حصة المزروع .. سعودية فوق العادة وضعت بصمة خاصة في قطاع الضيافة وأصبحت علامة لتمكين المرأة

الرياض – الريادة

امرأة فوق العادة .. استطاعت أن تثبت أن المرأة السعودية قادرة على التحدي والنجاح .. لهذا لم يكن غريبا أن تكون إحدى أبرز تجليات تمكين المرأة الذي تبنته رؤية المملكة 2030 .. إنها حصة المزروع، مدير عام فندق سويت نوفوتيل –العنود ، وأول سعودية تشغل هذا المنصب في مجموعة الحكير للسياحة والتنمية بشكل خاص، وقطاع الضيافة في السعودية بشكل عام.

حصة المزروع، التي تمتلك خبرة كبيرة تزيد عن 15 سنة في مجال الضيافة، وإدارة وترويج العلامات التجارية والتخطيط الاستراتيجي والتطوير وإدارة المناسبات، إضافة إلى إدارة برامج المسؤولية الاجتماعية وبرامج ولاء العملاء والعلاقات العامة، نجحت في أن تضع بصمتها الخاصة في قطاع الضيافة على وقع إبداع عديد من السعوديين في العمل وقيادة هذا القطاع، وعلى الرغم من ذلك ترى أن التحدي الأهم هو الاستمرار في النجاح .

رحلة صعود مختلفة

تُعرّف حصة نفسها عبر حسابها بموقع التدوينات القصيرة “تويتر” بأنها ” فتاة سعودية سياحية فندقية تسويقية أحب التطوع فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ – أول مديرة فندق سعودية “.

رحلة صعود حصة المزروع بقطاع الضيافة مليئة بالتفاصيل وقد تحدثت عنها في تصريحات سابقة لها قائلة : “منذ بداية عملي في مجموعة الحُكير في 2004، كنت من الشخصيات الممكَّنة، لذلك فإن لها الدور الأكبر والفاعل لما وصلت إليه الآن فالترجمة الفعلية لتمكين المرأة هي الثقة والنجاح” ، مضيفة : “أؤمن بأن قطاع السياحة والضيافة اختارني قبل أن اختاره، وبدأت رحلتي مع هذا القطاع منذ 2004 وكانت رحلة مختلفة بتجاربها وغنية بدروسها، وكل سنة مرت علي، كنت أتيقن أن هذا القطاع مميز ولا يشبه أي قطاع آخر، ما يؤكد أن مستقبله مزدهر وفي تقدم مستمر”.

وتابعت : “كنت أكثر النساء تحدياً في العمل، ولم أستسلم يوماً، ومسيرتي أشبه بمن يركب قارباً، حيث هناك من لا يملك قدرة على التجديف أكثر من 5 أو 15 كلم، لكنني كنت أكثرهن استمراراً وتحملاً وعناداً، ولست أكثرهن ثقافة أو تعليماً، لأن كلمات لا أقدر، لا أستطيع، لا أعرف، ليس لها وجود في قاموس حياتي، كوني أؤمن إيماناً مطلقاً بالتجارب وإن كانت فاشلة، لأن النجاح بعد الفشل يعطيني الخبرة الكبيرة التي أطمح إليها، ويمنحني قوة، ويشعرني بالفخر”.

دعم رجالي وحب للتحدي

اللافت أن حصة المزروع على الرغم من منافستها الرجال في هذا القطاع إلا أنها – وفقا لقولها – وجدت كل الدعم من الرجال الذين عملت معهم، ولم تواجه أي معوقات، موضحة أن الإرادة وحب التحدي هما السبب في اقتحامها هذا المجال، حيث وجدت تشجيعا ودعما من أناس كثيرين.

وعن الصعوبات التي واجهتها أثناء عملها في مجال الضيافة، أكدت أن “أصعب ما قد يواجه الشخص في هذا القطاع طبيعة العمل نفسه، لأنك في كل يوم لابد أن تكون على المستوى نفسه المتواكب مع توقعات الضيوف، وممنوع التنازل عن ذلك، وأحياناً نواجه تحديات كبيرة جداً في الالتزام بهذا المستوى من الخدمة، وتجربة جائحة كورونا كانت قاسية جداً على قطاع السياحة والفندقة، ولولا الدعم الذي قدمته الدولة لهذا القطاع لكنا في وضع صعب”.

وعما إذا كانت قد واجهت صعوبة أثناء عملها كمدير فندق وهو ما يتطلب التواجد في أوقات ما بعد منتصف الليل ، قالت : “للأمانة، نادراً جداً أن يحدث معي هذا الأمر، فأنا أحرص على التواجد في أوقات مختلفة دون تخطيط مسبق حتى يشعر بقية أفراد الفريق أني دائما معهم، وأتصور أنه كل شيء بالتنسيق ممكن”.

خوف .. وشعور بالإنجاز

وتحدثت حصة المزروع عن نظرة المجتمع لها قائلة :  “بداية الأمر، شعرت بالخوف من نظرة المجتمع إليّ، لكن حين اتصلت بوالدتي وأخبرتها، باركت لي تلك الخطوة بفرح وسعادة، وأكدت لي أنني على قدر من المسؤولية، وما أشعرني بالإنجاز الكبير ردة فعل الناس ومباركتهم لي على ما وصلت إليه، وقرأت النجاح في عيونهم”.

وبالرغم من أن المزروع حققت الكثير على المستوى المهني، وتعد بتحقيق المزيد من النجاح لكنها تطمح لتكون نموذجاً ملهماً للفتيات السعوديات.

وعن متطلبات القيادة في مجال الضيافة ، تعتقد حصة المزروع أنه ينبغي على القائد في أي منشأة تجارية يتولي إدارتها أن يخطط للأسوأ دائماً، ويحتاط لأي مشكلات مستقبلية، مثلما يخطط للإنجاز، ومن هنا لابد أن تكون لدى هذا القائد خطة طوارئ وأزمات حاضرة وجاهزة، وتتم مراجعتها بشكل دوري.

تجربة غير للسعوديات

وترى حصة أن عمل السعوديات بقطاع الضيافة تجربة مختلفة ومغايرة وعليهن أن يخضنها ، مؤكدة أن التجربة لا تشبه أي تجربة عمل أخرى، وهي تجربة تستحق بكل تفاصيلها التأمل والاستفادة.

وعن حصة المزروع الإنسانة، ومن وراء نجاحها قالت : ” المسؤولية قَدرٌ من الله للإنسان، لم أسع إليها بل هي من اختارتني كوني البنت البكر في عائلتي، وجعلت مني إنسانة عنيدة طموحة وقوية. ولا يوجد نجاح في مجتمع محافظ لإنسانة إلا إذا كانت خلفها أسرة متكاملة تدعمها، وأسرتي خير داعم لي، وعلى رأسها والدتي العظيمة، التي أعتبرها سرُّ نجاحي، فقد منحتني الثقة الكبيرة، وآمنت بما أعمل فيه، ولولا وجودها بعد الله لم أستطع أن أحقق هذا النجاح”.

حصة المزروع .. سطور وأرقام

حاصلة على دبلوم إدارة الضيافة الدولية عام 2018.
حاصلة على دبلوم في اللغة الإنجليزية عام 2003 من أكاديمية الفيصل العالمية.
تولت عدة مناصب في مجموعة الحكير منها : مديرة عامة للعلاقات العامة والتواصل بين 2013 و2019 ، ورئيسة خدمة العملاء 2006 – 2007 ، ومسؤولة عن التسويق 2004- 2006.
المؤسسة لشركة الماز للتسويق منذ 2015.
شغلت منصب مديرة الفندق في “فنادق ومنتجعات موفنبيك” عام 2020.
المديرة العامة لفندق سويت نوفوتيل في الرياض 2017 – 2019 .
أول سعودية تشغل منصب مدير فندق في مجموعة الحكير للسياحة بشكل خاص وقطاع الضيافة في المملكة بشكل عام.