رئيسيصدى الأخبارقصة نجاح

صورة وقصة | مخترع الكمامة الطبية .. عالم فرنسي خاف على الأطباء من العدوى وقوبلت فكرته في البداية بالرفض

الرياض – الريادة

تعد الكمامة الطبية أحد أهم الاختراعات التي تم تقديمها بشكل كامل للبشرية خاصة خلال السنوات الأخيرة التي تفشي فيها وباء “كوفيد 19” المعروف باسم كورونا المستجد ، وما تطلبه ذلك من إجراءات وقائية في مقدمها استخدام الكمامة.. فمن هو مخترعها ؟ وما قصة اختراعها واستخدامها؟

يعد الجراح الفرنسي بول بيرجر، أول من وثق استخدام قناع الجراحة وكان ذلك خلال عمليةٍ أجراها عام 1897 في باريس، وكان يخشى من نقل العدوى بين الطبيب والمريض ورغم المعارضة التي صاحبت الفكرة في البداية إلا أنها مع الوقت اكتشفت وأصبحت جزء أساسي من مستلزمات الطبيب أثناء العملية الجراحية.

وأرجع بعض المؤرخين أن الاستخدام الاسبق على الكمامة كان خلال فترة انتشار الطاعون في أوروبا حيث كانت المعتقدات السائدة أن الطاعون ينقل من خلال الرائحة، ومن هنا ظهرت أهمية القناع الطبي، أو الماسك، الذي يمنع انتقال الوباء من خلال الهواء.

ثم ظهرت الكمامة في الحرب العالمية الاولي للوقاية من الغازات السامة، حيث تم تطوير قنبلة محملة بالغازات السامة أثناء الحرب، واختراع قنبلة غاز مسيلة للدموع أيضا حيث أن الغازات المنبعثة مضرة وإذا استنشقه الإنسان شعر بالاختناق، وإذا وصل للأغشية المخاطية أحدث فيها التهابًا، وهو أشد الغازات لقتل الجنود في الحرب.

وقد صمم أول قناع من قبل العالِمَين الألمانيين ميكلوشز وفلوج عام 1897، ومن ناحية التصميم، فقد عمل أوتو هويبنر على أول قناع طبي مكون من طبقتين من الشاش، يوضع على مسافة كافية من الأنف، ويستخدم خلال الجراحة، وقد تبيّن من خلال التجربة ازدياد فعاليّة القناع بزيادة عدد طبقات الشاش، وبتقريبه أكثر للأنف.

وقد خضع بعدها لعدة تغيرات في الشكل والتصميم عبر الزمن حتّى عام 1960، ليتم أخيرا تصنيع القناع بالشكل الموجود حاليا من قبل كل من روكوود وأودونغيل.

وتسبب وباء الطاعون الرئوي في الصين في (1910-1911)م، في انتشار ارتداء الأقنعة هناك بعد وصول الشيوعيين إلى السلطة في عام 1949م، كان هناك خوف شديد من الحرب الجرثومية ممّا دفع الكثيرين إلى ارتداء الأقنعة في القرن الحادي والعشرين كثف وباء السارس ارتداء الأقنعة، كما فعل الضباب الدخاني الذي غطى العديد من المدن الصينية.

وحثت الحكومة الصينية مواطنيها على حماية أنفسهم من التلوث من خلال ارتداء الأقنعة، خلال أواخر عهد أسرة تشينغ (1644-1911)م، اخترع عالِم الطب الصيني “وو لياند” قناعًا مصنوعًا من طبقتين من الشاش يسمّى “قناع وو” ردًا في شمال شرق الصين، وتمّ تكريمه على هذا القناع بشكل كبير من قبل خبراء في مختلف البلدان لأنّه سهل التصنيع، وتكلفة إنتاجه منخفضة ومواد تصنيعه سهلة الحصول عليها.

وكان ليان تي أول طالب طب باحث في معهد الأبحاث الطبية في كوالا لامبور في عام 1903. وأشارت صحيفة الإندبندنت إلى أن ليان تي كان يتمتع بمكانة كبيرة في بريطانيا، وساهمت شهرته الواسعة في طب الأوبئة بطلب الصين منه التحقيق والبحث في مرض غامض تسبب العدوى به الوفاة بنسبة %99.9 للمصابين، ويعرف المرض الآن باسم الطاعون الرئوي، وفتك بحياة نحو 60 ألف شخص في الصين أوائل القرن الماضي.

وقد اكتشف أن المرض المذكور ينتشر عبر الهواء، وقام بتطوير كمامة طبية تشبه إلى حد كبير كمامة «N95».

اظهر المزيد
إغلاق