صدى الأخبارقصة نجاحمال وأعمال

صورة وقصة | أمريكي من أصول عربية .. تعرّف على حكاية مخترع جهاز iPod الذي شارك في تصميم iPhone

الرياض – الريادة

كثيرون يستخدمون جهاز iPod لكن ربما لا يعرفون من الذي اخترعه ، ومن شارك في ابتكار iPhone أفضل جهاز هاتف جوال في العالم ؟

إنه أحد أهم المخترعين في العالم عبر التاريخ ، وهو طوني فاضل ، أمريكي من أصول عربية (لبنان) ، وُلد في 22 مارس عام 1969م في ميشيجان في الولايات المتحدة الأمريكية، درس هندسة الكومبيوتر في جامعة ميشيجان.

بدأ فاضل العمل في شركة General Magic مع ستيف جوبز لمدة ثلاثة أعوام، قبل أن ينتقل إلى فيليبس ، ثم عاد فاضل إلى آبل مع عودة ستيف جوبز ليعمل على مشروعه في تطوير جهاز الآيبود والذي حقق نجاحًا باهرًا، قبل أن يكون على رأس الفريق الذي صمم جهاز الآيفون.

لكن ما قصة شغف فاضل بالتكنولوجيا؟

اكتشف طوني أجهزة الكومبيوتر في عمر الثانية عشرة وقام بجمع النقود ليشتري أول جهازٍ له، وكان منبهرًا بكومبيوتر ماكنتوش الذي تنتجه شركة آبل وحلم بأن يعمل معهم في يومٍ من الأيام، وهو ما حفزه ليدرس هندسة الكومبيوتر في جامعة ميشيغان.

بعد رحيل ستيف جوبز مؤسس شركة آبل عن الشركة وتأسيس شركة General Magic، قرر فاضل أن هذا هو الوقت المناسب ليحقق حلم الطفولة ويجرب العمل الذي يحبه، فسافر إلى كاليفورنيا ليحصل على عملٍ في الشركة الناشئة حديثاً، وقضى هناك ثلاث سنوات يكتشف إمكانية جعل التكنولوجيا الحديثة في متناول الجميع من خلال صنع أجهزةٍ صغيرةٍ محمولة.

خلال تلك الفترة طوَّر فاضل عددًا من الأجهزة لصالح عملاء الشركة، من هذه الأجهزة Sony Magic Link و Motorola Envoy. كانت الشركة في تلك الفترة مليئةً بالمواهب والأفكار الثورية إلّا أنّها وبشكلٍ غريب لم تحقق انطلاقةً ونجاحًا قويًا، وهو ما يُوصف بأكثر فشلٍ مؤثرٍ في تاريخ وادي السيليكون.

بعد مغادرة طوني فاضل لشركة General Magic عمِل كمديرٍ لمكتب التكنولوجيا في قسم الحواسيب في شركة الإلكترونيات العملاقة “فيليبس”، ورغم أنّه طوَّر لصالح الشركة جهازين محمولين هما فيلو ونينو، إلّا أنّ الشركة لم يكن لديها الالتزام والحماس لتسويق هذين المنتجين، وهو ما دفع فاضل للانتقال مجددًا.

مدفوعًا بحبه العظيم للموسيقى، كان حلم فاضل أن يتمكن من تطوير جهازٍ محمول قادر على تشغيل الموسيقى. وفيما كان يبحث عن ممول وداعم لمشروعه تلقى دعوةً من شركة آبل التي كان ستيف جوبز قد عاد لإدارتها. كان جوبز متحمسًا أيضًا لفكرة تطوير مشغل موسيقى محمول، فدعم فاضل الذي بدأ العمل كمتعاقدٍ من خارج الشركة في عام 2001 رغم أن جوبز عرض عليه عملًا كقائدٍ لمجموعة تطويرٍ خاصة في الشركة.

نجح فاضل في تقديم جهاز iPod، مشغل الموسيقى الخاص بشركة آبل والذي أطلقها مجددًا إلى النجاح في جانب من السوق الذي كانت تسيطر عليه شركات الأشرطة والأقراص المدمجة، وارتقى بعمله من متعاقدٍ خارجي مع الشركة ليُصبح نائب رئيس قسم iPod في شركة آبل.

عندما قرر ستيف جوبز أن ينتقل بآبل إلى عالم الأجهزة الخليوية، وضع فاضل كمسؤولٍ عن مشروع تطوير هاتف محمول خاص بالشركة. في البداية فشلت الجهود لإضافة خدمات الهاتف إلى جهاز الآيبود، ولكن عندما فكر الفريق بطريقةٍ مختلفة وتخيلوا هاتفًا محمولاً يملك ميزات الآيبود ظهر للعالم واحدٌ من أهم اختراعات هذا العصر وهو جهاز iPhone. الجهاز الذي غيَّر التوازنات في عالم شركات الإلكترونيات وغيَّر العادات الشرائية للناس واضعًا آبل لتكون الشركة الأكبر من ناحية الأرباح في التاريخ.

في تلك الفترة كان فاضل يبدو للجميع كالخليفة القادم لستيف جوبز، إلّا أنّ الحقيقة كانت أنّ علاقتهما كان يسودها خلافات بقدر ما كان يسودها نجاحٌ مهني، وبعد زواج فاضل وتأسيسه لعائلة أحس بأن مسؤولياته في الشركة تعيق حياته العائلية، فقدَّم استقالته من شركة آبل عام 2008، وأخذ عائلته في رحلةٍ حول العالم ليستقر بعدها في باريس ويكمل التزامًا بالعمل كمستشارً لجوبز لمدة 18 شهرًا.

بعد عودة فاضل مع عائلته إلى كاليفورنيا والعمل على بناء منزله الخاص، اكتشف مدى قِدَم مقاييس الحرارة والأجهزة التي تتحكم بعمل أنظمة التدفئة والتكييف في المنزل، وهو ما يُسبب استهلاكًا كبيرًا للطاقة ويضر بالبيئة. دفعه ذلك إلى إنشاء شركةٍ خاصة هي Nest Labs بمساعدة أحد زملائه السابقين في آبل وهو مات روجرز، وكان هدفهما هو إدخال التكنولوجيا الرقمية إلى الحياة اليومية المنزلية من خلال تصميم جهازٍ ذكي قادر على توفير الطاقة بعد برمجته ليلائم حاجات وعادات ساكني المنزل.

وظَّف فاضل وزوجته المزيد من زملائهما السابقين في آبل مستفيدين من سمعة فاضل ونجاحاته السابقة. وبالفعل فقد حقق مشروع فاضل نجاحًا سريعًا، وطُرحت مقاييس حرارة نيست في الأسواق في أكتوبر من عام 2011، ليتبعها أجهزة نيست لكشف الدخان وأنظمة الحماية الخاصة بهم، وسُجل باسم فاضل أكثر من 300 براءة اختراع، وحصل عام 2012 على جائزة ألفا التي تُمنح للمخترعين العظماء.

في عام 2014 اشترت جوجل شركة نيست مقابل 3.2 مليار دولار لتجعل فاضل أحد أثرياء العالم. استمر فاضل في السنة الأولى في العمل كمديرٍ لنيست تحت إشراف جوجل، قبل أن تُعينه جوجل مديرًا لمشروعها المتعثر الذي كان يهدف لصناعة أجهزة حاسوب ضمن عدسات النظارات التي يستخدمها الناس.

بعد إعادة هيكلة جوجل في عام 2015، أصبحت نيست وجوجل شركتين تابعتين لشركة ألفابيت الأم. وفيما بعد قدَّم فاضل استقالته من مناصبه في نيست وجوجل وعاد ليعيش مع عائلته مجددًا في باريس.

وقد صنَّفت العديد من المجلات والشبكات الإعلامية طوني فاضل كأحد أهم مخترعي العالم.

اظهر المزيد
إغلاق