي، وأوضح الوزير أن السودان يحتاج إلى مضاعفة الجهود المشتركة للانطلاق بالمشاريع التي تخدم وتدعم الأمن الغذائي.
تحديات الأمن الغذائي
وقال رئيس مجلس الهيئة محمد المزروعي: نعي تماما أن الأمن الغذائي في العالم العربي يواجه تحديات كبيرة مع فجوة غذائية تقدر بنحو 32.8 مليار دولار نظرا لارتفاع عدد السكان وتدهور البنية التحتية والاعتماد الشديد على الواردات وارتفاع الأسعار والنمو السكاني، وتتضافر هذه العوامل مع تزايد الطلب على البروتينات الحيوانية ومحدودية توافر إمدادات المياه لتجعل من مسألة الأمن الغذائي تحديا كبيرا ومن نوع خاص.
سد الفجوة الغذائية
وأضاف المزروعي: نحن نستطيع القول إن تاريخنا الطويل في مجال الاستثمار الزراعي أتاح لنا فرصة اكتساب القدرات الكافية والخبرة اللازمة لمعالجة الفجوة الغذائية في المنطقة، حيث حصلنا على معرفة عميقة من خلال الدراسات البحثية والتجارب الميدانية التطبيقية في مجالات الإنتاج الحيواني والنباتي، بالإضافة للخدمات الزراعية،
وقد وظفنا هذه المعرفة في تنفيذ مشاريع زراعية في 12 دولة عربية مما أدى إلى إسهامنا في رفع مستوى المعيشة في المجتمعات المحلية من خلال المشاريع الزراعية والاستثمارية.
وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي محمد المزروعي إن النهج الذي نتبعه في التنمية الزراعية يتميز بأنه مستدام وشامل، ويكفل للمرأة والمجموعات ذات الدخل المنخفض وصغار المزارعين إمكانية الوصول إلى مصادر التمويل من خلال القروض الدوارة والأنشطة التي تحقق الدخل، وأضاف: نعمل على التأكد وبشكلٍ دائمٍ بأن أنشطتنا تصب في مصلحة المجتمعات التي نعمل فيها، وبأننا نوفر قيمة من خلال التأثيرات الإيجابية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وقد قمنا بتأسيس صندوق الأمانة لتمويل تلك الفئات المستهدفة وإكسابها المهارات اللازمة من خلال تنظيم برامج التدريب وبناء القدرات.
نموذج استثماري رائد
وبين المزروعي أن الهيئة تسعى جاهدة لخلق النموذج الاستثماري والتقني الرائد ونشره بين الجهات المعنية لرفع مستوى الإنتاج الزراعي في المنطقة، حيث نجد أن إدخال تقنيات متقدمة وصديقة للبيئة والمناخ، مثل تقنية الزراعة بدون حرث في القطاع المطري، قد ساهم في تحقيق زيادة مذهلة في إنتاجية المحاصيل وصلت إلى 300٪ في الدول الأعضاء المختارة.
الاستراتيجية الخمسية
وقال رئيس الهيئة إنه ولتحسين دور تعزيز الأمن الغذائي العربي، فإن مجلس الإدارة أجاز استراتيجية الهيئة للخمس سنوات القادمة لزيادة تأثير استثماراتنا والترويج لشراكاتنا الاستراتيجية، مضيفا أننا نتطلَّع إلى عالم عربي يسود فيه الازدهار ويتحقق فيه الأمن الغذائي للجميع، وندعو كافة الشركاء في القطاعين الخاص والعام وفي المجتمع المدني والمنظمات الإقليمية والدولية للانضمام إلى مسيرتنا، لأن إقامة الشراكات الاستراتيجية تمثل المسار الأكثر تنظيما نحو تحقيق التنمية المستدامة.
اظهر المزيد
إغلاق