مقال

ريادة الأعمال.. مفاهيم وجهود مُلهمة

فدوى سعد البواردي

لمن يتساءل عن مفهوم “ريادة الأعمال”، وما الذي يعنيه… هو مصطلح يُقصد به البحث عن فكرة جديدة ريادية كمشروع تجاري وتنفيذها وتطويرها وإطلاقها، كفرصة للربح، مع قبول المخاطر في الوقت ذاته، وتعني باللغة الإنجليزية Entrepreneurship.

ولأن خلق فرص عمل جديدة وزيادة دخل الفرد والمساهمة في زيادة الدخل القومي وإيرادات الحكومات تُشكل بعض أهداف التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية وسائر دول العالم، فإن ريادة الأعمال في جوهرها تُعد مفتاحاُ ونهجاُ لمحاولة حل العديد من التحديات التي يواجهها الاقتصاد المحلي والدولي.

وبالرغم من أن بعض الدراسات قد أشارت إلى أن نحو ١٠% فقط من الشركات الناشئة تصل فعلياً للنجاح المنشود، إلا أن الكثير من الأشخاص يطمحون للاستقلال في حياتهم المهنية ويرون أن ريادة الأعمال هي طريق جيد لمحاولة الوصول للنجاح المادي، وهؤلاء الأشخاص عادة يتسمون بالجراءة والشغف والمهارة الإدارية والمرونة وعقلية المجازف. ولا يُشترط تخصص دراسي محدد لرواد الأعمال، ولكن يُفضل أن يكون مُلم بقدر كافٍ من أساسيات إدارة الأعمال والتسويق والتجارة والاقتصاد وكذلك قليلاً من معلومات المجال التقني.

وهناك أربعة أنواع أساسية لريادة الأعمال وهي: المشاريع الاجتماعية، وريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وريادة الأعمال الكبيرة، وريادة الأعمال القابلة للتطوير.

وتوجد الكثير من الدورات التدريبية، المقدمة من بعض الشركات المختصة في ريادة الأعمال والتطور الوظيفي، لتنمية ودعم رواد الأعمال، ولتبادل التجارب والدروس والخبرات، وايضا لإثراءهم بمعلومات عن الصفات المشتركة لرواد الأعمال الناجحين حول العالم، كما أن تلك الدورات التدريبية توفر شهادات معتمدة لرواد الأعمال، بعد اجتيازهم تلك الدورات التدريبية بنجاح.

ومن جهة أخرى، فقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية على دعم قطاع ريادة الأعمال عبر العديد من الجهات والمبادرات الهامة ومنها “مركز جامعة الملك سعود” لريادة الأعمال كأول مركز من نوعه في عام ٢٠٠٨م، ثم انشاء “حاضنة بادر” من قبل مدينة الملك عبدالعزيز لتقديم الاستشارات والبيانات وتطوير المهارات لرواد الأعمال، وكذلك “برنامج مسك الابتكار” والذي يهدف إلى الدعم عبر الشراكات وجذب المستثمرين لتطوير المشروعات الناشئة، الصغيرة والمتوسطة. ولا يتوقف الدعم عند هذه المبادرات، بل يوجد العديد من الجهود الأخرى مثل “برنامج دعم المشاريع” من خلال معهد ريادة الأعمال الوطني لنشر ثقافة العمل الحُر وغيرها من الجهود الداعمة الأخرى لرواد الأعمال.

وأخيراً وليس آخراً، فمن الجدير بالذكر أن المملكة قد أحدثت قفزة نوعية في مؤشر “حالة ريادة الأعمال” العالمي في عام ٢٠٢٠م، لتصل إلى المرتبة السابعة عالميا، وهو إنجاز عظيم يؤكد دعم الابتكار والابداع ومسيرة البناء الاقتصادي والتنمية المستدامة في الوطن الغالي.

خبيرة تقنية وتخطيط استراتيجي
تويتر: @fadwa_albawardi

اظهر المزيد
إغلاق