رئيسيضيف العددقصة نجاح

ياسر الرميان رجل المناصب المؤثرة .. قصة سيرة ومسيرة توجت بقيادة صندوق الاستثمارات العامة

يعد ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة أحد أبرز الوجوه الناجحة في المملكة في عالم الاقتصاد والأعمال، حيث يمتلك تاريخا ناصعا يمتد لأكثر من ربع قرن حقق خلالها منجزات عدة توجت بتعيينه محافظا لصندوق الاستثمارات العامة المحرك الأول للاقتصاد السعودي حاليا.

بداية .. وانطلاقة

ولد ياسر بن عثمان الرميان في العام 1970 بالرياض ، ونشأ محبا لعالم الأرقام وربما لهذا اختار لنفسه أن يتخصص في المحاسبة حيث حصل على درجة البكالوريوس فيها من جامعة الملك فيصل العام 1993 ثم حصل على شهادة برنامج الإدارة العامة من كلية هارڤارد للأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية.

انطلقت مسيرة ياسر الرميان بعدما حصل على المؤهلات العلمية التي ساعدته في شق طريقه سريعا نحو عالم المال والأرقام ليحقق نجاحا باهرا بسبب خبراته وإنجازاته في كل المناصب التي تولاها ، حيث تولي، منصب مدير قسم تمويل الشركات في هيئة السوق المالية السعودية والتي شارك بتأسيسها بين العامين 2008 و2010 ، كما سبق له رئاسة القوائم المالية في ذات الهيئة بين العامين 2004 و2007 ومديرًا للوساطة الدولية في البنك السعودي- الهولندي بين العامين 1999 و2004.

مناصب ومشاركات

ومن المناصب التي تولاها الرميان أيضا منصب محافظ الصندوق الاستثماري ورئيس لمجلس أرامكو ورئاسة نادى الاتحاد وكان لاعبا بنادي ديراب للجولف وتم تعيينه رئيساً للاتحاد السعودي للجولف فيما بعد ، كما عمل مشرفًا على صندوق الاستثمارات العامة منذ العام 2016، وشغل العديد من المناصب المهمة من بينها رئاسة مجلس إدارة مركز دعم اتخاذ القرار السعودي، ومستشارا بالأمانة العامة لمجلس الوزراء، منذ العام 2016.

شارك الرميان أيضًا في العديد من المؤتمرات والمنتديات والتي من بينها منتدى بلومبرج 2017، ومبادرة مستقبل الاستثمار خلال العامي 2017 و 2018 على التوالي.

الصندوق و”ذا لاين”

وعن صندوق الاستثمارات العامة ومشاريعه خاصة نيوم و “ذا لاين” ، قال ياسر الرميان إن مشروع “ذا لاين” هو باكورة مشاريع نيوم وهو معتمد على 14 قطاعا مختلفا في نيوم.

وأكد الرميان، في لقاء خاص مع CNBC عربية، أن الصندوق هو المساهم الأكبر والوحيد في نيوم بنسبة 100% وإن نيوم لديها صندوقين خاصين واحد للاستثمار والآخر للتمويل مشيرا إلى أن تمويل هذه الاستثمارات يتم عادة عن طريق الإنفاق الرأسمالي أو عن طريق الشراكات مع المستثمرين المحليين أو الدوليين.
وبحسب الرميان فإن الصندوق يمتلك حصة قدرها 67% في “لوسيد”،مشيرا إلى أن الصندوق يطمح بأن يكون هناك شراكات في كل قطاعات نيوم مع رواد الأعمال والشركات العالمية والمحلية.

ولفت الرميان إلى أن نظرة الصندوق الاستثمارية هي طويلة المدى وأن الاستثمارات الأجنبية للصندوق كانت أقل من 2% في 2016 وأنها وصلت الأن إلى ما بين 25% و 30%، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حجم الصندوق قد يصل إلى 2 تريليون دولار بحلول 2030.

لقاء مع ولي العهد

يذكر أن صندوق الاستثمار العامة تأسس في العام 1971، لكن محفظته كانت محدودة نسبيًا حتى العام 2015 تقريبًا ، عندما بدأ في جذب الاستثمارات الدولية البارزة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقد تزامن ذلك مع صعود الرميان، الذي كان قبل توليه منصبه في سبتمبر من العام 2015 الرئيس التنفيذي لشركة السعودي الفرنسي كابيتال. في تلك السنة، التقى الرميان لأول مرة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعُيّن مستشارا في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بمرتبة وزير.

ويقول الرميان في حديثه عن لقائه بولي العهد : “لقد كان شخصا رائعا، له كاريزما مميزة، على الرغم من أنه كان في الثامنة والعشرين من العمر وأنا في الأربعين إلا أنني شعرت بأنني تلميذ مقارنة به”.

وعلى الرغم من تعيين الرميان في مجلس إدارة صندوق الاستثمارت إلا أن صعوده جاء خلال اجتماع مع ولي العهد على متن طائرة، حيث طلب منه ترشيح محافظ، مدير تنفيذي، مدير إداري لصندوق الاستثمارات، ويقول الرميان إنه قدم قائمة تضم 80 شخصا إلا أن ولي العهد كان يرفضها، فقال الرميان: إذا لم يوجد شخص للقيام بذلك فيمكنني القيام به، فوافق ولي العهد.

مساهمة في رؤية 2030

وبالنظر الى احتفاظ الرميان بمنصبه الجديد إلى جانب عمله الاستشاري السابق، فقد كان الرميان ضمن الدائرة المقربة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجاء تأكيدا على ذلك الصورة التي التقطت له برفقة ولي العهد إلى جانب آخرين، في جبال اللوز شمال غرب المملكة ، الصورة التي انتشرت على نطاق واسع بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تم التأكيد عليه بشكل أكبر في سبتمبر، عندما تم تعيين الرميان رئيسًا لشركة أرامكو السعودية، عملاق النفط الحكومي، ليحل محل خالد الفالح.

والى جانب دوره في صندوق الاستثمارات العامة، فقد شارك الرميان أيضًا في وضع خطة الإصلاح “الرؤية السعودية 2030 “، وهي خطة طموحة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدا عن النفط. وشمل ذلك مئات الأشخاص – الوزراء ورؤساء الإدارات وعدد لا يحصى من الاستشاريين – الذين كانوا يحضرون ورش العمل في فنادق الريتز كارلتون وفور سيزونز بالرياض. حيث كانوا، في جوهرها، يكتبون مستقبل البلاد.

خلال فترة تعيين الرميان في الصندوق، ارتفع عدد الموظفين من 40 إلى حوالي 700 موظف. وقبل العام 2015 ، كانت 98 – 99 % من أصول الصندوق تخصص محليا. ولكن بالنظر إلى التقلبات في أسعار النفط (وبالتالي الاقتصاد السعودي) بالإضافة إلى الدافع الأوسع لتنويع الاقتصاد السعودي، فقد حوّل انتباهه إلى الخارج.
ويرى الرميان أن شركات التكنولوجيا تشكل جزءًا كبيرًا من إستراتيجيته الاستثمارية المستقبلية، الأمر الذي سيجعله يتطلع بشكل كبير للولايات المتحدة. حيث يقول: “نحن نؤمن بحوسبة الأشياء، والروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة، وشركات البيانات الكبيرة”.

حياته الشخصية

تزوج ياسر الرميان في عام 1993 وهو في الثانية والعشرين من عمره من سيدة سعودية وأنجب منها خمسة أبناء، وقد أكد الرميان في مقابلة صحفية أن عائلته تمثل له النجاح الحقيقي التي يشعر به لذلك فهو مرتبط بها جدا.

اظهر المزيد
إغلاق