رئيسيصدى الأخبارقصة نجاح

صورة وقصة | مخترع المصباح الكهربائى.. عانى من الصمم في سن مبكرة وتوصل لاختراعه بعد 22 محاولة فاشلة

الرياض – الريادة

كان لاختراع المصباح الكهربائي دوي كبير في العالم؛ حيث أسهم في تغيير ثوري على صعيد جودة الحياة للملايين من البشر ، فكيف قدم توماس إديسون اختراعه هذا للبشرية ؟ وما قصة هذا الابتكار المهم؟.. وكيف عاش صاحبه ؟

وُلد إديسون في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، وترعرع بمدينة بورت هورون بولاية ميشيغان وهو من أصول هولندية. كان الابن السابع والأخير لـصمويل إديسون (1804-1896) ونانسي ماثيوز إليوت (1810-1871). اضطر والده إلى الهرب من كندا بسبب مشاركته في ثورة ماكنزي الفاشلة سنة 1837.

كان إديسون الشاب شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة، حيث وصفه أستاذه بأنه “فاسد”. أنهى إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية. يذكر إديسون في وقت لاحق: “والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه.” كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل. وأسهمت قراءته لكتب باركر العلمية مدرسة في الفلسفة الطبيعية كثيرًا في تعليمه.

عانى إديسون من مشاكل في السمع في سن مبكرة، وكان يعزى سبب الصمم له لنوبات متكررة من إصابته بالحمى القرمزية خلال مرحلة الطفولة دون تلقيه علاج لالتهابات الأذن الوسطى. خلال منتصف حياته المهنية، قيل أن ضعف سمع إديسون كان بسبب ضرب عامل القطار له على أذنيه بعد اشتعال النيران بمختبره الكيميائي في عربة نقل وألقي به إلى جانب جهازه والمواد الكيميائية من القطار في بلدة كيمبل بولاية ميشيغان. في السنوات الأخيرة من حياته، عدَل إديسون القصة فقال أن الحادثة وقعت عندما قام عامل القطار بمساعدته على ركوب القطار برفعه من أذنيه.

انتقلت عائلة إديسون لبورت هورون بولاية ميشيغان في عام 1854 بعد تدني مستوى العمل، وحياته هناك كانت حلوة ومرة. باع الحلوى والصحف في قطارات تعمل من بورت هورون إلى ديترويت، كما باع الخضار لتعزيز دخله. يذكر أيضًا أنه درس التحليل النوعي وقام بإجراء التجارب الكيميائية في القطار إلى أن وقعت حادثة حظرت القيام بمزيد من تلك الأعمال.

حصل إديسون على الحق الحصري لبيع الصحف على الطريق بالتعاون مع أربعة مساعدين حيث أطلق نشرة أسبوعية أسماها (Grand Trunk Herald). انطلق إديسون من هذا العمل إلى العديد من المشاريع الريادية، كما اكتشف مواهبه كرجل أعمال. أدت هذه المواهب في نهاية المطاف إلى إنشاء 14 شركة، بما في ذلك جنرال إلكتريك والتي لا تزال إحدى أكبر الشركات المساهمة العامة في العالم.

وفي يوم 21 أكتوبر، لعام 1879 قام إديسون بعرض اختراعه “المصباح الكهربائى” لأول مرة، والذى يعتبر من المحطات التاريخية الهامة، وهو عبارة عن مصباح كهربائى ساطع آمن وميسور التكلفة ويسهل إنتاجه، وتم اختبار وتطوير المصباح حتى استمر لمدة 40 ساعة.

قام أديسون باختبار العديد من المواد التى يمكن استخدامها كفتيل كالقطن والكتان والخشب، حيث اختبر أكثر من 6000 مادة لتحديد أى المواد التى ستحترق لفترة أطول، اكتشف إديسون وفريقه بعد عدة أشهر أن خيوط الخيزران المتفحمة يمكن أن تحترق لأكثر من 1200 ساعة، وتم استخدام خيوط الخيزران فى لمبات إديسون، ومن ثم تم استبدالها بمواد طويلة الأمد فى ثمانينيات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وذكر المؤرخان “روبرت فرايدال” “وبول إسرائيل”، أن 22 مخترع سبقوا إديسون وجوزيف سوان فى اختراعهما للمصباح المتوهج، وذلك فى محاولة للاجابة على تساؤل ” من أول من اختراع المصابيح المتوهجة؟”، وقام المؤرخان روبرت فريدل وبول إسرائيل، بوضع قائمة من 22 مخترعا، تنسب لهم اختراعات لمصابيح المتوهجة قبل جوزيف سوان و توماس إديسون.

بعد التدقيق يستنتج المؤرخان، إن إصدار اديسون كان قادراً على النجاح و تجاوز الآخرين بسبب مزيج من ثلاثة عوامل، هي”: إستخدامه لمادة متوهجه ذات تفاعل مؤثر، وتمكنه من تحقيق درجة أعلى من الفراغ داخل المصباح عن غيره من المخترعين، و المقاومة العالية للمصباح التى جعلت عملية توزيع الطاقة من مصدر مركزى مجديه اقتصاديا”.

وعلى الرغم من احتواء براءة الإختراع على عدة طرق لصنع أسلاك الكربون بما فى ذلك “القطن والكتان وجبائر الخشب والأوراق الملفوفة بطرق مختلفة”، إلا أنه بعد عدة أشهر من منح البراءة اكتشف إديسون وفريقه أن أسلاك الخيزران المتفحمة يمكن أن تستمر لأكثر من 1,200 ساعة، نشأت فكرة استخدام هذه المادة الخام على الأخص لإديسون من تجربته القليل من الخيوط لعمود صيد من الخيزران أثناء استرخائه على شاطئ بحيرة باتل (Battle Lake) التى تقع فى ولاية وايومنغ فى الوقت الحاضر، حيث سافر مع أعضاء الفريق العلمى ليتمكنوا من مراقبة الكسوف الكلى للشمس بوضوح من التقسيم القارى فى 29 يوليو 1878.

كان إديسون رجل أعمال نَشِط حتى سنواته الأخيرة. قبل وفاته ببضعة أشهر فقط افتتح خدمة القطار الكهربائي والسكك الحديدية بين مدن هوبوكين ومونتكلير ودوفر وجلادستون في ولاية نيو جيرسي. وكانت نظم نقل الطاقة الكهربائية لهذه الخدمة باستخدام التيار المستمر الذي دافع عنه إديسون.

امتلك إديسون مكان مسقط رأسه في مدينة ميلان، أوهايو سنة 1906. في زيارته الأخيرة سنة 1923 صُدِم للعثور على بيته القديم منارا بالقناديل والشموع.

توفي توماس إديسون من مضاعفات مرض السكري في 18 أكتوبر 1931، في منزله بمدينة نيو جيرسي، وهو المنزل الذي اشتراه سنة 1886 وتم دفنه خلف المنزل.

اظهر المزيد
إغلاق