مقال

أضرار الحوكمة

سلطان سعود السجان

يسوئني اليوم أن أتحدث عن أضرار الحوكمة سواء كان في القطاع العام أو الخاص وحتى القطاع الخيري لما في هذه المقالة من نظرة سلبية سوداوية قاتمة لفئة محددة من الناس. لقد ترددت كثيراً أن أضع بجانب عنوان هذه المقالة “ممنوع دخول أصحاب القلوب القاسية” لما قد تؤثر على حياتهم المهنية والاحترافية بطريقة عكسية وقد تمنعهم من الاستمرار في تنفيذ مخططاتهم الشخصية سواء كانت طويلة أو قصيرة المدى. يسوئني مرة أخرى أن أستعرض لحضراتكم الأضرار التالية للحوكمة.

أولاً، تفعيل مبدأ المسألة والمحاسبة والمسؤولية. فالحوكمة “يا أشرار” تفعل تلكم المبادئ عن طريق التأكد من نزاهة ومصداقية آليات الرقابة داخل المنظمة والتأكد من انسجامها مع الجهات الرقابية في الدولة. فتحديد المسؤول عن كل عمل من أعمال المنظمة يساعد في معرفة نقاط الخلل ومراتع الفساد وأعناق الزجاجات في تحقيق المستهدفات والتي قد تصل الى فصل المسؤول عنها من المنظمة ومن ثم إحالته الى النيابة العامة ثم المحاكم الجزائية في المملكة في قضايا الفساد والحد الأدنى هو سجن مع غرامة مالية تصل الى الملايين من الريالات السعودية.

ثانيا، مشاركة أصحاب المصلحة في صنع القرار. فالحوكمة “يا أصحاب القلوب القاسية” تساعد وتوجد آليات لمشاركة أصحاب المصلحة مثل المواطنين والمستثمرين والجهات الخيرية في صنع القرار للمنظمة سواء كانت جهة حكومية أو شركة عالمية. يستطيع أصحاب المصلحة من خلال الحوكمة معرفة ما يخصهم من القرارات القادمة قبل صدورها أو حتى تعديل القرارات بعد البدء في تنفيذها.

ثالثا، تقديم وتحقيق وتنفيذ تطلعات أصحاب المصلحة وتغليبها على المصالح الفردية أو حتى المصالح الطبقية. فالحوكمة “يا ظلمة” تطلب من المنظمة معرفة تطلعات وطلبات واحتياجات أصحاب المصلحة ومن ثم وضع الخطط الاستراتيجية ومواءمة العمليات التشغيلية للمنظمة لهذا الغرض.

رابعاً وأخيراً، تحقيق مبدأ العدالة، فالحوكمة ” يا ……” تهدف الى تحقيق مبدأ العدالة بين جميع أطياف المجتمع وتصل الى حماية الأقلية ضد الأكثرية والطبقة الدنيا ضد الطبقة العليا وغيرها من أعمال العدالة التي هي من المطالب الشريعة الإسلامية والاجتماعية والإنسانية.

مقالتي اليوم قاتمة فلا أعتذر وبدون تحية للمتضررين من الحوكمة.

وتحياتي،،

اظهر المزيد
إغلاق