ضيف العددقصة نجاح

أطلق التطبيق بـ«400» ألف ريال فقفز لـ «15» مليون

قصة السحيباني مع تطبيق«مرني»...

* حوار/ إيهاب مكي :
شاب طموح يفيض حيوية ونشاطاً، تجده يتجول من مكان لآخر داخل مقر شركته، متفقدا عمل موظفيه الذين يعتبرهم شركاءه في النجاح وليسوا مجرد موظفين، وجدت مجلة «الريادة» صعوبة بالغة في تحديد موعد لإجراء حوار معه، لكنه رغم مشاغله الكثيرة، استقطع دقائق من وقته ليطلع المجلة عن قصة نجاح مشروعه، وما واجهه من صعوبات وتحديات، خلال مسيرة إطلاق مشروعه الخاص.. إنه الشاب السعودي الطموح سلمان بن محمد السحيباني مبتكر ومطلق مشروع تطبيق «مرني» وهو أحد رواد الأعمال السعوديين الذين حققوا نجاحا لافتا في مجال عملهم.. يسرد لـ «الريادة» في الحوار التالي قصة نجاحه والتحديات والعقبات التي واجهها.

كل مشروع يبدأ بفكرة، ثم التخطيط للانطلاقة، حدثنا عن بداية فكرة مشروع «مرني» متى كانت، وما الذي دفعك لإطلاق هذا التطبيق الرائد؟
قبل عدة سنوات قبل إطلاقي لتطبيق «مرني»، حدث لي موقف، تمثل في تعطل سيارتي في وقت متأخر من ليلة الجمعة، بحثت تلك الليلة عن شاحنة نقل سيارات معطلة (سطحة) بمدينة الرياض لأكثر من 5 ساعات وكلفني نقلها 3 أضعاف المبلغ المفترض دفعه في الأوقات الاعتيادية، مما دعاني للبحث في داخل هذا السوق وعن الأسباب المؤدية لهذه المواقف وطرق الحصول على المساعدة في الطريق ووجدت أنه سوق كبير ومبعثر بين العديد من الأفراد ولا يوجد جهة معينة ،أو شركة كبيرة في مجال تقديم المساعدة على الطريق وإن وجد فإن استجابتها محدودة بساعات معينة، أو مركبات معينة وتذكرت عندما استخدمت تطبيق أوبر خارج المملكة أعجبتني سهولة الحصول على سيارة مجهزة بسائق ينقلك لأي مكان، فبدأت بالتفكير في تحويل قطاع المساعدة على الطريق إلى تجربة مماثلة وتحسين مستوى الخدمة المقدمة تقنيا، لتوفير المزودين لخدمة العملاء وكانت الفترة ما بين البحث والدراسة والتنفيذ حتى إطلاق التطبيق تقارب السنتين.

هل واجهتك أي عقبات أو صعوبات في البداية أو قبل إطلاق مشروع«مرني» و أثناء إطلاقه ؟

بدأت مشروعي بـ 3 موظفين سعوديين ووصل عددهم حالياً نحو 60 موظفاً

 

بالطبع، لقد واجهتني وما زالت تواجهني عقبات في المشروع وباعتقادي إن هذه طبيعة الحياة وهذا هو دورنا كمؤسسين ومدراء لهذه المشاريع الابتكارية الناشئة، أن نقودها من خلال العواقب وأن نحرص على اجتيازها دائماً، وأنا أشبه دائما رحلتنا بهذه الشركات، كمن يبحر خلال العاصفة، من يستسلم للعاصفة سيهلك لا محالة ومن يحاول تجاوزها بالإبحار والسعي المستمر نحو الوجهة دون الالتفات لحجم الخسائر اللحظية الطفيفة التي قد تنتج عن هذه العواصف والعراقيل، سينجح، وستزداد خبرة ربان السفينة على الإبحار والتعامل مع طاقم السفينة والركاب خلال الأزمات.. لذلك أعتقد أن العقبات والصعوبات ضرورية للتعلم من خلالها وتجاوزها، ذلك يجعلك أكثر خبرة في إدارة الأمور وهكذا تكون طبيعة الأعمال الابتكارية تعمل على تسهيل المهام الصعبة وتقديم الحلول في تجاوز العقبات والعراقيل.

متى بدأت الانطلاقة الحقيقية لمشروع «مرني» وكيف كان استقبال المستفيدين له؟
بدأت الانطلاقة الحقيقية في شهر يوليو 2015 م وقمنا بإطلاق التطبيقات على المتاجر وتسجيل مزودي الخدمة وكان المستفيدون معجبين بالخدمة ويرغبون بانتشارها وساهموا بذلك كثيراً وما يساعدنا في الانتشار كل يوم هو مستوى الخدمة الممتازة المقدمة للمستفيدين، حيث إن ذلك يبقيك دائما في ذهن العميل، حيث يتم تقديم الخدمة بأفضل مستوى .

نأمل أن تحدثنا عن أبرز الخدمات التي يقدمها«مرني» ؟
الخدمات التي يقدمها «مرني» هي خدمات المساعدة على الطريق للسيارات:السحب :سطحة، أو ونش، البنشر: نقوم

تغطي خدماتنا 100مدينة ومحافظة بالمملكة ودول الخليج والأردن ، لبنان، مصر

 

بتوفير إصلاحات الإطارات في موقع التعطل، كتغيير الإطار الاحتياطي، أو تزويده بالهواء، أو إصلاحه أو تغيير، وإصلاح البطاريات في الموقع، كذلك خدمة: إيصال البنزين، حال انقطاعه داخل وخارج المدينة لايصال المركبة لأقرب محطة بنزين حسب معايير السلامة الدولية، فتح الأقفال للمركبات المغلقة، وذلك بعد التحقق من هوية مالك المركبة قبل فتحها، تقدير: وهي إنهاء إجراءات ما بعد الحادث من موقع الحادث، سحب المركبة لمركز التقدير وتقديم تقدير للأضرار وفتح مطالبة للعميل مع شركة التأمين.. وتم توقيع اتفاقية شراكة مع الهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين لتقديم الخدمات للمواطنين في منطقة الرياض بسعر مخفض في عام 2018م وذلك كأحد المميزات المقدمة من الهيئة للمواطنين المستفيدين من خدمات مشروع تقدير،اشتراكات خدمات المساعدة على الطريق وخدمات ما بعد الحوادث لعملاء شركات السيارات وشركات التأمين، يتم من خلالها تقديم الخدمات لعملاء الشركات مجاناً عبر عقود طويلة المدى مع الشركات لتقديم الخدمات لعملائهم طيلة فترة الضمان على المركبات المباعة، أو وثائق التأمين، النقل بين المدن : وهي تقدم خدمة نقل المركبات بين المدن في المملكة ودول الخليج وتخدم العديد من شركات السيارات والتأمين والأفراد ، ونركز على تنمية أسطولنا المخصص للشركات بمعايير تتناسب مع احتياجات جميع شركات السيارات وبأسعار مناسبة للجميع، وتوسعت الشركة في عام 2017م إلى نشاط إدارة الحطام لشركات التأمين وذلك عبر حفظ المركبات المتضررة في الحوادث وإنهاء إجراءات المطالبة وعرض المركبة، عبر مزاد إلكتروني للسيارات المباعة كتلف كلي من شركات التأمين عبر المنصة الإلكترونية والتي توسعت لعرض المركبات المستعملة من الشركات للبيع بنظام المزاد للتجار والأفراد،

كما تم إطلاق خدمات تسجيل المطالبات إلكترونياً لشركات التأمين في عام 2018 م وتهدف هذه الخدمة لتسهيل عملية

مليون تحميل لـ«مرني» في أول سنتين ويخدم أكثر من 100 ألف عميل

 

المطالبة لعميل شركة التأمين وتسريع وتيرة العمل الداخلي في إجراءات تسجيل المطالب، لما تسهم به هذه الخدمة من توفير وقت وجهد في إدخال البيانات للنظام، حيث يتم توفيرها لموظفي شركة التأمين لحظياً لتسريع إجراءات تسوية المطالبة وعام 2019 إنهينا جميع المتطلبات لانشاء مركز لتقدير الأضرار الذي سيكون النواة للعديد من الحلول في خدمات الحوادث ومطالبات المركبات لشركات التأمين، بإذن الله .

كم كان عدد الكوادر الوطنية التي بدأت العمل معك عند انطلاق مشروع «مرني» وكم وصل عددهم اليوم؟
في البداية كنا 3 شباب سعوديين وواصلنا العمل بتنمية الكوادر السعودية في الشركة ووصلنا اليوم إلى ما يقارب ال60 موظفا، أغلبهم من السعوديين ونسعى، بإذن الله، أن يكون كادر الشركة 100 من السعوديين والكفاءات خلال العام 2020م وذلك في وظائف ذات جودة نوعية للمساهمة في رؤية المملكة 2030.

لكل مشروع تكلفة، عند التخطيط، والتنفيذ،فكم كانت كلفة إطلاق تطبيق «مرني»، وكم بلغت أرباحه حتى الآن؟

واجهتني عدة عقبات وصعوبات وتعلمت منها وجعلتني أكثر خبرة ودراية

 

كلفنا المشروع قبل الإطلاق قرابة 400 ألف ريال من تكاليف للبحث والتطوير والتسويق للإطلاق، وبلغ اليوم رأس المال المدفوع لتكاليف التطوير وخلق القيمة للتوسعات من قبل المستثمرين في الشركة نحو 15 مليون ريال سعودي ونسعى لزيادته خلال عام 2019م مع المستثمرين الحاليين والمستقبليين بملبغ 20 مليون ريال سعودي، باذن الله، وسيتم الإعلان عن التفاصيل قريباً،عقب إغلاق الجولة الاستثمارية.

مضى على إطلاق مشروع «مرني» تقريبا نحو 5 سنوات، فكم عدد الذين استفادوا من خدماته، وأيضا كم عدد الذين قاموا بتحميله على هواتفهم؟
حصل «مرني» على ما يتجاوز المليون تحميل خلال أول سنتين من إطلاق التطبيق ولكن تأثير الشركة يقاس لدينا بعدد المركبات التي تمت خدمتها، ولله الحمد، تمت خدمة ما يتجاوز نصف مليون مركبة ويتم خدمة ما يتجاوز 100 ألف عميل مشترك عن طريق الشراكات مع قطاع السيارات والتأمين والمستهدف لهذا العدد خلال 2019 أن يصبح مليون اشتراك على «مرني» ،باذن الله.

كم تبلغ القيمة السوقية لمشروع «مرني» في الوقت الحالي؟
نظراً لقيام الشركة بالترتيب للجولة الاستثمارية لا أستطيع أن أفصح عن هذا الرقم في الوقت الحالي ولكن سيتم الإعلان عنه في تفاصيل إغلاق الجولة الاستثمارية، بإذن الله.

نأمل أن تحدثنا عن الكوادر الوطنية التي تعمل في تطبيق «مرني» ؟
عمل «مرني» على صقل العديد من الكوادر السعودية التي استفادت من برامج التعليم العالي في المملكة، أو من خلال

لدينا فريق عمل من المواهب السعودية الشابة المؤهلة في القطاعين التقني والإداري

 

الابتعاث والعديد منهم ما زال يعمل حتى هذه اللحظة ويقود التطوير والابتكار في الشركة من خلال المنتجات الفرعية القائمة حاليا، والعديد منهم اليوم يقودون مناصب مختلفة داخل وخارج الشركة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة ولدينا فريق من المواهب السعودية الشابة بالقطاعين التقني والأعمال والعديد منهم لديه قصص ملهمة وتغلب على العديد من التحديات وساهم في العديد من إنجازات الشركة ومنتجاتها بالسهر والعمل الدؤوب لنمو الشركة وتقديم أعلى المستويات لخدمة جميع عملائنا.

هل يقدم «مرني» خدماته لكافة مدن المملكة، وما هي دول الخليج التي يغطيها؟
نعم نقدم خدماتنا في جميع مناطق المملكة وما يتجاوز 100 مدينة ومحافظة ، ونغطي بخدماتنا جميع دول الخليج والأردن ،

تعطلت سيارتي بوقت متأخر ليلاً فعانيت لإصلاحها.. فانطلقت فكرة مشروعي

 

لبنان، مصر، ونسعى للتوسع في دولة الإمارات بنطاق الخدمات المقدمة والحلول لما بعد الحوادث لخدمة قطاع التأمين بالدعم من قبل صندوق محمد بن راشد للابتكار المدار من قبل وزارة المالية الإماراتية.
ما هي الجهات المحلية والخارجية التي تتعاون مع «مرني» في تقديم الخدمات المطلوبة للعملاء؟
نتعامل يومياً مع العديد من الشركات في مجال النقل وخدمات المركبات وشركات السيارات والتأمين والجهات التنظيمية لها والشبه حكومية، لذلك «مرني» يعتبر حلقة وصل بين جميع الجهات ذات العلاقة في مجال المركبات وستستمر في تطوير الخدمات المقدمة لهذا القطاع وربط جميع الجهات ذات العلاقة في المركبات من خلال منصة إلكترونية واحدة.

هل هناك جهات حكومية، أو خاصة قدمت دعما لمشروع «مرني»، أو أبدت رغبتها لدعمه؟
في البدايات حصل المشروع على الاحتضان من قبل برنامج بادر لحاضانات التقنية وتم تخريجه من الحاضنة في عام 2017م كأحد المشاريع الناشئة الواعدة في المملكة، وحصلت الشركة في أبريل 2019 على اختيار صندوق محمد بن راشد للابتكار وذلك لتسريع نمو الشركة وابتكاراتها في دولة الإمارات ومن ثم إلى جميع دول العالم، باذن الله.

أبرزت عدة مواقع وإجهزة إعلامية، إقليمية وعالمية مشروع «مرني» مشيدة بفكرته وخدماته، فما هي هذه الجهات؟

تم تخريج«مرني» من بادر لحاضانات التقنية كأحد المشاريع الواعدة في المملكة

 

حصل المشروع على عدة جوائز وإشادات محلية وإقليمية في العديد من المجلات والصحف والقنوات ولكن سعيدين جدا باختيارنا من قبل مؤسسة مسك كأحد الشركات التي تساهم في تحقيق جيل 2030 ، واختيار صندوق محمد بن راشد لـ«مرني» كأحد الابتكارات لاستقطابها لدولة الامارات والإسهام في تسريع نموها.
تم تكريم مشروع «مرني» ممثلاً في شخصكم من بعض الجهات المحلية والدولية، حدثنا عن هذا التكريم؟
في اعتقادي أن التكريمات تكون لدعم رائد الأعمال في مواصلة مسيرته ولكن باعتقادي أن التكريم الأهم هو عند طرح الشركة في السوق الرئيسي للأسهم السعودية والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 هو ما أعتقد بأنه الهدف الذي أسعى له وحينها أستحق التكريم الذي أبحث عنه.

هل هناك جهات، أو شخصيات تقدمت لشراء مشروع «مرني» أو أبدت استعدادها للدخول فيه كشريك؟

تلقينا عدة طلبات استحواذ ونستهدف مستثمرين استراتيجيين يخدمون المشروع

 

الحمدلله لدينا العديد من الشركاء والمستثمرين الاستراتيجيين ونستقبل العديد من الطلبات للاستحواذ أو الاستثمار ولكن الشركة حالياً في مرحلة نمو ولديها احتياجات مختلفة وتسعى دائماً لتلبية احتياجاتها المختلفة عبر الحصول على مستثمرين استراتيجيين يخدمون أهداف الشركة واحتياجاتها في الفترة.
نصائح تود أن تقدمها للشباب السعودي الطموح الذي يخطط لابتكار مشاريع خاصة به؟
أنصح جميع الشباب الذي يعمل على مشاريعه بأن يواصل السعي للتطوير في تنميتها وعدم الاستسلام للصعاب التي تواجهه، والسعي لتحقيق حلمه وأن يستمر في مواصلة سيره نحو تحقيق هدف، حيث إن الفرص اليوم والممكنات متوفره والدعم الحكومي متواجد ويبقى دورنا في العمل ومواصلة العمل على تحقيق هذه الأهداف.

كلمة أخيرة تود أن توجهها في ختام هذا الحوار؟
الشكر لأسرة مجلة «الريادة» على ثقتهم وتشجيعهم لرواد الأعمال، ونستهدف عبر مشروعنا هذا تحقيق أعلى المستويات والمعايير لخدمة الوطن والمواطن، إسهاما منا في تحقيق أهداف رؤية 2030.

اظهر المزيد
إغلاق