صدى الأخبارقصة نجاح

صورة وقصة | مخترع السكك الحديدية والقاطرات .. بدأ حياته راعي أبقار وعامل في منجم وتحول من فقير إلى أحد أبرز الأثرياء

الرياض – الريادة

كثيرون يستقلون القطارات ، ولا يعرفون من هو مخترع السكك الحديدية والقاطرات ، ذلك الاختراع الذي أسهم في تغيير العالم وتحسين جودة حياة الملايين وتسهيل السفر ونقل البضائع وغيرها.

إنه جورج ستيفنسون، أبو أبو السكك الحديدية، هو مخترعٌ بريطاني أدّى عمله الرائد في مجال الهندسة المدنية والميكانيكية إلى إنشاء أول خطٍ للسكك الحديدية بين المدن في العالم يستخدم قاطراتٍ بخارية.

وُلد في أسرةٍ فقيرة في 9 يونيو 1781 م في نورثمبرلاند، لوالديه روبرت ومابل ستيفنسون. عمل والده كرجل إطفاء براتبٍ قليل جدًا، لذا كان التعليم يعد ترفًا بالنسبة لستيفنسون ولم يستطع تحمل نفقاته. فبدأ العمل في السابعة عشر وأنفق المال الذي كسبه من عمله على الدراسة في مدرسةٍ ليلية، حيث تعلم القراءة والكتابة والرياضيات.

وظيفته الأولى كانت العناية بقطيع من الأبقار وفي عام 1801م بدأ كعامٍل في منجم الفحم الأسود كالرتون. وفي العام التالي، تزوج وانتقل إلى رصيف ويلنجتون، وعمل عامل سكك حديدية للحصول على دخلٍ إضافي، كما تعلم إصلاح الأحذية والساعات وقطع الملابس.

انتقل بعد ولادة ابنه إلى العمل في منجم كيلينغ روث. وفي عام 1811م، ذاع صيته بعد أن نجح في إصلاح محرك الضخ في منجم “High”، وسرعان ما أصبح خبيرًا في الآلات البخارية.

ابتكر أول قاطرة عام 1814 م، مستعينًا بفكرة محرك السفر بلينكينسوب. وقد قام بتصميم المحرك بلوشير “Blucher”لنقل الفحم على طرق كيلينغ روث القديمة، التي كانت تستخدم لنقل الخيول والمعدات والعربات وغيرها قبل وجود السكك الحديدية. وقد كان أول محرك بخاري قادرًا على نقل 30 طنًا من الفحم بسرعة 4 أميال بالساعة.

بعد أن أمضى ستيفنسون معظم حياته في المناجم، لم يعد خافيًا عليه خطر الانفجارات التي تواجه صناعة التعدين، بسبب استخدام العمال للأعيرة النارية في حفرٍ مليئة بالغازات القابلة للاشتعال، لذا قام باختراع مصباح الأمان عام 1815م، الذي يستخدم إسطوانةً ذات ثقوبٍ هوائيةٍ صغيرة تحد من الانفجارات.

بعد نجاح محرك القاطرات الأول، ابتكر ستيفنسون 16 قاطرة إضافية. وفي عام 1817م، بنى قاطرةً بست عجلات لسكة حديد كيلارنوك وترون.

في عام 1820م، عُهد إليه إنشاء خط سكة حديدية طوله 8 أميال في سكة حديد هوتون كوليري. ليكون أول خط للسكك الحديدية يعمل بالطاقة الكهربائية دون استخدام أي نوعٍ من الطاقة الحيوانية، وقد أدى نجاح سكة الحديد إلى اختراعه القضبان الحديدية المعروفة.

ونتيجةً لنجاح السكة الحديدية الآنفة الذكر، تم تعيينه مهندسًا لبناء سكة حديد بطول 25 ميل تصل بين ستوكتون ودارلينغتون عام 1821م، وقد ساعده ابنه روبرت في المشروع.

بنى ستيفنسون أول عربة ركاب لطريق سكة الحديد ستوكتون ودارلينغتون حملت أضواء صناعية في رحلتها الافتتاحية. وبذلك أصبحت أول سكة حديد عامة في العالم تعمل على قاطرةٍ بخارية.

خلال تلك الفترة، قام بابتكار أول مقياس للسكك الحديدية والذي يبلغ 4 أقدام وثمانية بوصات ونصف، والذي أصبح مقياسًا عالميًا معتمدًا.

نتيجةً لإنجازاته حاز شهرةً واسعة وتم اختياره رئيسًا لمهندسي السكك الحديدية في ليفربول ومانشستر، كما ربح وابنه مسابقةً أقيمت لأفضل وأقوى قاطرة عام 1829م. ليتم افتتاح سكة ليفربول ومانشستر في 15 سبتمبر 1830 م، وسط حضور العديد من الشخصيات الهامة بمن فيهم رؤساء وزراء واترلو وديوك وويلينغتون. وقد تم استخدام ثمان قاطراتٍ على هذه السكة.

ونتيجةً للنجاحات التي حصدتها مشاريعه، اكتسب شهرةً بالغةً وعمل كخبيرٍ استشاري في عدة مشاريع للسكك الحديدية في الداخل والخارج.

كما وأدت الحفريات التي أجريت لبناء السكك الحديدية الى اكتشاف احتياطيات الفحم ما زاد من ثرائه بشكلٍ كبير.

أما في الحديث عن الفترة الممتدة بين 1828 و1848 م فقد كانت من أكثر الفترات ازدهارًا في حياة ستيفنسون المهنية، حيث غمرته الطلبات لبناء العديد من السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم، وقد أصبح أحد أبرز الأثرياء.

وقد تم تعيينه فيما بعد لبناء خط سكة حديد بطول 13 كيلومترًا في 1820، وكان الأول من نوعه في العالم الذي لم يعتمد على الحيوانات في عملية النقل. |في 1829، صمم جورج ستيفنسون وابنه روبرت القطار البخاري الشهير “Rocket”. الذي ظهر في احتفالات يوم الافتتاح لسكة حديد ليفربول ومانشستر. إلا أن وفاة أحد نواب البرلمان المحلي في أول حادث سكة حديد في العالم قد طغى على هذه الاحتفالات. |كانت سكة ليفربول ومانشستر أول سكةٍ حديدية تعمل فيها جميع القطارات على جدول زمني محدد.

توفى ستيفنسون في 12 أغسطس عام 1848م، نتيجة التهابٍ رئويٍ، ونتيجة لمساهماته البارزة، فقد تم تحويل مسقط رأسه في نورثمبرلاند إلى متحف. كما سميت العديد من المدارس والكليات والمؤسسات وجمعيات الإعانة باسمه.

اظهر المزيد
إغلاق