الريادة في التقنياترئيسيصدى الأخبار

صورة وقصة | مخترع الكمبيوتر المحمول “اللاب توب”.. أفلس واختفى عن الأنظار سنوات ومات بخلل في الدماغ

الرياض – الريادة

يعد اختراع الكمبيوتر المحمول “اللاب توب”، أحد أعظم الاختراعات في تاريخ البشرية الحديث ، وعلى الرغم من أهميته الكبيرة في أنحاء العالم إلا أن كثيرين لا يعرفون من هو صاحب الاختراع المذهل، وما هي قصة هذا الابتكار المهم؟ .

تؤكد المعلومات أن العالم الأمريكي آدم أوزبورن، هو أول من اخترع الكمبيوتر المحمول بمفهومه الحديث ، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لم يكن صاحب هذه الفكرة، فقد حاول آخرون من قبله في إنتاج جهاز لاسلكي بديل لجهاز الكمبيوتر المكتبي أو الثابت ؛ حيث تعود الفكرة الأولى لهذا الاختراع بشكل رئيس إلى آلان كاي عام 1972 عندما كان يعمل داخل شركة Xerox ، ثم انتقلت هذه الفكرة إلى شركة BMB التي بدأت في تصنيع أول “لاب توب” في العالم عام 1973، وتم تقديم هذا المشروع تحت عنوان IBM SCAMP project. ولكن لم يتم التسويق لهذا الاختراع الجديد إلا بعد مرور عامين، أي عام 1975، وتمكنت الشركة بالفعل من تصنيعه باسم IBM 5100.

امتدت الفكرة بعد ذلك إلى معظم شركات البرمجة في مختلف دول العالم، وبدأت كل دولة تضيف عليه بعض الأدوات الحديثة من أجل تطويره ، حتى جاء آدم أوزبورن الذي نجح في اختراع أول أول “لاب توب” بمفهومه الحديث عام 1981، ولكنه كان ذو وزن ثقيل ؛ حيث وصل وزنه إلى أكثر من 10 كيلو جرام ، وكان سعره في السوق 1795 دولار أو ما يزيد قليلا عن نصف سعر جهاز الكمبيوتر المصنع من قبل شركات أخرى وبنفس المواصفات. وقد اعتمد هذا الجهاز في تشغيله على نظام تشغيل CP/M واحتوى على لوحة مفاتيح كاملة بالإضافة إلى شاشة صغيرة بالأسود والأبيض لا يتعدى حجمها 5 إنشات.

وقد استطاعت الشركة شحن 10 آلاف جهاز من “أوزبورن 1” في الشهر الواحد مما اعتبر نجاحا كبيرا تحققه، در عليها إيرادات بلغت 6 ملايين دولار في عام 1981 ارتفعت في السنة التالية إلى 68 مليون دولار.

ووفقا للمعلومات المتاحة فهناك قصص كثيرة حول انهيار شركة “أوزبورن كمبيوتر” إلا أن الأكثر قربا إلى الواقع منها تلك التي تقول إن الشركة قد انهارت عندما أقدم آدم أوزبورن على التفاخر أمام وسائل الإعلام بشأن جهازين متقدمين للكمبيوتر كانت الشركة تعمل على تصنيعهما مما أدى إلى إلحاق أبلغ الأضرار بطلب المستهلكين على جهاز كمبيوتر “أوزبورن 1” الذي كان مطروحا بكثرة في الأسواق. ونتيجة لذلك، حدثت تخمة كبيرة في مخزونات الشركة من أجهزة “أوزبورن 1” مما دفع بالشركة إلى الإعلان عن إفلاسها بعد أن طرحت الجهازين اللذين وعد بهما أوزبورن في الموعد المحدد. غير أن تقارير ظهرت فيما بعد ذكرت بأن الجهاز الذي تفاخر بشأنه أوزبورن قد تم استكماله وربما أدى إلى وضع الشركة على المسار الصحيح قبل أن يقدم أحد المدراء على تحميل الشركة ديون كبيرة أثناء سعيه إلى التخلص من مخزونات “أوزبورن 1”.

و آدم أوزبورن هو مهندس ورائد أعمال وعالم حاسب ومخترع أمريكي معروف، من مواليد يوم 6 من شهر مارس عام 1939 في مدينة بانكوك في تايلاند، تمتع والديه بالجنسية البريطانية. قضى طفولته في الهند، وتلقى تعليمه الإبتدائي داخل إحدى المدارس الحكومية المتواجدة هناك ، وانضم بعد ذلك إلى جامعة برمنجهام عام 1961.

قرر بعد ذلك السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحصول على رسالة الدكتوراه ، وبالفعل حصل عليها عام 1961 من جامعة ديلاوير الأمريكية.
بدأ حياته المهنية عن طريق العمل في شركة “شل أوبل” ، ولكنه لم يستمر فيها طويلا. وتركها بعد عدة سنوات قليلة من أجل استكمال مشواره نحو اختراع “اللاب توب”.

لم يكن مجال البرمجة وحده هو مجال اهتمام أوزبورن، بل نجح في العمل ككاتب ، وقدّم العديد من الكتب العلمية في أكثر من مجال ، ومن أشهر كتبه على الإطلاق كتاب ” النمو المنفلت : صعود وسقوط أوزبورن كمبيوتر كوربوريشن” ، وكتاب على آخر بعنوان “النموذج الجامح في صعود وهبوط الشركات”.

بعد أن ساهم في تطور التكنولوجيا بوجه عام، واختراع أجهزة الحاسب الآلي بوجه خاص توفي آدم أوزبورن يوم 25 من شهر مارس عام 2003. وذلك بعد أن قضى سنوات طويلة يعانى من نوبات متتالية أدت إلى وجود خلل في الدماغ.

وقد أكد الأطباء على أنه كان من الصعب معالجته ، وظل يعاني من هذا المرض منذ عام 1992 حتى وفاته، وقد قضى تلك السنوات في مدينة كودياكانل الهندية، اختفى فيها نهائيا عن الأنظار.

ويعد العالم الأمريكي آدم أوزبورن من العلماء الذين استطاعوا ترك أثر كبير على البشرية جمعاء بعد أن قدم اختراعه هذا للعالم.

اظهر المزيد
إغلاق