تقاريررئيسيصدى الأخبارمال وأعمال

إكسبو 2020 دبي .. العالم يجتمع في الإمارات متحديًا “كورونا” وعينه على “الاستثمار والتاريخ” والسعودية تبهر الجميع بثاني أكبر جناح و”رؤية ملهمة”

دبي – الريادة

شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة مساء أول أمس انطلاق فعاليات معرض “إكسبو 2020 دبي”، وسط مراسم احتفال مذهلة تضمنت الألعاب النارية والموسيقى ورسائل عن قوة التعاون الدولي وأهميته للمستقبل.

وأمس فتح “إكسبو”، الذى يقام للمرة الأولى بالشرق الأوسط، أبوابه بالكامل للمشاركين والعارضين من 191 دولة بعد أن تأجل لعام بسبب جائحة كورونا.

ويشارك في المعرض 21 دولة عربية من بين الـ 192 دولة، وتعرض الدول العربية المشاركة في أجنحتها تاريخها وحضارتها، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية لديهم.

وخففت الإمارات أغلب قيود مكافحة كورونا ، لكن الدخول إلى “إكسبو”، الذي يعتبر أول حدث عالمي كبير يقام ويفتح أبوابه للزائرين منذ جائحة كورونا، يتطلب استخدام الكمامة وللزوار فوق 18 عاما أن يكونوا قد تلقوا اللقاح أو لديهم فحص سلبي.

ورحب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد بالدول المشاركة ، وكتب عبر حسابه الرسمي بموقع “تويتر” قائلا : “حفل افتتاح “إكسبو 2020 دبي”، يدعو للفخر، ويؤكد أن الإمارات تنظم دورة استثنائية غير مسبوقة.. أهلاً بالعالم على أرض المحبة والسلام والأمل.. أهلاً بالعقول التي تصنع المستقبل بالتفاعل والتواصل.. أهلاً بثقافات العالم وابتكاراته ومنجزاته.. شكراً أخي محمد بن راشد.. شكراً لكل فرق العمل”.

وأضاف “مع انطلاقة فعاليات”إكسبو 2020 دبي” نتطلع إلى مشاركة الدول ثقافاتها وتجاربها ومشاريعها .. واكتشاف فرص النمو والازدهار ومواجهة التحديات المشتركة”.

وكان قد تم اختيار دبي مقرا للمعرض قبل 8 سنوات لتلي بذلك ميلانو الإيطالية التي استضافت “إكسبو 2015”.وتكلف المعرض في دبي نحو 6.8 مليار دولار.
وقبل الجائحة، توقعت شركة الاستشارات (إي.واي) بأن يساهم “إكسبو” خلال أشهره الستة بنحو 1.5% من الناتج الإجمالي المحلي للإمارات.

وتأمل دبي في أن تعطي اقتصادها دفعة من خلال اجتذاب 25 مليون زيارة عمل وسياحة للمعرض الدولي الذي بنته على مساحة 4.3 كيلومتر مربع في الصحراء. كما تتطلع العديد من الدول والشركات للمعرض، لتعزيز التجارة والاستثمار.

ومن النجوم التي رصعت حفل الافتتاح، والذي عرض في أماكن عامة في أنحاء الإمارات، مغني الأوبرا الإيطالي أندريا بوتشيلي والمغنية البريطانية إيلي غولدينغ وعازف البيانو الصيني لانغ لانغ والمطرب السعودي محمد عبده.

إلى ذلك ، تشارك السعودية في “إكسبو 2020” في دبي، تحت شعار “رؤية سعودية ملهِمة لمستقبل مشترك”، ليقدم الجناح السعودي لمحة عن مستقبل المملكة في ظل رؤية 2030، حيث يأخذ الزائر جولة من خلال استخدام التقنية الحديثة، للتعبير عن طموحات السعودية من خلال أربع ركائز رئيسة: الناس، والطبيعة، والتراث، والفرص.

ودشّن محمد التويجري ، المستشار في الديوان الملكي نائب رئيس اللجنة الإشرافية لجناح السعودية المشارك في معرض “إكسبو 2020 دبي”، أعمال وأنشطة جناح السعودية رسمياً، في حفل أقيم بمقر الجناح.

وحضر حفل الافتتاح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات تركي بن عبدالله الدخيل، والمفوض العام للجناح السعودي المهندس حسين حنبظاظة، وجمع من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، ومسؤولين وشخصيات ثقافية من مختلف دول العالم.

وتنقّل التويجري بين أقسام الجناح، مُطلعاً على برامجه وأنشطته المتنوعة التي تعكس الصورة الزاهية للسعودية،التي توزعت على 4 ركائز رئيسية تشمل الطبيعة والناس والتراث والفرص الاستثمارية، إلى جانب محطةٍ للطاقة والاستدامة، وحضور متألق للحِرف السعودية التراثية، والعروض الفلكلورية الشعبية، والأطباق الشهيرة التي تمثل مختلف مناطق المملكة.

وعبّر التويجري عن اعتزازه بما رآه في الجناح من محتوى إبداعي ثري، قدّمه شباب وشابات الوطن المشاركين في الجناح، الذين نقلوا صورة مشرفة عن أبناء المملكة العربية السعودية وقيمهم الرفيعة والمُرحبة بالعالم.

ب

وأضاف:” الجناح يُترجم ما وصلت له السعودية من نمو وازدهار في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، وبلادنا تحضر في هذا المحفل العالمي بروحها الشابة المتجددة والمتطلعة نحو مستقبل مزدهر للمنطقة وللعالم، بمشاريعها الطموحة، ورؤيتها المُلهمة؛ رؤية السعودية 2030، التي صاغها سمو ولي العهد، ليأخذ بلادنا نحو آفاق تنموية واسعة”.

من جانبه قال المفوض العام للجناح السعودي المهندس حسين حنبظاظة إن المشاركة السعودية في معرض “إكسبو 2020 دبي” تأتي انطلاقاً من القيمة الحضارية التي تملكها السعودية، وإمكاناتها وطموحاتها التي ستعطي إضافة حقيقية لزوّار معرض عالمي مثل “إكسبو”.

وأوضح أن جناح السعودية سيقدم أنشطة وبرامج مميزة تغطي جميع المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية، وتستهدف كل الشرائح من الأطفال والأسرة إلى رجال الأعمال والمستثمرين، وسيتمكن الزائر من معرفة الفرص الاستثمارية في المملكة، كما ستقدم المملكة فيه تجربتها في التحول إلى العالم أيضاً.

ويستمر نشاط الجناح حتى شهر مارس من العام المقبل 2022، ويعتبر الجناح ثاني أكبر جناح في إكسبو 2020 دبي بمساحة إجمالية تبلغ 13,059 متراً مربعاً، وفق تصميم مبتكر ومستدام، حاصل على شهادة الريادة البلاتينية في تصميمات الطاقة والبيئة.

وجاء تصميم المبنى متسقاً مع أعلى معايير الاستدامة البيئية، حيث حصل على الشهادة البلاتينية في نظام الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة LEED من مجلس المباني الخضراء الأمريكي (USGBC) ما جعله واحداً من أكثر التصاميم استدامة في العالم.

وقد صُمِّمَ محتوى الجناح تحت إشراف لجنة وطنية رسمية برئاسة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، وبما يعكس الواقع الحضاري الغني للسعودية عبر محاور متعددة، تشمل الطاقة والاقتصاد والتنمية والتاريخ والطبيعة والحياة، حيث يتضمن الجناح عروض محطة للطاقة والاستدامة.

ويحاكي المعرض 14 موقعاً سعودياً في مساحة إجمالية تبلغ 580 متراً مربعاً، منها: حي الطريف، والحِجر، وجدة التاريخية، والفنون الصخرية في منطقة حائل، وواحة الأحساء.

وعبر نافذة إلكترونية تعلوها بلورات سينوغرافية يبلغ عددها 2030 بلورة، ويعرض الجناح أهم مشاريع المملكة العملاقة التي يجري العمل عليها حالياً على غرار مشروع القديّة، ومشروع تطوير بوابة الدرعية، ومشروع البحر الأحمر، وغيرها من المشاريع التنموية.

ويحتفي الجناح بالرؤى الإبداعية من خلال عمل فني بعنوان “رؤية”، يأخذ الزوّار في رحلة سمعية بصرية عبر 23 موقعاً تُمثّل التنوع الكبير في مختلف مناطق المملكة، والعلاقة المتناغمة بين ناسها وطبيعتها، كما يحتفي الجناح بزوّاره من مختلف جنسيات العالم ويُرحب بهم في مركز “الاستكشاف”، وفي حديقة الترحيب المخصصة للقاءات والحوارات البنّاءة بين روّاد الأعمال والمستثمرين، وسط أجواء تعبق بقيم الضيافة السعودية الشهيرة.

ويقدم الجناح برنامجاً يومياً حافلاً لزواره يتضمن عناصر ثقافية مميزة للسعودية تُبرز التراث الوطني الغني عبر الفنون التقليدية والرقصات الفلكلورية والحرف اليدوية وروائع المطبخ السعودي.

كما يقدم الجناح عروضا إبداعية كبيرة في مقرّه الرئيسي وفي عدة مواقع موازية مثل مسرح ميلينيوم دبي، ومركز دبي للمعارض، تتضمن عروضاً ضوئية مبهرة، وأمسيات موسيقية وشعرية وصالونات ثقافية، إضافة إلى أنشطة الطاقة المستدامة، وبرامج علمية ومسابقات مخصصة للعائلة والأطفال.

كما سيتخلل برنامج السعودية على مدى الستة أشهر المقبلة المشاركة الفعالة في جميع الحوارات والمنتديات المقامة على هامش إكسبو والتي سترسم مستقبلاً أفضل للعالم، وذلك بمشاركة القطاع الخاص السعودي بالإضافة إلى جميع مؤسسات الدولة ذات العلاقة.

يذكر أن النسخة الأولى من إكسبو أقيمت في لندن العام 1851 في كريستال بالاس الذي بني خصيصاً لهذا الغرض، وعرض فيه برج إيفل – كموقع جذب مؤقت – في باريس العام 1889، وفي 27 نوفمبر 2013، زيّنت الألعاب النارية سماء دبي من أطول مبنى في العالم، برج خليفة، حيث احتفل الآلاف في شتى أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة بفوز دبي بشرف استضافة أول إكسبو عالمي يُقام في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”.

اظهر المزيد
إغلاق