متعب القني .. مهندس الريادة التقنية في مهمة وطنية لبناء قدرات الشباب السعودي

الرياض – الريادة، خاص

بطموح شاب وخطى ثابتة استطاع المهندس متعب بن مخلف القني ، الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، أن يضع التقنية في صدارة الاهتمامات لدى الشباب السعودي ، ليعلن عن نقلة نوعية جديدة في المرحلة المقبلة هدفها “بناء 100 ألف مبرمج في السعودية بحلول 2030”.

ولم يكن هذا التوجه من فراغ فهو أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 ، والتي أطلقها سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ، خصوصا وأن برنامج التحول الرقمي يهدف إلى بناء مجتمع رقمي، وإنشاء منصات رقمية لإثراء التفاعل والمشاركة المجتمعية الفعالة بما يسهم في تحسين تطوير الصناعة، وتحسين التنافسية والتأثير الإيجابي على الوضع الاقتصادي، وتوليد الوظائف، وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين، وخلق وطن رقمي من خلال استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية في مجالات التقنية والابتكار، كما تهدف رؤية 2030 إلى نقل المملكة بشكل جذري لتكون مركزاً دولياً لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتكون قادرة على المنافسة عالمياً من خلال التقنيات الحديثة.

الرجل المناسب في المكان المناسب

وكما يقولون فإن “الرجل المناسب في المكان المناسب” ، حيث جاء اختيار المهندس متعب القني كرئيس تنفيذي للاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز في فبراير 2019 ؛ لما يملكه من خبرة تزيد عن 10 سنوات في المجال التقني، حيث كان مستشاراً وعضواً في عدة لجان حكومية ومجالس إدارة بعض الشركات، كما ساهم في تأسيس شركة “بيفورت” التابعة لشركة “أمازون” وشغل فيها منصب المدير الإقليمي بين عامي 2014 و2019، ومدير تطوير الأعمال بين عامي 2013 و2014. كما أن القني حاصل على شهادة في البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات من “جامعة لينكولن” في نيوزيلندا.

ولكل ما سبق فإن اختيار القني في منصبه جاء ليدفع عمل الاتحاد نحو آفاق أوسع ، ولهذا لم يكن غريبا أن يطلق الاتحاد العديد من المبادرات التي تستهدف تحقيق مستهدفات رؤية 2030 على الصعيد الرقمي .

البرمجة والذكاء الاصطناعي

“يصعب منافسة الشركات التقنية التي تملك مبرمجين وفريق بزنس يقودهم حسب احتياج السوق”، هكذا أكد القني ، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ، وهو أمر يعكس رؤية متواصلة بخطى حثيثة منذ عام 2019 ، عندما تم إطلاق أكاديمية طويق من أجل بناء قدرات وطنية في مجالات مختلفة في البرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وهي الأكاديمية التي خرجت 7 معسكرات حتى الآن وجميع من تخرجوا تم توظيفهم في جهات بالدولة وشركات ناشئة.
وقد أشار القني في تصريح صحفي له مؤخرا إلى أن الهدف من الأكاديمية هو رفع عدد المبرمجين وتوفير الطاقات السعودية لكي تستفيد منها الجهات المختلفة.

مبادرات بمليارات الريالات

ونجح المهندس متعب القني من خلال قيادته للاتحاد وعبر الشراكة مع الجهات ذات الصلة في إطلاق العديد المبادرات النوعية والبرامج التقنية بقيمة إجمالية تُناهز الـ4 مليارات ريال، وذلك بالتعاون مع 10 من أهم عمالقة التكنولوجيا في العالم، تعزيزًا للقدرات الرقمية وتحقيق هدف مُبرمج من كل 100 سعودي بحلول العام 2030 وتشجيع الابتكار والإبداع وتحقيق الريادة العالمية.

وقد أعلن القني عن افتتاح 10 شركات عالمية لأكاديمياتها المتقدمة والمتخصصة بالرياض، بينها أمازون وجوجل ومايكروسوفت. وقال خلال فعالية Launch – أكبر وأضخم إطلاق تقني والتي أقيمت مؤخرا في الرياض: “هدفنا من ذلك إتاحة الفرصة للتدريب والتعليم والتمكين على مستوى عال لأكثر من 10 آلاف موهبة وكفاءة تقنية في مجالات مختلفة تشمل البرمجة والدرونز والأمن السيراني والألعاب، وكلها بشهادات عالمية، داعيًا المهتمين لعدم تفويت الفرصة والتسجيل”.

فيما قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، إننا سنوقع اليوم اتفاقيات عالمية؛ لتكون المملكة المركز التقني رقم واحد، مضيفا أن شركات: “علي بابا، وأبل، وجوجل، ومايكروسوفت، وسيسكو، وأمازن، وآي بي إم” تمثل 60% من القوة الضاربة الابتكارية والقيمة الاسمية لأكبر 10 شركات في العالم.
وقد تم توقيع الاتفاقيات العالمية بقيادة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، والشراكة مع وزارة الاتصالات وسدايا و”stc”.

رد لافت ينهي الجدل

وقد كان لافتا للجميع  رد المهندس القني على الجدل الكبير الذى أثاره ظهوره ومسئولين آخرين في مقدمتهم وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة، ورئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ خلال فعالية “Launch” التقنية بدون ارتداء شماغ ، حيث أكد أنهم أقدموا على تلك الخطوة بهدف جذب شريحة الشباب المستهدفة بشكل رئيس من المؤتمر التقني.
وأوضح القني في تصريحات متلفزة ، أنه والقائمين على المؤتمر، يعتزون بالشماغ والهوية الوطنية، لكنهم حاولوا الظهور بطريقة يتقبلها الشباب ويتفاعلون مع مبادرات المؤتمر التقني.
وقال القني: “نتحدث إلى شريحة شابة؛ ونحاول أن نظهر لهم بطريقة يتقبلوننا بها، ويتفاعلون مع مبادراتنا. وكانت هذه رسالة واضحة لمحاورة هذه الشريحة”. وقد كان لهذا الرد مفعوله في إنهاء حالة الجدل حول هذا الأمر

أفكار ونصائح ريادية

يرى القنى أن ثمة” فجوة في مخرجات بعض الجامعات واحتياج سوق العمل”، وعن ذلك يقول عبر حسابه في “تويتر”: “وللأسف الفجوة تتزايد مع سرعة التحول في السوق.والأهم إن بعض الجامعات ما استوعبت ضرورة التحرك لمواكبة السوق، يحتاجون شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص ومقاييس أداء. أمجاد الماضي لبعض الجامعات ما راح تسد احتياج الحاضر ولا المستقبل”.

ويوجه نصيحة للشباب قائلا : “حماسك في مشروعك الخاص شي جيد… لكن حماسك بدون خبرة، هو شي ماهو جيد. الخبرة مهمة في نجاح المشاريع، واذا ما نجحت في وظيفتك، في (احتماليه) كبيرة ما تنج في مشروعك الخاص”، مردفا :” نصيحة.. الخبرة عنصر أساسي مهم…. حتى لو حاول البعض دفعك الي ريادة الاعمال “بدون ذكر المخاطر”.

وعلى صعيد آخر ، يؤكد القني أن السعودية متقدمة عن أغلب الدول العربية والعالم على صعيد التقنية ، وعن هذا قال : “جلست أبحث خارج السعودية عن شي مقارب أو مثل منصة أبشر ، ومراس و فسح واعتماد وصحة وغيرها من المنصات الحكومية الالكترونية. والحقيقة أننا في السعودية متقدمين على أغلب الدول العربية والعالم بشكل كبير”.

دعم لا محدود وريادة تقنية

وبفضل الدعم الكبير واللامحدود من سمو ولي العهد ؛ تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 وجهود الاتحاد تحت رئاسة القني وبالشراكة مع الجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة بالعمل التقني وتكنولوجيا المعلومات فقد تصدرت السعودية رقمياً لتكون بالمركز الثاني ضمن دول مجموعة العشرين في تقرير التنافسية الرقمية – الذي صدر مؤخرا و التابع للمركز الأوربي ومنتدى الاقتصاد العالمي.

وتقدمت المملكة في التقرير عشرين نقطة في المؤشر العام وحققت المركز الأول في مؤشر النظام البيئي الرقمي والثالث في مؤشر القدرات الرقمية.

كما جاء اختيار شركة أبل مدينة الرياض مقراً لـ Apple Developer Academy، ليكون أيضا أحد ثمار هذا الدعم وهذه الجهود.

كما احتلت المملكة المركز الثاني عالمياً من بين 193 دولة في المؤشر العالمي للأمن السيبراني.